قال وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، الثلاثاء، إن هجمات الحوثيين على سفن الشحن في البحر الأحمر يجب أن تتوقف، داعيا الدول إلى إدانة تصرفات الجماعة علنا.
ودعا أوستن عشرات الدول إلى اتخاذ خطوات للتصدي لهجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر وذلك خلال حديثه في اجتماع لوزراء الدفاع للترويج لعملية عسكرية جديدة لتأمين التجارة في الممر المائي.
وقال أوستن، بحسب التصريحات المعدة سلفا، “نحن جميعا هنا لأن العديد من الدول يمكن أن تساهم بشكل مباشر في جهودنا المشتركة للحفاظ على الممرات المائية الاستراتيجية آمنة”.
وأضاف “هذه الهجمات المتهورة للحوثيين تمثل مشكلة دولية خطيرة وتتطلب ردا دوليا حازما”.
وأعلن أوستن في وقت سابق، الثلاثاء، إطلاق عملية بقيادة الولايات المتحدة ستشمل دوريات مشتركة في البحر الأحمر.
وندد وزير الدفاع الأميركي خلال الاجتماع الوزاري الذي عقد عبر الإنترنت بهجمات الحوثيين على السفن التجارية، وأبلغ المشاركين بأن “هناك طرقا كثيرة للمساهمة” في العملية الجديدة لتأمين الملاحة في البحر الأحمر، وفقا لرويترز.
وفي المقابل، قال كبير مفاوضي الحوثيين، محمد عبد السلام، لرويترز، الثلاثاء، إن الجماعة اليمنية المتحالفة مع إيران لن تغير موقفها من الصراع في غزة بسبب تشكيل تحالف بحري متعدد الجنسيات لحماية الملاحة في البحر الأحمر.
وأضاف أن التحالف البحري الذي تقوده الولايات المتحدة “لا داعي له أساسا”، وأن المياه المحاذية لليمن آمنة للجميع باستثناء السفن الإسرائيلية أو السفن المتجهة إلى إسرائيل، بسبب “الحرب العدوانية الظالمة على فلسطين والحصار على قطاع غزة”.
وأعلن أوستن عن إطلاق عملية “حامي الازدهار” لحماية التجارة في البحر الأحمر بعد سلسلة من الهجمات الصاروخية وهجمات الطائرات المسيرة التي شنها الحوثيون على السفن.
وتشارك في العملية قوات متعددة الجنسيات تحت مظلة القوات البحرية المشتركة وقيادة فرقة العمل 153 التابعة لها، والتي تركز على الأمن في البحر الأحمر.
وأشار أوستن في بيان إلى أن العملية تشمل مشاركات من المملكة المتحدة والبحرين وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج وسيشيل وإسبانيا.
وأكد وزير الدفاع الأميركي، الموجود حاليا في إسرائيل، الاثنين، أن هذه العملية تهدف للتصدي المشترك للتحديات الأمنية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن، وضمان حرية الملاحة لجميع الدول وتعزيز الأمن والرخاء الإقليميين.
وقال أوستن إن تصعيد الحوثيين لهجماتهم المتهورة يهدد التدفق الحر لسفن التجارة وينتهك القانون الدولي، ما استدعى العمل بشكل مشترك لمواجهة هذا التحدي.
ودخل الحوثيون على خط الصراع بين إسرائيل وحماس من خلال مهاجمة السفن في البحر الأحمر، وإطلاق طائرات مسيرة وصواريخ على إسرائيل على بعد أكثر من 1500 كيلومتر من قاعدة قوتهم في العاصمة اليمنية صنعاء.
وقبل ساعات فقط من إعلان أوستن، قالت جماعة الحوثي إنها شنت هجوما بطائرات مسيرة على سفينتي شحن في المنطقة.
وهدد الحوثيون باستهداف جميع السفن المتجهة إلى إسرائيل مهما كانت جنسيتها، وحذروا شركات الشحن العالمية من التعامل مع الموانئ الإسرائيلية.
ويمر نحو 15 في المئة من حركة الشحن العالمية عادة عبر قناة السويس، وهي أقصر طريق ملاحي بين أوروبا وآسيا، لتعبر بعد ذلك أيضا البحر الأحمر قبالة اليمن.
لكن الاضطرابات عطلت التجارة البحرية، إذ أعادت شركات شحن توجيه رحلاتها حول أفريقيا بدلا من ذلك، مما زاد تكاليفها ومدتها.
وقال ألبرت جان سوارت، المحلل في بنك “ايه.بي.أن أمرو” لرويترز إن الشركات التي حولت مسار السفن مجتمعة “تسيطر على نحو نصف سوق شحن الحاويات العالمية”.
وخلال زيارة لإسرائيل، الاثنين، حمل أوستن إيران المسؤولية المباشرة عن هجمات الحوثيين.
وقال “دعم إيران لهجمات الحوثيين على السفن التجارية يجب أن يتوقف”.
وأضاف في مؤتمر صحفي في تل أبيب “بينما نسعى لتحقيق الاستقرار في المنطقة، تزيد إيران التوتر من خلال الاستمرار في دعم الجماعات والميليشيات الإرهابية”.