يد إسرائيل تمتد لصنعاء. هل الهدف الأول عبد الملك الحوثي؟

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 3 دقيقة للقراءة

الضربات الإسرائيلية.. الأهداف والمبررات

نفذت إسرائيل سلسلة غارات جوية استهدفت مواقع حوثية في صنعاء والحديدة، بما في ذلك منشآت طاقة وموانئ، حيث أكد الجيش الإسرائيلي أن الهجمات جاءت بهدف “إضعاف الجماعة ووقف تهريب الأسلحة الإيرانية”.

وصرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قائلاً: “من يمس بأمن إسرائيل سيدفع ثمنا باهظا”، مشيرا إلى أن الحوثيين يمثلون الذراع الأخير لإيران في المنطقة، بعد حزب الله وحماس.

أوضح المحاضر في أكاديمية الجليل الغربي، موشيه إلعاد أن “هذه الضربات ليست مجرد رد فعل على الصواريخ الباليستية التي أطلقها الحوثيون باتجاه تل أبيب، بل هي جزء من استراتيجية إسرائيلية تهدف إلى ضرب القدرة العملياتية للجماعة وتقليل اعتمادها على الدعم الإيراني”.

جبهة اليمن.. تحديات فريدة

اليمن ليس لبنان أو غزة. فالتضاريس الجغرافية الوعرة، والحاضنة الشعبية القوية للحوثيين، والدعم الإقليمي المتداخل تجعل المهمة الإسرائيلية أكثر تعقيداً. وهنا أشار إلعاد إلى أن “أي ضربة لا تستهدف قيادات الحوثيين ستؤدي إلى مزيد من التصلب الشعبي، ما يجعل استنساخ تجربة القضاء على قيادات حزب الله في لبنان أكثر صعوبة”.

ومع ذلك، يرى أن إسرائيل قادرة على تحقيق أهدافها الاستراتيجية إذا ما ركزت على تنفيذ عمليات استخباراتية دقيقة تستهدف “مراكز القيادة ومستودعات الذخيرة، إلى جانب تعزيز قدراتها العسكرية في المنطقة، بما في ذلك استخدام قواعد قريبة كإريتريا”.

إيران في الخلفية

إيران تظل اللاعب الأساسي في هذا الصراع، فقد وصفت الخارجية الإيرانية الهجمات الإسرائيلية بأنها “انتهاك صارخ للقانون الدولي”، في وقت تستمر طهران في تزويد الحوثيين بأسلحة متطورة، تشمل صواريخ كروز وطائرات مسيرة. الدكتور إلعاد شدد على أن “إسرائيل ترى في مواجهة الحوثيين خطوة ضمن حربها الأوسع ضد النفوذ الإيراني”.

هل يكون رأس عبد الملك الحوثي الهدف التالي؟

الحديث عن استهداف عبد الملك الحوثي بشكل مباشر ليس مجرد تكهنات، بل خيار مطروح ضمن حسابات إسرائيل، حسبما أشار إلعاد الذي قال: “القضاء على القيادات الحوثية العليا، بما في ذلك الحوثي نفسه، هو خطوة ضرورية لإنهاء التهديدات الصاروخية وردع الجماعة”.

معركة مكلفة وطويلة

رغم الاستعدادات الإسرائيلية، فإن الحرب في اليمن قد تتحول إلى صراع طويل ومعقد. وكما قال إلعاد: “إسرائيل قد تحتاج إلى إرسال قوات خاصة أو زيادة التعاون الاستخباراتي مع دول المنطقة، لكنها تدرك أن كلفة الانخراط في اليمن ستكون باهظة، سواء على المستوى العسكري أو السياسي”.

وتبدو إسرائيل مستعدة لاستخدام “يدها الطويلة” ضد الحوثيين، لكن المعركة في اليمن تحمل تحديات كبيرة قد تعيد تشكيل المشهد الإقليمي.

ما إذا كانت هذه الجبهة ستُفتح بشكل واسع أم ستبقى في إطار العمليات المحدودة سيعتمد على توازنات القوى الإقليمية ومستوى الرد الحوثي. وكما ختم موشيه إلعاد قوله: “إسرائيل تسير على حبل مشدود، لكن هدفها واضح: حماية أمنها وردع أعدائها بأي ثمن”.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *