“نفاق”.. بابا الفاتيكان يرد على منتقدي بركات الأزواج المثليين

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 6 دقيقة للقراءة

رغم مقتل الآلاف في السودان، لا تزال إحدى الجماعات المسؤولة عما وصفه وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، بـ “الجرائم ضد الإنسانية والتطهير العرقي” نشطة على موقع “إكس”.

والسودان غارق في صراع بين القوات المسلحة السودانية التابعة للحكومة وقوات الدعم السريع.

ووجد تقرير حديث للأمم المتحدة أن قوات الدعم السريع، وهي مجموعة شبه عسكرية تدعمها مجموعة المرتزقة الروسية فاغنر، مسؤولة عن ذبح ما بين 10 ألف و15 ألف شخص في منطقة دارفور في البلاد، وفق ما نقل موقع “وايرد”.

وفي يناير، قال المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان لمجلس الأمن الدولي إن لديه “أسبابا للاعتقاد” بأن طرفي النزاع في السودان مسؤولان عن جرائم حرب.

واستهدفت قوات الدعم السريع بشكل خاص جماعة المساليت غير العربية في منطقة دارفور في البلاد. حتى مع ظهور أدلة متزايدة على أن المجموعة مسؤولة عن العنف الجنسي الجماعي والإبادة الجماعية المحتملة، استمرت المجموعة في التغريد لأكثر من 150  ألف متابع.

وعلى حسابها على “إكس”، تشارك الجماعة مقاطع فيديو وصورا لأعضاء يوزعون “مساعدات إنسانية” وتشارك “بيانات إعلامية” حول انتصارات الجماعة في ساحة المعركة.

وخلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، عندما ذكرت مجموعة “Access Now” غير الربحية أن قوات الدعم السريع قد أغلقت الإنترنت في السودان، ادعى محتوى المجموعة على “إكس” أنهم كانوا يقدمون مساعدات إنسانية.

وعلى الرغم من أن الجماعة هي، بكل المقاييس، مجموعة عنيفة، إلا أن المحتوى الموجود على حساب “إكس” الخاص بها ليس كذلك، وفق التقرير.

وفي وقت أن “ميتا” و “يوتوب” أزالتا حسابات قوات الدعم، فإن استمرار وجود المجموعة على “إكس” يسلط الضوء على منطقة رمادية في كيفية تعريف المنصات للعنف ومراقبته، بحسب التقرير.

ويقول محمد سليمان، الباحث السوداني في مختبر سيفيك للذكاء الاصطناعي بجامعة نورث إيسترن: “إنهم يستخدمون تويتر، للتواصل مع العالم الغربي”، وأضاف “ينشرون باللغة الإنكليزية. إنهم يحاولون أن يبدوا كجيش محترف”.

وعلى النقيض من ذلك، “كانوا يحاولون التواصل مع الشعب السوداني على فيسبوك، وكانوا ينشرون في الغالب باللغة العربية”، بحسب الباحث

وعلى الرغم من أن حساب “إكس” يبدو أنه يلعب في المقام الأول دورا يشبه ما تلعبه دوائر العلاقات العامة للمجموعة، إلا أن قوات الدعم السريع لديها تاريخ في استخدام المنصة بطرق “أكثر مكرا”، بحسب التقرير.

ووجد تقرير صدر، في أبريل عام 2023، عن مختبر تابع للمجلس الأطلسي (DFRLab) أن أكثر من 900 حساب كانت تستخدم للترويج لقوات الدعم السريع وقائدها محمد حمدان دقلو، المعروف أيضا بلقب “حميدتي”.

تقول نايت، الباحثة في “DFRLab” ومؤلفة التقرير: “من الصعب تحديد الجمهور العام للجماعة”، مضيفة “لكن حقيقة أن ترجمتهم الكثير من الأعمال إلى اللغة الإنكليزية تشير إلى أنهم على الأرجح يدركون حقيقة أن الأشخاص الذين يشاهدون محتواهم على تويتر لا يتحدثون العربية، مما يعني أنهم يستهدفون جمهورا دوليا على الأرجح”.

وفي العام الماضي، أزال كل من يوتيوب وميتا الصفحات التابعة للجماعة وحميدتي على منصتيهما. وفعل يوتيوب ذلك بعد أن اتصل بهم سليمان.

ويبدو أن صفحة فيسبوك جديدة للجماعة قد بدأت في ديسمبر، ولكن بعد أن تواصلت “وايرد” مع ميتا للسؤال عن الصفحة، أزالتها ميتا. وأكد المتحدث باسم الشركة، كوري شامبليس، لموقع “وايرد” أنه “تمت إزالة قوات الدعم السريع وقادتها من منصاتنا لانتهاكهم سياسة المنظمات”.

وفقا لسياسات “إكس”، تحظر المنصة “المنظمات الإرهابية أو الجماعات المتطرفة العنيفة أو مرتكبي الهجمات العنيفة أو الأفراد الذين يروجون لأنشطتهم غير المشروعة”.

وقال موظف سابق في تويتر، طلب عدم الكشف عن هويته، للموقع إنه حتى قبل استحواذ إليون ماسك على المنصة، كانت الجماعة ستقع في منطقة رمادية للمنصة، لأن الولايات المتحدة لا تعتبر قوات الدعم السريع منظمة إرهابية.

وقال الموظف السابق: “سمح تويتر لبعض المنظمات العنيفة على المنصة”، على سبيل المثال، كان لدى طالبان حساب على تويتر حتى قبل وصولها إلى السلطة في عام 2021”.

من جانبها، تنفي قوات الدعم السريع هذه الاتهامات، وتصر على نفي أي تجاوزات ارتكبها أفرادها، وقالت إن أيا من جنودها الذين يتبين تورطهم سيواجه العدالة.

وفي وقت سابق، قال المستشار الإعلامي لقائد قوات الدعم السريع، أحمد عابدين، “نحن نثق في قواتنا، ونثق في القيادة، وبالتأكيد لا يوجد من جنودنا أو من قادتنا أو من أفرادهم، من يفعل مثل هذه الأفعال”.

وأضاف في تصريح سابق لموقع “الحرة”: “نحن على استعداد للتحقيق من أي لجنة وطنية محايدة، وعلى استعداد للتحقيق من أي لجنة دولية، بشرط أن يكون الأمر حياديا، وأنا متأكد أن هذه اللجان ستصل إلى الصانع الحقيقي لهذه الأفلام”.

ومنذ أبريل عام 2023، أدت الحرب في السودان بين القوات الموالية لقائد الجيش عبد الفتاح البرهان ونائبه السابق قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي، إلى مقتل أكثر من 13 ألف شخص وتشريد 7,5 ملايين.

واتهمت واشنطن الجانبين بارتكاب انتهاكات، كما ألقى كلا الطرفين بمسؤولية سقوط قتلى مدنيين على الجانب الآخر، ويذكر زن الجيش السوداني أيضا نفى ارتكاب انتهاكات بحق مدنيين خلال معاركه مع قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معه. 

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *