موسكو وكييف تتبادلان مئات الأسرى وقانون روسي “ضد الأوغاد”

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 5 دقيقة للقراءة

أعلنت روسيا وأوكرانيا -اليوم الأربعاء- أنهما تبادلتا نحو 200 أسير حرب من كل جانب، بعد أسبوع من تحطم طائرة عسكرية روسية قالت موسكو إنها كانت تقل جنودا أوكرانيين أسرى واتهمت كييف بإسقاطها.

فيما أقر البرلمان الروسي اليوم، قانونا مثيرا للجدل بشأن مصادرة ممتلكات معارضي الحرب ومن تصفهم موسكو بأعداء الدولة.

وقالت وزارة الدفاع الروسية إنه تم تبادل “195 جنديا روسيا” مقابل نفس العدد من الجنود الأوكرانيين. بينما رحب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بعودة “207” أوكرانيين كانوا محتجزين لدى الروس.

وكانت موسكو أعلنت -الأسبوع الماضي- مقتل 74 -منهم 65 هم أسرى حرب أوكرانيون- عندما أسقطت طائرة نقل عسكرية في منطقة بيلغورود قرب الحدود مع أوكرانيا، واتهمت موسكو كييف فورا بالمسؤولية ووصفت ما جرى بأنه “عمل إرهابي”، بينما اتهمت أوكرانيا روسيا بأنها لم تبلغها بضرورة حماية المجال الجوي لبيلغورود في سياق تبادل الأسرى، مضيفة أنه كان قد خُطط لتبادل أسرى، لكنه أُلغي بعد ذلك.

كييف كثفت هجماتها الجوية على روسيا في الأشهر الماضية (رويترز)

هجمات جوية

ويأتي تبادل الأسرى في وقت تشتد فيه المعارك والهجمات الجوية بين الجارتين اللتين تخوضان حربا مستمرة منذ 24 فبراير/شباط 2022، حين شنت روسيا هجوما واسعا على أوكرانيا وسيطرت على مناطق فيها.

ونقلت وكالات أنباء روسية عن وزارة الدفاع بأن أنظمة الدفاع الجوي الروسية دمرت أو اعترضت ما مجموعه 21 طائرة مسيرة أطلقتها أوكرانيا فوق شبه جزيرة القرم الإستراتيجية والعديد من المناطق الروسية.

وأفادت وكالة الإعلام الروسية بأن الأنظمة الروسية أسقطت 11 طائرة مسيرة فوق شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014 في خطوة ندد بها حلفاء كييف من دول الغرب ووصفوها بأنها استيلاء غير قانوني على الأراضي.

وقال ميخائيل رازفوزجاييف حاكم سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم الذي عينته موسكو، عبر تطبيق تليغرام، إنه لم تقع أضرار جراء الهجوم على سيفاستوبول أكبر مدينة في شبه جزيرة القرم وميناء رئيسي على البحر الأسود.

وذكرت وكالات روسية بأنه تم إسقاط الطائرات المسيرة التي أطلقتها أوكرانيا فوق مناطق في مدينة بيلغورود وبريانسك وكالوجا وتولا.

وكثفت كييف هجماتها الجوية في الأشهر القليلة الماضية فيما تقول إنها ضربات تستهدف البنية التحتية العسكرية الروسية في مسعى لتقويض جهود موسكو في الحرب.

في السياق نفسه، قال سلاح الجو الأوكراني إن روسيا أطلقت -أمس أيضا- 35 طائرة مسيرة هجومية وصاروخين موجهين مستهدفة البنية التحتية للطاقة والبنية التحتية العسكرية بالقرب من خط المواجهة ومناطق أوكرانية أخرى.

وذكر سلاح الجو على تطبيق تليغرام أن أنظمة الدفاع الجوي دمرت 15 من أصل 35 طائرة مسيرة.

ولم يتضح بعد مصير المسيرات التي لم يتم تدميرها أو الصاروخين اللذين قال سلاح الجو إن روسيا أطلقتهما من أنظمة صواريخ أرض جو بعيدة المدى من طراز إس-300.

Russian lawmakers attend a plenary session of the State Duma, the lower house of parliament, in Moscow
رئيس مجلس الدوما الروسي تحدث عن قانون “ضد الأوغاد” يتضمن مصادرة ممتلكات معارضي الحرب (رويترز-أرشيف)

قانون “ضد الأوغاد”

من جانب آخر، أفاد الموقع الإلكتروني لمجلس الدوما بالبرلمان الروسي أن المجلس أقر اليوم، قانونا مثيرا للجدل بشأن مصادرة ممتلكات من معارضي الحرب ومن تصفهم موسكو بأعداء الدولة. وأشار إلى أن التعديل الأخير جرى تمريره بالإجماع في القراءتين الثانية والثالثة.

وقال رئيس مجلس الدوما فياشيسلاف فولودين “ناقشنا المسألة أكثر من مرة. وكانت الأغلبية المطلقة في صالح الحاجة لمعاقبة الخونة (..)، من الداخل والخارج أو من يدعمون ويمولون النظام النازي في كييف”، وفق تعبيره.

وتحدث فولودين عبر قناته على تطبيق تليغرام عن “قانون ضد الأوغاد”.

والهدف من مصادرة الممتلكات والألقاب الشرفية هو معاقبة من تتهمه روسيا بتشويه سمعة الجيش والدعوة بشكل علني إلى “التطرف” وحتى من يدعون لفرض عقوبات ضد روسيا أو المساعدة والتحريض على تنفيذها.

وبعد 3 قراءات في الدوما، لايزال يتعين تمرير القانون بالمجلس الاتحادي (المجلس الأعلى) قبل أن يوقعه الرئيس فلاديمير بوتين.

المستشار الألماني أولاف شولتز (رويترز)

دعم أوكرانيا

سياسيا، طالب المستشار الألماني أولاف شولتز الشركاء الأوروبيين بتعزيز دعمهم العسكري لأوكرانيا.

وقال السياسي الذي ينتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي، أمام البرلمان اليوم: “لا يمكن الاعتماد على ألمانيا وحدها”.

وتأتي تصريحات شولتز قبيل قمة طارئة لزعماء دول الاتحاد الأوروبي.

ونوه شولتز إلى أن ألمانيا هي أكبر داعم لأوكرانيا بعد الولايات المتحدة وأنها تقدم نصف المساعدات الأوروبية للجمهورية السوفياتية السابقة.

وحذر المستشار الألماني من “الوصول إلى وضع تصبح فيه ألمانيا محملة بأكثر مما تطيق ورأى أنه يجب القيام بكل ما يلزم في كل أنحاء العالم من أجل تجنب حدوث هذا الوضع”.

وتزايدت مخاوف كييف وبعض حلفائها من تراجع الدعم المقدم لها بعد حرب غزة المستمرة منذ نحو 4 أشهر وانصراف واشنطن إلى تزويد إسرائيل بالأسلحة والذخائر.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *