شهدت الساحة الإسرائيلية مزيدا من الخلاف بشأن الحرب على قطاع غزة، ففي الوقت الذي أكد فيه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن الحرب لن تتوقف على غزة دعا زعيم المعارضة يائير لبيد إلى وقف الحرب ودفع “أثمان باهظة” لعودة الأسرى، تزامن ذلك مع إعلان وزير المالية الإسرائيلي أن الحرب تسببت في عجز مالي بنحو 3 أضعاف ما كان عليه.
فقد جدد نتنياهو رفضه لوقف الحرب على قطاع غزة، وقال “الحرب في غزة بعيدة عن النهاية”، ونفى أمام نواب حزبه ما وصفها بأنها “تكهنات إعلامية خاطئة” بأن حكومته قد تدعو إلى وقف القتال ضد القطاع.
وقال نتنياهو لنواب من حزبه الليكود “لسنا بصدد التوقف”، مشيرا إلى أن الجيش سيكثف “القتال في الأيام المقبلة، وسيستغرق القتال وقتا طويلا ولم يقترب من النهاية”.
وفي إشارة إلى قربه من الجنود وتأكيده على أن وجود دعم لاستمرار الحرب قال في كلمته “أنا عائد الآن من غزة، حيث التقيت بفرقة احتياط في الميدان، الجميع سألوني شيئا واحدا فقط ألا نتوقف ونستمر حتى النهاية”.
وأكد نتنياهو، الذي يتعرض لانتقادات حادة وضغوط بسبب الحرب على غزة، “نحن بحاجة إلى الصبر والتماسك والوحدة والتمسك بالرسالة”.
وقد أكد نتنياهو تصريحاته تلك بمقال نشره في صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية وقال فيه “لابد من تدمير حماس، ولابد من نزع سلاح غزة، ولابد من استئصال التطرف في المجتمع الفلسطيني”، مشيرا إلى أن هذه هي الشروط الأساسية لتحقيق السلام بين إسرائيل وجيرانها الفلسطينيين في غزة.
كما أكد فحوى خطابه مرة أخرى في خطاب أمام الكنيست أن إسرائيل لن تتمكن “من تحرير جميع الرهائن من دون ضغط عسكري”.
وأضاف نتنياهو في كلمته “لم نكن لننجح حتى الآن في إطلاق سراح أكثر من 100 رهينة من دون ضغط عسكري”.
وقالت مراسلة الجزيرة إن أهالي الأسرى الإسرائيليين قطعوا كلمة نتنياهو، مطالبين بإطلاق سراح ذويهم المحتجزين لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وردد أقارب المحتجزين الذين حملوا صور أبنائهم “الآن الآن” عندما قال نتنياهو إن الجيش يحتاج إلى “المزيد من الوقت” لاستكمال العملية العسكرية في قطاع غزة.
وأيد نتنياهو في استمراره في الحرب على قطاع غزة وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف ايتمار بن غفير الذي قال إنه “لن نتمكن من تحرير بقية المختطفين دون الضغط العسكري ويجب أن نزيد من شدته”.
“إسرائيل قوية”
وعارض زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد خلال مؤتمر صحفي مع نتنياهو موقف الأخير من استمرار الحرب، وقال “إن إسرائيل قوية بما يكفي لتدفع بأثمان باهظة في الحرب التي تخوضها في غزة” بحسب تعبيره.
وأضاف أن المعارضة تدعم أي صفقة لإعادة المحتجزين لدى حركة حماس في قطاع غزة.
في حين ذكر نتنياهو أن حكومته تبذل كل جهدها لاستعادة المحتجزين لدى حماس، مضيفا أنه تحدث مع الرئيسين الأميركي والفرنسي ورئيس الوزراء البريطاني حول هذا الأمر.
وكشف أنه طالب الرئيسين الصيني والروسي بالتدخل من أجل “تحرير المحتجزين في غزة”.
وقالت مراسلة الجزيرة إن مجلس الحرب الإسرائيلي سيجتمع الليلة لبحث منحى جديد للمفاوضات مع حركة حماس وبحث المقترح المصري. رغم أنه تم رفض المقترح من قبل لأنه ينص على وقف الحرب في مرحلته الثالثة.
وأشارت المراسلة إلى أن المقترح المصري قد يكون أساسا للمفاوضات التي قد تستأنف مجددا في الأيام المقبلة.
مضيفة أن هذه التطورات تتزامن مع ازدياد المظاهرات والداعمين لها في تل أبيب ومدن إسرائيلية أخرى.
تكلفة مرتفعة
وفي إطار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والجدل بشأن استمرارها أو توقفها نقلت وكالة رويترز عن وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش قوله إن الحرب على غزة ستكلف تل أبيب على الأرجح ما لا يقل عن 14 مليار دولار العام المقبل.
وأضافت أن الحرب أدت حتى الآن إلى عجز مالي بنحو 3 أضعاف ما كان عليه، وتوقعت تواصل القتال في القطاع حتى فبراير/شباط المقبل.
كما نقل موقع بلومبيرغ الأميركي عن وزارة المالية الإسرائيلية أنها ستحتاج لزيادة الإنفاق الدفاعي بما لا يقل عن 8.3 مليارات دولار العام المقبل.