“يجب ألا يسمح العالم بذلك”.. منظمات إنسانية قلقة بشأن الهجوم على رفح

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 6 دقيقة للقراءة

أعربت منظمات إنسانية دولية، عن قلقها بعد حديث كبار المسؤولين الإسرائيليين عن خطط البلاد للقيام بعملية عسكرية كبيرة في  مدينة رفح، جنوب غزة، حيث نزح أكثر من نصف سكان القطاع هربا من القتال العنيف.

وحذر مسؤول المساعدات الإنسانية بالأمم المتحدة،  مارتن غريفيث، في بيان، الثلاثاء، من أن “أكثر من نصف سكان غزة – أكثر من مليون شخص – محشورون في رفح، ويحدقون في الموت، بالكاد يجدون طعاما، ولا يتلقون عمليا أي عناية طبية، ولا مكان ينامون فيه، ولا مكان آمنا على الاطلاق”، لافتا إلى  أن “الهجوم لا يقاس على صعيد الكثافة والوحشية والحجم”.

وأضاف “أقول منذ أسابيع إن ردنا الإنساني في حال يرثى لها. أدق جرس الإنذار مجددا: العمليات العسكرية في رفح يمكن أن تؤدي إلى مجزرة في غزة. ويمكن أن تؤدي أيضا بالعمليات الإنسانية الهشة أصلا إلى حافة الموت”.

وتابع غريفيث: “ليس لدينا ضمانات مرتبطة بالأمن ولا إمدادات ولا طاقم ضروريا للاستمرار في هذه العمليات”.

وفيما  حذر المجتمع الدولي من التداعيات الخطيرة لأي اجتياح بري لرفح”، قال غريفيث “لا يمكن لحكومة إسرائيل أن تستمر في تجاهل هذه النداءات”، مشددا على أن “التاريخ لا يسامح وينبغي لهذه الحرب أن تتوقف”.

وتخطط إسرائيل لتوسيع نطاق اجتياحها البري ليشمل مدينة رفح جنوب قطاع غزة، التي لجأ إليها أكثر مئات الآلاف من الفلسطينيين الفارين من الهجوم الذي تسبب في تدمير جزء كبير من القطاع الفلسطيني، منذ هجوم مسلحي حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر، الذي قُتل فيه 1200 شخص وخُطف أكثر من 250، وفقا للإحصائيات الإسرائيلية.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، لقناة “إيه بي سي نيوز” في مقابلة، الأحد: “أولئك الذين يقولون إنه لا ينبغي لنا أن ندخل رفح تحت أي ظرف من الظروف، يقولون لنا في الأساس اخسروا الحرب”.

والاثنين، تحدث المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، إيلون ليفي، عن التقدم جنوبا نحو رفح، قائلا: “نحن نقترب الآن من شن هجوم بري في رفح لأن القوات الإسرائيلية نجحت بالفعل في اجتياح معظم قطاع غزة من الشمال”.

وبالنسبة للفلسطينيين، تعد رفح الواقعة في الطرف الجنوبي من قطاع غزة ملاذا من الهجوم الإسرائيلي الذي أودى بحياة أكثر من 28 ألف شخص، وفقا للسلطات الصحية في قطاع غزة الذي تديره حماس.

وأبلغ الرئيس الأمريكي جو بايدن، نتانياهو بأنه ينبغي ألا تمضي إسرائيل قدما في عملية في رفح دون خطة لضمان سلامة من يلوذون بها.

ويقول مسؤولو الإغاثة والحكومات الأجنبية، إنه لا يوجد مكان يذهبون إليه. وقالت مصر إنها لن تسمح بنزوح جماعي للاجئين الفلسطينيين إلى أراضيها.

واعتبرت منظمة “أطباء بلا حدود” في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، الاثنين: “لا يوجد مكان آمن في غزة ولا توجد وسيلة تمكن الناس من المغادرة”، مضيفة أن ما يقرب من 1.5 مليون فلسطيني يحتمون في المنطقة. 

ووصف مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، احتمال حدوث توغل عسكري إسرائيلي كامل في رفح بأنه “مرعب”.

وقال المكتب على منصات التواصل الاجتماعي: “عدد كبير للغاية من المدنيين، معظمهم من الأطفال والنساء، قد يقتلون أو يصابون” في هذا الهجوم “يجب على العالم ألا يسمح بحدوث ذلك”.

والإثنين أعلن الجيش الإسرائيلي أنه تمكن من تحرير رهينتَين يحملان الجنسيتين الإسرائيلية والأرجنتينية كانا محتجزين في قطاع غزة، خلال عملية ليلية في المدينة.

ورافقت العملية الإسرائيلية هذه ضربات أودت بمئة شخص، على ما أعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس التي تتولى السلطة في غزة منذ عام 2007.

وفي رفح، بدأ الكثير من الفلسطينيين بمغادرة الخيم، الثلاثاء، وجمع امتعتهم، فيما اتجه آخرون إلى شمال القطاع مع أمتعتهم التي تكدست على أسطح سياراتهم.

وقالت أحلام أبو عاصي “نزحنا من غزة إلى الجنوب ثم (…) إلى رفح”، مضيفة “لا مال ولا مكان آمنا” مؤكدة أنها لن تعود إلى غزة (شمال) إلا إذا تأكدت أنها “آمنة”.

وتابعت “أفضل الموت هنا. الناس يموتون هناك من الجوع”.

وقرر محمد سليمان الكوارة من خان يونس الذي نزح إلى رفح العودة إلى مدينته رغم القصف المتواصل.

وروى الرجل كيف هاجمت “الطائرات والدبابات” قبل ثلاثة أيام منطقة المواصي التي نزح إليها، قائلا “لم نتمكن من النوم أو الأكل (…) اليوم سننزح مرة اخرى إلى خان يونس”.

والثلاثاء كانت أعمدة الدخان تتصاعد في خان يونس ورفح من جراء ضربات، وفق صحفيي وكالة فرانس برس في غزة.

وفي سياق متصل، قالت جنوب أفريقيا، الثلاثاء، إنها قدمت طلبا لمحكمة العدل الدولية للنظر فيما إذا كانت خطة إسرائيل لتوسيع هجومها على قطاع غزة ليشمل مدينة رفح تتطلب إقرار تدابير طارئة إضافية لحماية حقوق الفلسطينيين.

وكانت المحكمة أمرت، الشهر الماضي، إسرائيل باتخاذ جميع الإجراءات التي في وسعها من أجل منع ارتكاب قواتها إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة في إطار قضية رفعتها جنوب أفريقيا.

ونفت إسرائيل هذه الاتهامات وطلبت من المحكمة رفض القضية تماما، قائلة إنها تحترم القانون الدولي ولها الحق في الدفاع عن نفسها.

وقالت الرئاسة في جنوب أفريقيا في بيان “عبرت حكومة جنوب أفريقيا في طلب قدمته إلى المحكمة في 12 فبراير عن قلقها البالغ من أن الهجوم العسكري غير المسبوق على رفح، مثلما أعلنت إسرائيل، أدى بالفعل إلى قتل وأذى ودمار واسع النطاق وسيؤدي إلى المزيد”.

وأضاف البيان “سيمثل هذا خرقا خطيرا لا يمكن تداركه لاتفاقية الإبادة الجماعية وقرار المحكمة الصادر في 26 يناير”.

وأكدت المحكمة في منشور على إكس تلقيها الطلب، لكنها لم توضح كيف ومتى ستتخذ قرارا. ولم ترد وزارة الخارجية الإسرائيلية بعد على طلب للتعليق.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *