هل قتل جندي إماراتي شارك بالمعارك في غزة؟

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 30 دقيقة للقراءة

في وقت باتت الأخبار الزائفة وحملات التضليل معضلة ملازمة لأي أزمة أو حرب حول العالم، وبينما يزداد التأثير الخطير للتزييف والتضليل، أصبح تدقيق المعلومات ضرورة من ضرورات الأزمات، إذ يرى مدققو المعلومات أن دورهم لم يعد يختلف عن أي دور حيوي في منظومات الطوارئ التي تعمل خلال الأزمات.

وشكلت حرب إسرائيل وحماس، الميدان الأحدث والساحة الأوسع لانتشار الاخبار الزائفة، وذلك نسبة للتعقيدات الكبيرة التي تحيط بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وامتداداته وتشعباته، إذ تندلع على هامشه معارك لاستمالة الرأي العام العالمي والتأثير به والتسابق على كسب الجمهور والتلاعب بمشاعره من قبل الأطراف المتصارعة من أجل تحصيل تأييده ودعمه.

هذا الواقع جعل من الحرب في غزة نموذجاً فريداً من نوعه وتجربة بارزة في عالم تدقيق المعلومات، استخلص منها المدققون حتى الآن الكثير من العبر وخاضوا تجارب متعددة واختبروا تقنيات وأساليب وتأثيرات لحملات التضليل وسياسات مواقع التواصل الاجتماعي يشهدونها لأول مرة، شكلت سابقة مميزة عن غيرها من الأحداث العالمية مؤخراً.

وفي سبيل الاطلاع على أبرز الملاحظات والتحديات والمميزات التي ظهرت في هذه الحرب المستمرة، تواصل موقع “الحرة” مع مبادرات تدقيق معلومات عدة، نشطت في الفترة الماضية، من دول مختلفة، حيث جرى استعراض تجاربهم التي لا تزال مستمرة باستمرار الحرب وتداعياتها. 

كثافة “غير مسبوقة”

ويجمع كل المدققين الذين شاركوا في عرض تجربتهم على ملاحظة عامة ولافتة، تتمثل في الكثافة غير المسبوقة للأخبار والمحتوى الزائف والحملات التضليلية.

الاهتمام العالمي الذي ناله الحدث، والمتابعة الدولية الحثيثة لمختلف تفاصيله وجوانبه، إضافة إلى الاصطفاف العالمي بين الأطراف المتصارعة، أدى إلى تدفق هائل للأخبار بشكل سريع أيضاً، “لم يسبق له مثيل”، مما اختبره مدققو المعلومات في الدول العربية.   

ومنذ السابع من أكتوبر، لم تتوقف عملية تدقيق المعلومات طوال 24/24 ساعة، حتى فترات الراحة كانت تعني تراكماً للأخبار لليوم التالي، بحسب ما يؤكد بحر جاسم، مدقق المعلومات العراقي المتحدث باسم منظمة “التقنية من أجل السلام”، المعنية بمحاربة التضليل في العراق والشرق الأوسط، والذي لم يشهد طيلة فترة عمله كمدقق منذ العام 2016، تزييفاً بهذا الزخم.

يضيف: “نستسلم للتعب والنوم فجراً على سبيل المثال، بعد ساعتين أو ثلاث، أنهض فأجد الأخبار الواجب تدقيقها قد تراكمت بشكل كبير يفوق أحيانا قدرات الفريق وإمكاناته.” 

“يجب أن تكون سريعاً لتتمكن من مواكبة سرعة التضليل”، تقول الإعلامية ومدققة المعلومات في قناة الجديد اللبنانية، حليمة طبيعة، وإلى جانب السرعة يجب أن تكون دقيقاً إلى أقصى الحدود، “لأن الخطأ في هذا المجال ممنوع”. 

لم يكن هناك مجال في هذه الحرب للحاق بسرعة وحجم التضليل المنتشر، بحسب العاملين في المجال، خاصة في ظل التنوع الكبير جداً في مصادر هذا التزييف، من حول العالم، وبلغات مختلفة، وتقنيات متقدمة، وحملات منظمة. 

من جهتها، تجزم مديرة المرصد الفلسطيني للتحقق والتربية الإعلامية-  “كاشف”، ريهام أبو عطية، أنها ورغم مواكبتها للحروب منذ  حرب غزة عام 2014، “هذه المرة الأولى التي نشهد فيها تدقيق معلومات بهذا الحجم وهذه الجدية، بشكل يجعلك تعتبر أن كل ما سبق لم يكن تجربة حقيقية”.

اليوم ترى أبو عطية أن العمل يجري وفق منهجية تواكب الحرب بتفاصيلها وتشعباتها، في ظل متابعة واسعة وتثمين لعمل التدقيق المعلوماتي، “هذه التجربة بحد ذاتها جديدة في فلسطين والدول العربية وحتى على صعيد عالمي.” 

يظهر ذلك بالنسبة لمرصد “كاشف” من خلال حجم الطلبات التي باتوا يتلقونها، التي ازدادت بنسبة 100 في المئة، وفق ما تؤكد مديرته، “بريدنا لا يهدأ، وسائل إعلام عالمية ووكالات بارزة ترسل لنا طلبات تدقيق بمعلومات منتشرة، مستخدمين ومتابعين ونشطاء من حول العالم، تواصلوا معنا وتعاونا معهم، وهذا ما لم نشهده سابقاً.” 

ويعكس ذلك اتساع دور مدقق المعلومات في الحروب بشكل كبير، وازدياد في حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه، بناء على الأهمية التي يمثلها هذا الدور لدى الجمهور. 

ومهما دققوا من معلومات، يشعر فريق عمل مرصد “كاشف” بالتقصير، خاصة مع شعورهم بالمسؤولية تجاه الناس بإبلاغهم بحقيقة الأمور. 

ورغم اعتيادهم على هذا النمط من العمل، فإن مدته بحسب ريهام كانت تمتد سابقاً لأيام معدودة وفق التطورات، ولكن هذه المرة الأولى التي يختبر فيها الفريق حرباً طويلة الأمد بوتيرة تضليل مستمرة ومتصاعدة تفرض نفسها على الرأي العام، مما يجعل الأمر “متعبا جداً ومنهكا”، وفق أبو عطية. 

الجانب العسكري.. الأكثر تزييفاً

تعددت أنواع التزييف وشملت مختلف الوسائط، وفي طليعتها مقاطع الفيديو ثم الصور وبعدها المعلومات والتصريحات، لكن الأصعب بحسب المدققة في قناة الجديد كان تدفق كل تلك الأنواع في وقت واحد وأحيانا في سياق حملة تضليل واحدة، الأمر الذي من شأنه تعزيز عملية التزييف وخداع المتابعين، ويصعب مهمة المدققين. 

“بردوا قلوبكم واثلجوا صدوركم”.. حقيقة فيديوهات المعارك الجارية حاليا في غزة

نشرت صفحات وحسابات على مواقع التواصل فيديو قيل إنه يظهر مشاهد من استهداف مقاتلين فلسطينيين جنودا إسرائيليين في القطاع.

وفي إحصاء أجرته مبادرة “صواب” لتدقيق المعلومات، للأخبار التي عملت عليها منذ بداية الحرب، تتصدر الأعمال العسكرية والتطورات الحربية قائمة الموضوعات الأكثر تزييفاً، وهي نتيجة تكررت مع معظم المدققين الذين تحدثوا لموقع “الحرة”. 

ووفقاً للأخبار التي عالجتها “صواب”، توزعت موضوعات محتوى التزييف على ٣ فئات أساسية صنفتها المبادرة، وجاءت على الشكل التالي: 

  • 27 مادة عن الأخبار السياسية، التي تشمل التصريحات والأخبار المتعلقة بالشخصيات السياسية والأحزاب والسفارات. 
  •  27 خبرا زائفا تحت فئة الأعمال الحربية والعسكرية لوحدها، وهي النسبة الأعلى بناء على النطاق الضيق للتصنيف. 
  •  43 خبراً عن المجتمع والمشاهير، وموادة مولدة بالذكاء الاصطناعي. 

ويشرح مدقق المعلومات في “صواب” ميغال حدشيتي، أن هذا المحتوى المزيف المرتبط بالأعمال الحربية، صدر من الجانبين، الفلسطيني والإسرائيلي، حيث تم رصد مقاطع من الحرب السورية وأخرى من الحرب اليمنية، ومقاطع عسكرية من أوكرانيا أو من حروب ماضية في غزة، جرى إعادة نشرها على أنها من الحرب الحالية في سياق تضليلي.  

وتمحور الكثير من الأخبار المزيفة حول الأنفاق في غزة، التي انتشر لها الكثير من الصور المفبركة، وحول الكمائن والاستهداف المتبادل، والتي ظهر فيها صور قتلى وجنود لم يكونوا فلسطينيين أو إسرائيليين، إضافة إلى صور القصف المتبادل التي خضعت بدورها لعمليات التزييف. 

 أما من ناحية “كاشف”، تلفت أبو عطية إلى أن الأخبار المزيفة الأكثر انتشاراً في فلسطين كانت تتمحور حول تضخيم الأعمال العسكرية للفصائل الفلسطينية وقدراتها ونشاطاتها، والتطورات الميدانية المرتبطة بها، وانحسب هذا التضخيم العسكري أيضاً على الجانب الإسرائيلي، بحسب أبو عطية، “وكان كل ذلك في سبيل رفع المعنويات وتصوير الإنجازات للجمهور بين الطرفين.”

حقيقة صورة مقاتل في حماس يقتاد جنديا إسرائيليا

انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورة زعم ناشروها أنها لاقتياد جندي إسرائيلي من قبل مقاتل في حركة حماس حديثا، وذلك خلال عمليات القوات الإسرائيلية في شمال قطاع غزة، التي أسفرت عن مقتل 65 جنديا منذ بداية الهجوم البري في أكتوبر الماضي.

وفي حين أن الجانب العسكري كان الأكثر عرضة للتزييف، فقد كان في الوقت نفسه الأصعب لناحية القدرة على التدقيق، وفق مديرة مرصد “كاشف”، فالكثير من المعلومات العسكرية والحربية التي جرى بثها على الجانبين، تحمل مبالغة وكذب، لكن “يستحيل التدقيق في صحتها بشكل حاسم.”

من جهته، لاحظ فريق “التقنية من أجل السلام” خلال عمله، نسبة كبيرة من استخدام مقاطع وفيديوهات من ألعاب حربية إلكترونية، جرى تقديمها على أنها مشاهد ميدانية من المعارك، مثل مشاهد تدمير آليات ومعارك وتحركات عسكرية.

كما رصدت المنظمة تركيزاً في التزييف بالأخبار التي أحاطت بعمليات الخطف والقتل، التي طالت الكثير من الشخصيات وأقارب مسؤولين وقيادات عسكرية زعم قتلهم أو اختطافهم، ونشرت أسماؤهم وصورتهم بشكل كبير. 

حقيقة صورة ضابط إسرائيلي قتل في غزة

تواصل القوات الإسرائيلية توسيع عملياتها في شمال قطاع غزة مع ارتفاع عدد الجنود الذين قتلوا هناك منذ بداية الاجتياح البري.

وعلى الصعيد العراقي المحلي كان أبرز التزييفات، بحسب جاسم، يتعلق الأمر بفصائل عراقية وشخصيات عسكرية انتشرت صورهم على أنهم على حدود لبنان أو الأردن يتوجهون للقتال إلى جانب الفلسطينيين في غزة، أو قتلوا هناك، ليتبين بعد التدقيق أنهم موجودون في العراق، “أحياء يرزقون”.

حقيقة صورة المقاتلين اليمنيين “المتوجهين إلى غزة”

اندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس بعد هجوم مباغت شنته الحركة على مواقع عسكرية ومناطق سكنية محاذية لقطاع غزة في السابع من أكتوبر، أدى إلى مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون، وفق حصيلة معدلة نشرتها السلطات الإسرائيلية، السبت، وتم اختطاف 239 شخصا.

وتؤكد طبيعة في حديثها لموقع “الحرة”، أنه وبعد الأخبار العسكرية جاءت حملات التزييف ذات الطابع الإنساني التي تهدف إلى كسب التعاطف واثارة المشاعر، مثل نشر صور الأطفال المولدة بالذكاء الاصطناعي في وضعيات وظروف مثيرة للتعاطف والشفقة والمشاعر، مع حيوانات أليفة، بعضها الآخر كان قديما من مناطق أخرى. 

طفل يبكي “دموعا من دم في غزة”.. ما حقيقته؟

تداول مستخدمون لشبكات التواصل الاجتماعي مقطعا مصورا لطفل يبكي وهو يذرف الدموع ملمحين إلى أنه لأحد أطفال غزة.

ولعب الذكاء الاصطناعي دوراً بارزاً غير مسبوق في هذه الحرب، وذلك لكونها أحدث ميدان اختبار لهذه التقنية الآخذة في التقدم. فرغم أن ما يجري في غزة قاسٍ بما فيه الكفاية، استمر تدفق الصور المزيفة المولدة بالذكاء الاصطناعي، التي تركز علي تصوير المأساة.  

وترى طبيعة في هذا السياق أن من بين الأسباب التي تدفع إلى ذلك، استغلال الحدث لكسب التفاعل على المنصات والحسابات وتحصيل متابعات، واستعطاف الجمهور. 

وكان لموقع “الحرة” تحقيق سابق يرصد الدور الذي لعبه الذكاء الاصطناعي بصورة خاصة في عملية التضليل والتزييف المحيطة بالحرب بين إسرائيل وغزة. 

حرب إسرائيل وغزة نموذجا.. حجم تضليل وتزييف الذكاء الاصطناعي “لم يتوقعه أحد” 

تشكل الحرب الجارية بين إسرائيل وحماس في غزة، وما يتخللها من معارك تأثير واستقطاب وتلاعب بالرأي العام، أحدث ميادين الاختبار للدور الذي تلعبه الأخبار الزائفة وحملات التضليل في تشكيل الروايات والسرديات حول أحداث الحرب والمأساة الناجمة عنها، فضلاً عن التلاعب بانطباعات المتابعين وعواطفهم، لاسيما وان ذلك المحتوى يأتي مدعّما هذه المرة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، ومعتمد عليها بصورة كاملة في بعض الحلات.  

كما شهدت الحرب موجة انتحال صفات وتزييف حسابات بأسماء مؤثرين وصحفيين ومسؤولين، فلسطينيين وإسرائيليين، جرى إنشاء حسابات بأسمائهم على مواقع التواصل الاجتماعي وترويج أخبار زائفة عبرها عن لسانهم، مما أوقع الناس والصحفيين في فخ التضليل. 

بعض تلك الحسابات حذف سريعاً وبعضها لا يزال موجوداً، وعليه مئات آلاف المتابعين حتى الآن، لم تتخذ مواقع التواصل إجراءات بحقهم رغم التبليغات، وفق أبو عطية.

وعانى المدققون في الحرب الأخيرة من مشكلة الأرشيف الكبير للحروب في غزة، لا سيما أنه أرشيف حديث في المناطق نفسها والظروف والأحداث المتشابهة، الأمر الذي سهل عمليات تزييف واسعة اعتمدت على صور قديمة من القصف والنزوح والمعاناة، كان كشفها أصعب بسبب التشابه الكبير في الواقع القائم.

تصفية حسابات سياسية

جانب واسع من حملات التضليل والأخبار الزائفة في هذه الحرب، كانت عبارة عن تصفية حسابات سياسية وتشويه سمعة بين الأطراف والدول على خلفية خلافات سياسية سابقة. 

فيديو مثير للجدل وآلاف المشاهدات.. هل أسرت حماس جنديين سعوديين في غزة؟

قتل الكثير من الأجانب، أو جرحوا، أو احتجزوا رهائن، لدى حماس منذ الهجوم غير المسبوق الذي شنّته في السابع من أكتوبر على إسرائيل.

وفي مثال على ذلك، كان لدولة الإمارات العربية حصة من حملات التضليل والتزييف التي استهدفتها، إذ انطلقت حملة وراجت في دول مثل سوريا والعراق ولبنان وفلسطين واليمن، بشأن مشاركة الإمارات في الحرب الدائرة، واتهامها بالمشاركة في عمليات القصف ودعم إسرائيل عسكرياً. 

وكان من الواضح للإعلامية ومدققة المعلومات في قناة الجديد أنها حملة منظمة، إذ اضطرت في أقل من 48 ساعة إلى تدقيق 3 أخبار مزيفة انتشرت على نطاق واسع، تصب كلها في الخانة نفسها. 

وتشرح طبيعة كيف جرى استحضار مقاطع فيديو قديمة منشورة في الوكالات بوقت سابق للحرب، واستخدمت في سياق الحرب الجارية، لاتهام الامارات بالمشاركة في الحرب. 

“قبلة مندوبة الإمارات لمسؤول إسرائيلي بالأمم المتحدة”.. ما حقيقة الصورة؟

انتشرت صورة على مواقع التواصل الاجتماعي ادعى ناشروها أنها لمندوبة الإمارات في الأمم المتحدة تقبل المندوب الإسرائيلي.

واحد من هذه الفيديوهات كان لقائد سلاح الجو الإماراتي الذي قيل إنه موجود في إسرائيل، بينما يعود ذلك في الحقيقة إلى العام 2021. 

وهناك فيديو ثاني لصحفية تقول ان الإمارات تشارك عسكريا بقتل الفلسطينيين اعتماداً على مقاطع لمناورات عسكرية قديمة (2017) شاركت بها الإمارات، وتبين أن الفيديو مجتزأ ومنزوع من سياقه الفعلي ووضع في سياق مختلف كلياً للتضليل.

حقيقة فيديو اعتراض سفينة أسلحة إماراتية متجهة إلى إسرائيل

تقيم دولة الإمارات علاقات مع إسرائيل تجعلها عرضة لانتقادات مستخدمين على مواقع التواصل باللغة العربية ولا سيما أثناء الحرب في غزة. في هذا السياق، انتشر فيديو ادعى ناشروه أنه لتقرير إخباري يتحدث عن احتجاز اليمن خلال الأيام الماضية سفينة أسلحة إماراتية كانت متوجهة إلى إسرائيل.

الخبر الثالث وصول سرب طائرات أميركية من طراز A10 للمشاركة في الحرب، وذلك نقلاً عن “وول ستريت جورنال”، جرى استخدام هذا الخبر أيضاً في الحملة التضليلية نفسها ليتبين بعد نفي الإمارات أن موعد وصول الطائرات كان محدداً قبل الحرب ولا يتعلق بالتطورات المستجدة. 

هذا النوع من التزييف الذي يتوالى في أخبار عدة بهدف بث دعاية أو تضليل معين بوقت متزامن، يشير بحسب طبيعة، إلى أن “الأمر منظم ومدروس وله أهداف وليس عفويا أو سوء تقدير أو بالصدفة، وكان هذا الأسلوب من ميزات هذه الحرب.”

هل قرأ مفتي الإمارات “الفاتحة” على أرواح قتلى الجيش الإسرائيلي؟

تقيم دولة الإمارات علاقات مع إسرائيل تعرّضها لانتقادات من قسم كبير من مستخدمي مواقع التواصل باللغة العربيّة، ولا سيّما مع وقوع مواجهات بين الفلسطينيين وإسرائيل.

 

اتهام مزيف.. بالتزييف

من ناحيتها تشير أبو عطية إلى أن أبرز حملات التضليل الموجهة التي نالت انتشاراً عالمياً واسعاً وركز مرصد “كاشف” عليها كانت حملة   Pallywood (وهي كلمة تجمع بين Palestine و Hollywood) وهي عبارة عن حملة قامت بالأساس على اتهام الفلسطينيين بتزييف موتهم، بناء على مقاطع وصور مأخوذة من تصوير مسلسلات أو أفلام عن الفلسطينيين والحروب التي عاشوها، تتضمن مشاهد كواليس من تصوير حالات ووفاة أو إصابات، جرى جمعها واستخدامها بهدف التشكيك في مقتل الفلسطينيين وإصاباتهم. 

هذه الحملة ونتيجة انتشارها العالمي لا سيما بين صفوف المناصرين لإسرائيل، دفعت “كاشف” وغيره من مراصد ومراكز تدقيق المعلومات إلى تخصيص جهود كبيرة لمكافحتها، لما لها، بحسب أبو عطية، من تأثير كبير ومؤذ على صورة الفلسطينيين ومعاناتهم ونظراً لما تشكله من خطر على حياتهم. 

وتؤكد أبو عطية أن هذه الحملة كانت منظمة ومدفوعة وليست ناجمة عن سوء تقدير أو قلة معرفة، خاصة أن النشطاء الفاعلين في نشر هذه الحملة استمروا في استخدام المواد المزيفة، رغم تصحيحها وتدقيقها وإبراز زيفها، مما يدل عل أنها دعاية مطلوب بثها. 

وكان لافتاً بالنسبة لمدققي المعلومات، ومن بينهم طبيعة وأبو عطية، حجم انخراط الحسابات الناشطة من الهند في هذه الحملة (Pallywood) وغيرها من الحملات المتعلقة بالصراع القائم، وذلك على غير عادة، إذ لطالما صدرت الحملات من هذا النوع من أطراف في دول لديها مصالح أو نفوذ في المنطقة، ولم تكن الهند واحدة منهم. 

وهو أمر يدل على طبيعة على أن الحملات مدفوعة ومنظمة بحكم وجود جهات في الهند تنشط بشكل كبير في حملات إلكترونية وتؤمن متابعات وتفاعل مدفوع، “ومن المعروف حجم الاعتماد على الحسابات الهندية المتابعة بكثرة في نشر معلومات زائفة وحملات تضليل.”

وفي مثال على ذلك، تقول مديرة مرصد “كاشف”، إن تغريدة زائفة تتحدث عن شق بطون حوامل في إسرائيل حصلت على 10 ملايين مشاهدة، وتسأل “أي وسيلة إعلامية باستطاعتها الوصول إلى هذا الحجم من الجمهور لتصحيح خبر كهذا؟ كان هذا جزء كبير من الضغط وكان منهكا”. 

أداء وسائل التواصل

وكجزء من محاربة الدعاية التضليلية والأخبار الزائفة، يراقب مدققو المعلومات أداء منصات ووسائل التواصل الاجتماعي، لناحية مساهمتها في تقييد أو تسهيل انتشار المعلومات المضللة. 

ومن أبرز الملاحظات التي توقف عندها مدققو المعلومات الدور السلبي الذي لعبته مواقع التواصل بالاتجاهين. 

منصة “أكس” كانت، باتفاق الجميع، من أكثر المنصات التي ساهمت في تسهيل الترويج للأخبار الزائفة، بسبب عدم وضوح سياساتها وعدم فعالية إجراءاتها في مكافحة الأخبار المضللة وعدم جدوى الملاحظات التي يسمح الموقع بوضعها أسفل الأخبار الزائفة، في وقت كانت المنصة المصدر الأسرع والأول للمعلومة والخبر. 

كذلك لعبت السياسات الجديدة للحصول على العلامة الزرقاء للتوثيق على المنصة، مقابل بدل مادي، دوراً سلبياً كبيراً في إفساح المجال أمام الحسابات المضللة لتمنح نفسها موثوقية أمام الناس الذين لا يزالون ينظرون للعلامة الزرقاء على أنها مصدر ثقة لحسابات رسمية، كما ساهمت في وصول هذه الحسابات إلى نسبة أكبر من الناس بحكم ميزات الوصول الأوسع المقدمة للمشتركين في هذه الخدمة. 

العلامة الزرقاء على “أكس”.. من أداة للتوثيق إلى فخ للتضليل والأخبار الزائفة

في وقت كانت فيه واحدة من أبرز مؤشرات الثقة والمصداقية على مواقع التواصل الاجتماعي، يلجأ إليها المستخدمون من أجل التثبت من صحة تصريح أو معلومة أو بيان صادر عن شخصية أو جهة رسمية، تحولت العلامة الزرقاء ولاسيما على منصة “أكس” (تويتر سابقاً)، إلى ركن أساسي تعتمد عليها حملات التضليل وبث الأخبار الزائفة، وذلك بعد التغيير الذي طرأ على سياسات المنصة في منحها لعلامة التوثيق الزرقاء للحسابات في نوفمبر 2022. 

ويأتي تطبيق تيك توك في المرتبة الثانية من هذه الناحية، فعلى الرغم من ممارسته دوراً رقابياً وتقييدا على المحتوى، إلا أنه وبحسب ما تؤكد مديرة مرصد “كاشف”، لم يمارس أي نوع من المكافحة للمعلومات المضللة، مما جعله، بحسب طبيعة، المصدر الأول للفيديوهات المزيفة على وجه الخصوص والساحة الأوسع لانتشارها.

وفي المقابل، برز لسياسات تقييد المحتوى، كتلك التي اعتمدتها شركة ميتا على تطبيقي فيسبوك وإنستغرام، أثراً كارثياً على مجال تدقيق المعلومات وتصحيح التضليل للناس، ففي وقت تنتشر فيه الأخبار الزائفة بمعدل ست مرات أسرع من القصص الحقيقية وفق دراسة أجراها معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ويرتفع احتمال إعادة تداولها بنسبة تزيد عن 70 في المئة، وكان تقييد المحتوى يزيد من صعوبة وصول المعلومات المدققة إلى الجمهور، بكونه عادة ما يدور حول الموضوعات المقيد ووصولها للناس، مثل أخبار حماس، أو تلك التي تحتوي كلمات مفتاحية مقيدة. 

وتلفت ريهام إلى أنه وبنتيجة هذه الإجراءات تراجع وصول أخبار المرصد وظهورها للناس بشكل كبير ومؤكد من خلال مقارنة الإحصاءات والأرقام التي تقدمها تلك المنصات. 

المشكلة نفسها تكررت مع منظمة “التقنية من أجل السلام” في العراق، فعلى الرغم من أنها شريك موثوق لمنصة فيسبوك على صعيد تدقيق المعلومات، تم تقييد محتوى المنظمة، “رغم ضرورة وصول هذا المحتوى في زمن الأزمات لتقديم المعرفة الحقيقية والنصائح المناسبة للناس”، وفق جاسم. 

وينقل جاسم، من ناحيته، شكاوى الكثير من منظمات المجتمع المدني والصحفيين ومدققي معلومات وحتى المتابعين العاديين، من تقييد وصول محتواهم بمجرد استخدامهم كلمة غزة أو فلسطين، “ولم يكن هناك مراقبة حقيقية للمحتوى إذا ما كان مفيداً أم ضاراً، وإنما كان تقييدا مطلقا، أثر على وصول الناس للمعلومة الصحيحة.” 

أدى ذلك أيضاً إلى صعوبات في عملية التدقيق نفسها، بحسب المتحدث باسم “التنقية من أجل السلام”، خاصة فيما يتعلق بعملية الرصد، إذ وصل التقييد أيضاً إلى ظهور المحتوى المرتبط بالوسوم والكلمات الدلالية، “الأمر الذي عرقل وصولنا للأخبار المنتشرة تحت هاشتاغات وكلمات دلالية، مثل فلسطين أو غزة أو غيرها، لمواكبتها وتدقيقها.” 

ونتيجة لذلك، انفردت الأخبار الزائفة بالساحة واستمرت بانتشارها، مقابل تراجع المعلومات المدققة، وكانت المرة الأولى التي يشهد المدققون هكذا سياسات من مواقع التواصل ويختبرون تأثيرها السلبي. 

ومن الصعوبات المتربطة بالسياق نفسه، بحسب أبو عطية، عدم القدرة على التسويق المدفوع للأخبار المصححة وترويج العمل الذي يقوم به مدققو المعلومات، وذلك لأن وسائل التواصل كانت تعتبر المحتوى سياسيا، يمنع التسويق المدفوع له، وهذا ساهم أيضاً في إعاقة الوصول للناس، مقابل حملات وحسابات تضليلية كانت قادرة على استخدام التسويق المدفوع. 

صعوبات ومعوقات

وفي ظل كل تلك الظروف الاستثنائية للعمل، وكثافة الضخ غير المسبوق، برز لدى مدققي المعلومات صعوبات عدة في أدائهم لمهماتهم. 

كان على رأسها بالنسبة إلى فريق “التقنية من أجل السلام”، الأثر النفسي لكل تلك الأخبار والعمل المستمر في تدقيقها. 

ويقول جاسم إنه يعيش وزملائه حالة مأساوية صعبة على الصعيد النفسي، فهناك نسبة كبيرة من المحتوى المؤذي والقاسي ويضم مشاهد مروعة، “نضطر إلى تدقيقها ومراقبتها والبحث في الصور الدموية، نتحدث مثلاً عن جثث مشوهة أو محترقة أو أطفال مصابين أو أشلاء، وما إلى ذلك.”

هذه المشاهد العنيفة والصادمة تترك على الإنسان المدقق آثارا نفسية سلبية للغاية، تنعكس بحسب جاسم على شكل كوابيس مخيفة تراوده خلال النوم، وليس لديه حلاً لها، بحكم عدم القدرة على تفادي هذه المشاهد من قبل المدقق كما يفعل الناس، “بل إننا مجبورون على التفحص والمشاهدة والبحث في تلك الصور والمشاهد المؤذية من أجل التدقيق والوصول إلى حقيقتها.”

بالإضافة إلى ذلك، واجه جاسم وزملاؤه صعوبات ناجمة عن الحواجز اللغوية في تدقيقهم للتصريحات لا سيما تلك الصادرة عن أطراف إسرائيلية أو دولية، الأمر الذي يتطلب منهم مجهوداً مضاعفا ووقتا أطول في التدقيق بعكس الصور والفيديوهات. 

وهناك أيضاً صعوبة بارزة تتعلق بالقدرات المادية لفرق التدقيق، فعلى سبيل المثال أعضاء فريق “التقنية من أجل السلام” ليسوا متفرغين لعملهم في التدقيق، وبحسب المتحدث باسم المنظمة لكل منهم عمل آخر يقوم به، “البعض يعمل في محلات ومطاعم والبعض الآخر يدرس، لسنا موظفين بدوامات كاملة أو متفرغين لهذا العمل، نتيجة عدم وجود الدعم المادي الكافي من أجل أن يغطي التفرغ التام وكلفته.” 

وتتكرر هذه الشكوى في لبنان وفلسطين أيضاً، حيث حجم الفرق وقدراتها المادية لا تتناسب مع حجم المهمات المطلوبة منها، لا سيما في ظل الحروب، مما ينعكس عليهم حالة عجز عن الوصول إلى النتائج المرجوة. 

وتمثل مواجهة الذكاء الاصطناعي هاجساً لدى مدققي المعلومات، الذين يعانون من نقص التقنيات والأدوات التي تساعدهم على كشف هذا النوع من المحتوى، والتطور السريع لتلك التقنيات التي قد تجعل من عملية التزييف في المستقبل القريب أكثر إقناعاً وصعوبة في كشفها. 

وتميزت الحرب في غزة بصعوبة خاصة تمثلت في انقطاع الإنترنت والاتصالات عن سكان غزة والعاملين فيها، مما أدى إلى انقطاع تواصل المدققين مع مصادرهم على الأرض وصعّب من التأكد من المعلومات بصورة حاسمة، أو أخرها على الأقل. 

هاجس الحيادية.. ونقمة الجمهور

وفي وقت يبلغ الاستقطاب والتأثر والاصطفاف بين الأطراف المتحاربة مداه الأقصى في الحرب الحالية، يطرح هاجس حيادية مدققي المعلومات في الدول العربية تجاه الحدث برمته، ومدى التزامهم التوازن في عملية مكافحة التضليل من الجانبين بصورة متساوية ومناسبة. 

وبالنسبة إلى طبيعة، في تدقيق المعلومات “لا مجال للتحيز والحياد عن الموضوعية”، حيث تؤكد أنها عملت بالفعل على تدقيق المحتوى الفلسطيني إلى جانب تدقيقها للمحتوى الإسرائيلي، وكشفت التزييف من الجانبين. 

وتضيف: “مهما كان الهدف من بث الأخبار المزيفة، يبقى تأثيرها سلبياً، حتى على القضية التي يفترض البعض أنه يدعمها بالأخبار الزائفة. لها ضرر حتى بالبعد الإعلامي، فحرب التضليل يقابلها أيضاً حرب تدقيق، وكلما اكتشف تزييف كلما أضر بالجانب المستفيد منه أمام الرأي العام.” 

فيديو لطفل فلسطيني يخضع لعملية جراحية دون تخدير.. ما الحقيقة؟

انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو زعم ناشروه أنه يُظهر طفلا فلسطينيا مصابا جراء القصف الإسرائيلي على غزة وهو يخضع لعملية جراحية دون تخدير، لكن الحقيقة أن الفيديو قديم ونشر قبل خمس سنوات على أنه لطفل عراقي، حسب خدمة “تقصى الحقائق من وكالة فرانس برس”.

