يرى “طريقا آخر” لكسب الحرب.. وزير إسرائيلي: دخول الوقود إلى غزة “خطأ فادح”

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 6 دقيقة للقراءة

بدلا من أن تكون فنادق مدينة طبريا الساحلية في إسرائيل ممتلئة بالسياح مثل أي عام في ذلك التوقيت الذي يمثل ذروة الموسم، فقد باتت مكتظة بالفارين من الحدود الشمالية مع لبنان. 

ووصل آلاف الإسرائيليين الذين تم إجلاؤهم من المجتمعات القريبة من الحدود اللبنانية، إلى هذه المدينة التي تقع على الشاطئ الغربي لبحر الجليل، حيث يقول العهد الجديد إن العديد من معجزات السيد المسيح قد جرت هناك، حتى أنه يعرف باسم “بحيرة يسوع”. 

ونقلت شبكة سي أن أن، عن رئيس بلدية طبريا، بوعز يوسف، أن ما جرى أدى إلى تضخم عدد سكان المدينة بنسبة 20 في المئة، واصفا عملية الإجلاء بأنها أكبر حركة للإسرائيليين منذ عقود.

وجاءت حركة إجلاء السكان من المنطقة الحدودية مع لبنان بعد أن تزايد تبادل إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، في امتداد لآثار الحرب التي تشنها الدولة العبرية على حركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة، مما أسفر عن مقتل أكثر من 13 ألف فلسطيني، معظمهم مدنيون، وفقا للسلطات الصحية في غزة.

قصف متبادل بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله اللبناني

وكما هو الحال في الجنوب، أصبحت منطقة الحدود الشمالية لإسرائيل فارغة، بعد أن أمرت وزارة الدفاع بالإخلاء الإلزامي لأكثر من 40 مجتمعا هناك في أكتوبر، مع تزايد المخاوف من توسع رقعة الصراع واندلاع مواجهة شاملة مع حزب الله في جنوب لبنان، مما يعني فتح جبهة جديدة خطيرة في الحرب.

وبعد أكثر من شهر من بقاءهم في طبريا، يشير العديد من الأشخاص الذين تم إجلاؤهم إلى أنهم قد لا يكونون مستعدين أبدا للعودة إلى مناطقهم بالقرب من الحدود، معربين عن مخاوفهم من أن يكرر مسلحو حزب الله سيناريو الهجوم المباغت الذي قامت به عناصر من حركة حماس على مجتمعات سكنية في غلاف قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي والذي أدى إلى مقتل نحو 1200 شخص، بينهم مدنيون.

ويعد حزب الله، المدعوم من إيران، من أبرز القوى شبه العسكرية في الشرق الأوسط، وتمركزه الرئيسي على الحدود اللبنانية الإسرائيلية. 

ويهاجم حزب الله القوات الإسرائيلية على الحدود اللبنانية منذ بدء الحرب الأخيرة في غزة وشنت إسرائيل ضربات جوية ومدفعية على جنوب لبنان. وقُتل أكثر من 70 من مسلحي حزب الله وعشرة مدنيين، كما قُتل ما لا يقل عن عشرة إسرائيليين، معظمهم جنود.

“لا من سبيل للعودة إلى الجحيم مرة أخرى”، بحسب ما تنقل سي أن أن عن إيلانا بيلفيني، وهي واحدة ممن تم إجلاؤهم من مناطق قريبة من الحدود الشمالية إلى فندق في طبريا، فيما تقول شوشانا ياقوت (77 عاما) التي كانت تعيش في مدينة دوفيف، التي قتل فيها عامل في شركة الكهرباء بصاروخ مضاد للدبابات أطلقه حزب الله: “لا أعلم كيف سأعيش حياة طبيعية مرة أخرى إذا عدت على هناك”. 

“مستوى جديد تماما من الخوف”

وتضيف ياقوت، التي تعيش منذ عقود بدوفيف، وتمتلك فيها مع زوجها مزرعة دواجن صغيرة، أن عامل الكهرباء الذي قتل الأسبوع الماضي، كان في المنطقة من أجل إصلاح خط الكهرباء الذي يخدم مزارع الدجاج، مشيرة إلى أن زوجها طلب من وزارة الزراعة بعد الحادث ذبح الدجاج الموجود في مزرعتهم. 

عائلات إسرائيلية في طبريا بعد إجلاءهم من مناطق قريبة من الحدود مع لبنان

عائلات إسرائيلية في طبريا بعد إجلاءهم من مناطق قريبة من الحدود مع لبنان

ورغم من أن ياقوت عاشت حرب الأيام الستة في 1967 والسادس من أكتوبر 1973، والغزو الإسرائيلي للبنان في عام 1982، والقتال مع حزب الله عام 2006، فإنها ترى أن “ما حدث في السابع من أكتوبر يمثل مستوى جديد تماما من الخوف لم يحدث سابقا”. 

ومن مكتبه، الذي يطل على بحيرة طبريا، قال رئيس بلدية طبريا يوسف، إنه تم إجلاء أكثر من 10 آلاف شخص إلى مدينته، وامتلأ 35 فندقا في المدينة، التي تقع على بعد 30 كيلومترا جنوب الحدود، مشيرا إلى أن الحرب أضرت بصناعة السياحة المحلية، “فالمطاعم فارغة ورحلات القوارب صارت قليلة”. 

ويحاول المجتمع الدولي تجنب حرب إقليمية أوسع نطاقا، لكن يوسف قال إنه يعتقد أنه لضمان سلامة إسرائيل “علينا أن نشن حربا في لبنان” من أجل تفكيك قدرات حزب الله، مشيرا إلى مخاطر ترسانة الجماعة المقدرة بـ 150 ألف صاروخ وذخيرة دقيقة التوجيه.

وقال “إذا لم يكن الأمر كذلك، فإن ما حدث في جنوب إسرائيل، سيحدث في الشمال”، مضيفا أن هذه هي وجهة نظر رؤساء البلديات الآخرين في شمال إسرائيل.

والأسبوع الماضي، أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت تحذيرا لحزب الله بعد يوم من تبادل إطلاق النار عبر الحدود، قائلا: “ما نفعله في غزة يمكن أن نفعله أيضا في بيروت”. 

ورغم تصميم ليا رايفيتز على العودة إلى “كيبوتس برعام”، الذي كانت تسكن فيه بالقرب من الحدود مع لبنان، فإن هذا الاحتمال يبدو مستحيلا في الوقت الحالي. 

وتوضح أن “مسلحي حزب الله رفعوا الأعلام بالقرب من السياج الحدودي بالقرب من الكيبوتس. إنه منزلنا، نحن ننتظر لحظة العودة، لكن من الصعب حتى تخيل ذلك حاليا”. 

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *