مع اقتراب موعد الانتخابات فإن الرسالة الأخيرة لدونالد ترامب للناخبين هي عن الانتقام، مع وعود بالانتقام، وتجمعات تزداد اختلافًا، وامتلاء بالكراهية.. فآخر خطاب له مظلم، ومخيف، مثل أي خطاب ألقاه أثناء حملته الانتخابية في السنتين الماضيتين؛ فقد قال: “إن الولايات المتحدة سلة قمامة للعالم”، وذلك في تجمُّع الخميس الماضي في أريزونا؛ إذ هاجم الأشخاص الذين يدخلون البلاد بشكل غير قانوني، والديمقراطيين الذين أطلق عليهم ترامب لقب “غير أكفاء وأغبياء”.
القرار الأول
وأتبع خطابه الكاره بلمحة عن كيفية إدارته لولاية ثانية، دون ترك أي مجال للتأويل؛ إذ قال: “على الفور بعد أداء اليمين الدستورية سأطلق أكبر برنامج ترحيل في تاريخ الولايات المتحدة. سأنقذ كل مدينة في أمريكا التي تم غزوها وفتحها، وسنضع هؤلاء المجرمين الشرسين والمتعطشين للدماء في السجن، أو سنطردهم من بلدنا!”
وبدا “ترامب” غاضبًا بشكل خاص هذا الأسبوع عندما قال جون كيلي، رئيس موظفيه الذي خدم لأطول فترة، للناخبين: “إن ترامب فاشي”.
ووصف ترامب كيلي بـ”المنحط”، وفقًا لصحيفة “الجارديان” البريطانية.
ويظل الانتقام موضوعًا رئيسيًّا في حملة إعادة انتخاب “ترامب”. وقد تعهد “ترامب” بالقضاء على “العدو من الداخل”، وذكر أنه سيفكر في استخدام الجيش لملاحقة خصومه السياسيين.
وقد أحصت “إن بي آي” أكثر من 100 تهديد بالتحقيق أو المقاضاة أو السجن أو معاقبة خصومه المفترضين من “ترامب” في السنتين الماضيتين.
وفي حسابه في “تروث سوشال” أمس أصدر ترامب رسالة “الكف والامتناع”، وكانت مطولة وغير رسمية إلى الديمقراطيين، الذين ما زال يصر على أنهم “انخرطوا في الغش والتدليس” في عام 2020؛ ما حرمه من ولاية ثانية؛ “لذلك، فإن انتخابات عام 2024، وقت بدء الأصوات في الظهور، ستكون تحت أقصى درجات التدقيق المهني. وعندما أفوز سيتم مقاضاة هؤلاء الأشخاص الذين غشوا بأقصى درجات القانون، التي ستتضمن أحكامًا بالسجن لفترات طويلة؛ حتى لا يتكرر هذا الفساد في العدالة مرة أخرى”، هكذا هدَّد.
خُطَب مضطربة
وفي المرحلة النهائية من الحملة الانتخابية سيحاول “ترامب” -وفقًا للتقارير- كبح الخطب التي جعلت البعض يتساءلون عن لياقته العقلية.
لقد قال إنها طريقة ذكية في التحدث، وأطلق عليها اسم “النسيج”، ووصفتها صحيفة “واشنطن بوست” بأنها “مضطربة بشكل ملحوظ، وخشنة، ومثيرة للارتباك في كثير من الأحيان، حتى بالنسبة لسياسي معتاد على الارتجال في ثلاث حملات رئاسية متتالية”.
وعلى مدى العام الماضي كشفت طريقة حديثه عن اهتماماته للناخبين. وقد ألمحت بعض تعليقاته إلى أنه يعتقد أن “هانيبال ليكتر (آكل لحوم البشر الخيالي) شخص حقيقي توفي. إنه غاضب بشأن البيكون. لقد ثار ضد طواحين الهواء، وهو مصدر متكرر لازدرائه. لقد خلط بين اللجوء القانوني، وهو العملية التي يسعى من خلالها الأشخاص من البلدان الأخرى للحماية عند الفرار من الاضطهاد، مع مصحات الأمراض العقلية”.
وبين الخطب صقل الرسائل العنصرية والتهديدية التي يعتقد أنها أفضل أمل له لاستعادة وظيفته القديمة: إن وسائل الإعلام “عدو الشعب”، وكامالا هاريس “نائب رئيس زبالة”، وجو بايدن “أحمق غبي”، ونانسي بيلوسي “مجنونة مثل حشرة السرير”.
وكما فعل في عام 2016، صوَّر نفسه على أنه الشخص الوحيد القادر على إصلاح جميع المشكلات التي خلقها أعداؤه، وقال لأنصاره في أريزونا: “نحن نقف على حافة السنوات الأربع العظيمة في تاريخ بلادنا، وسنفدي وعد أمريكا. سنضع أمريكا أولاً، وسنستعيد الأمة التي نحبها. سنستعيدها من هؤلاء الأشخاص، الذين لا يعرفون ما يفعلونه”.
ومع تبقِّي 10 أيام فقط على يوم الانتخابات تريد حملة “ترامب” بالتأكيد الحفاظ على بقائه على المسار الصحيح، لكن سجله – بما في ذلك اجتماع البلدة الأخير، الذي تحول إلى حدث رقص لمدة 40 دقيقة – يشير إلى أنه قد لا يكون قادرًا على ذلك.