من جهته يلفت حدشيتي إلى أن “صواب” انتهجت معادلة رئيسية في عملها على هذا الجانب لتفادي الوقوع في الاستنسابية، “إن لم نجد ما يؤكد أو ينفي خبر ما، لا نتناوله ولا نرسل تأكيدا أو نفيا بشأنه. بذلك ضمنَّا أن نتعامل مع شتى أنواع الأخبار ومن مختلف مصادرها وفق هذا المبدأ المهني، الذي ساهم بإبعادنا عن التأثر بالأخبار عاطفياً أو سياسيا.” 

والأمر نفسه بالنسبة إلى فريق مرصد “كاشف” حيث تعامل مع البروباغندا الإسرائيلية والفلسطينية على حد سواء، وهو ما عرضهم في المقابل لانتقادات واسعة وحملات تخوين واتهامات بإضعاف معنويات الناس، بسبب كشفهم لأخبار دعائية على الجانب الفلسطيني، وإظهار زيفها، مما أثار نقمة عليهم، وهو ما تكرر مع فريق “التقنية من أجل السلام” في العراق. 

“ولكننا قررنا أن ندقق كل ما هو مزيف يصلنا دون استثناء، إيمانا منا بحق الناس في الوصول إلى المعلومة الصحيحة مهما كانت الحقيقة”، تقول أبو عطية، وتضيف: “الشعب الفلسطيني له الحق في معرفة ما يجري بصورة واقعية وحقيقية دون تضخيم أو تلاعب بعواطفه أو تضليله، المعلومة الزائفة مضرة مهما كانت غايتها ووجهتها ومصدرها.” 

وفي البداية كان الفريق يتأثر بتلك الحملات والاتهامات، أما اليوم فقد بات الأمر معتاداً “المهم أن نؤدي رسالتنا، خاصة أن المعلومة الزائفة قد تؤدي إلى موت وكوارث ومعاناة، من هنا نزداد تمسكا بدورنا.” 

هل مُنح فلسطيني لقب “شخصية العام”؟

Teaser Description

هل وثق فيديو استهداف الحوثيين سفينة نرويجية؟ وهل مُنح فلسطيني لقب “شخصية العام”؟ وهل أُسر جندي إسرائيلي وهو نائم؟

بدوره، يأسف جاسم للتخوين الذي يتعرض له مدقق المعلومات العربي، الذي يطالبه الجمهور أحيانا بالتركيز على الدعاية الإسرائيلية وتجاهل الفلسطينية والعربية، حتى ولو حملت تزييفاً وتضليلاً.

هؤلاء ينظرون إلى الخبر الزائف، بحسب جاسم، كوسيلة دعم معنوية لمساندة الفلسطينيين، ولا ينظرون إليها من منطلق التزييف ومخاطره، فيما “يجري تصوير عملنا وكأنه يضر بالقضية أو يضر بالمعنويات والتحشيد في الحرب الدائرة.”

رغم ذلك، يؤكد المتحدث باسم منظمة “التقنية من أجل السلام”، أن الفريق تابع عملية التدقيق في كل الاتجاهات، تحت شعار أن مدقق المعلومات “لا يجب أن يكون محايداً، بل يجب أن ينحاز دائما للحقيقة، بغض النظر عمن يزيف هذه الحقيقة أو يخالفها.” 

خلاصات

ومن أبرز الملاحظات التي خرجت بها أبو عطية في هذه الحرب، كانت الاتجاه العالمي نحو تدقيق المعلومات، مؤسسات وأفراد وجهات حكومية، إذ أوضحت الحرب أن المتلقي بات لديه مؤخراً حساً نقدياً متنامياً وتفكيرا مشككاً بالأخبار التي يتلقاها “وهذا ما لم نكن نراه سابقاً بهذا المستوى، الناس تريد تدقيق المعلومات وتبحث عنه ولا تثق بما يقدم لها من معلومات ازداد وعيها بهذا التضليل.” 

من جهتها، تشدد طبيعة على أن الحرب الأخيرة وما شهدته من تضليل، يجب أن تكون سبباً ومناسبةً لإيلاء أولوية أكثر لهذا المجال من العمل الصحفي ومده بالقدرات والأدوات اللازمة للعب دوره على أكمل وجه. 

وفي السياق ذاته، يرى حدشيتي أن مدقق المعلومات اليوم بات “ضرورة من ضرورات الحروب والأزمات، وجزءا من متطلبات حالات الطوارئ، نظراً لما باتت تتركه الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة من آثار كارثية على الناس. 

ويختم جاسم بدوره أن هذه الحرب أكدت ضرورة أن تكون مهارات التدقيق عامة لدى مستخدمي الإنترنت، ليكونوا قادرين بصورة مستقلة على تتبع معلوماتهم والتدقيق بها وعدم الوقوع ضحية التضليل في ظل الكثافة الكبيرة التي تفوق أحيانا قدرات فرق التدقيق على مواكبتها. 

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *