يعزز “أسبوع مسك للفنون ” بتنظيم من معهد مسك للفنون، التابع لمؤسسة محمد بن سلمان غير الربحية “مسك”، الحوار الثقافي من خلال الفن في هذا الحدث الفني الأبرز للإنتاج الإبداعي في مجال الفنون البصرية على مستوى المملكة، بنسخته الثامنة في صالة الأمير فيصل بن فهد للفنون بالرياض.
ويتضمن الحدث خلال المدة من 5 إلى 10 ديسمبر الجاري برنامجًا حافلًا يمتد لستة أيام، وتتخلله معارض فنية، ودورات مختصة، وورش عمل، وسوق الفن والتصميم، ومعرض الكتب الفنية، والعروض الموسيقية، إضافة إلى منطقة الجاليريات التي توفّر فرصًا مهمة للفنانين لتطوير مهاراتهم وتقديم أعمالهم للجمهور من داخل المملكة وخارجها.
وقالت الرئيس التنفيذي لمعهد مسك للفنون ريم السلطان: “نسعى في نسخة هذا العام، إلى تعزيز الحوار الثقافي من خلال الفن، وجعل هذه الفعاليات منصة فاعلة لتمكين الفنانين من التعبير عن أنفسهم، ودعم البرامج المستمرة التي تسهم في تنمية المجتمع الإبداعي في المملكة، وبما يحقق مستهدفات رؤية المملكة 2030”.
ومن ضمن فعاليات نسخة هذا العام، سوق الفن والتصميم الذي يُعدّ منصة إبداعية تتجاوز فكرة السوق بمعناه الحرفي وتجمع أكثر من 90 فنانًا تحت سقف واحد، مُقدمًا لجمهور الفن فرصة لعرض أعمالهم الفنية وبيعها، بالإضافة إلى التواصل والتفاعل وتبادل الخبرات ضمن المجتمع الإبداعي.
وتقدم نسخة هذا العام مجموعة من البرامج التعليمية وورش العمل المخصصة للفنانين الصاعدين والهواة، بهدف تطوير مهاراتهم في مجالات عدة تشمل التصوير الفوتوغرافي، والرسم التوضيحي، وتصميم الخط.
وفي قسم المعارض، خُصص معرض حضارة رقمية ليحمل اسم “منحة مسك للفنون 2024″، حيث قدمت المنحة لهذا العام للفنانين من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لاستكشاف الظواهر التي شكلتها التقنيات الحديثة مثل الاتصال، وتحليل البيانات، والأنظمة الخوارزمية، وكيف أعادت هذه التقنيات تشكيل التجارب الإنسانية وطريقة تفاعلنا مع العالم.
ويبرز “معرض ملامح الرياض” التطورات الهائلة التي شهدتها الرياض، عاصمة المملكة العربية السعودية، في العقد الأخير، إذ اختار هذا المعرض تسليط الضوء على جانب مختلف من مدينة الرياض، ويتمثل بتوجيه الفنانين المشاركين كاميراتهم نحو المساحات العامة، وأحياء الرياض السكنية، وضواحيها، مع التركيز على الهندسة المعمارية، إذ التقطت صور دقيقة لعدد من المواقع التاريخية والمعاصرة التي لا يزال بعضها قيد الاستخدام، بينما هُجر البعض الآخر.
ويأتي معرض “عصر الأثر الخافت” من بين فعاليات المعارض لهذا العام، ويشير إلى فترة من التحولات الهادئة، ولكن العميقة التي تحدث تحت سطح الحياة اليومية، مع التركيز على دمج الأفكار والثقافات والتجارب المتنوعة، ودور الإنترنت الذي أسهم في اختفاء الحدود بين الخصوصية الفردية والاستهلاك العام.
وضمن فعالية إقامة مساحة، وهو برنامج الإقامة المحلي ضمن فعاليات “أسبوع مسك للفنون”، قُدم عرض لأعمال 12 فنانًا مقيمًا في الرياض؛ وقد تميزت فعالية هذا العام بالتعمق في مفهوم الإعلام والتقنية من خلال البحث في مواضيع مشتركة تتضمن الحياة اليومية والمادية، والتكنولوجيا الجديدة، وفن السرد.
ويشهد “أسبوع مسك للفنون” جملة من الأنشطة الأخرى تمثلت في جولة العائلة، التي خصصت للصغار بين 5 و12 عامًا، ليستكشفوا مع عوائلهم الفن عبر أنشطة تفاعلية وتجارب الواقع الافتراضي وجولات في المعارض الفنية، إلى جانب عروض أدائية وموسيقية تقدمها فرق ومجموعات عالمية، كذلك، معرض الكتب الفنية، عبر فعالية المكتبة الفنية التي يشارك فيها هذا العام أكثر من 20 دار نشر متخصصة في الثقافة والفنون، وتعد من أبرز أقسام أسبوع مسك للفنون، وتتضمن إطلاق كتب جديدة وتوقيعًا للكتب.
ومنذ انطلاقه في عام 2017، تحول “أسبوع مسك للفنون” إلى منصة رئيسية لتعزيز الإنتاج الإبداعي ولقاء أهل الفن في مجال الفنون البصرية، وبما يجّسد رؤية معهد مسك لبناء مجتمع إبداعي مزدهر، وفتح المجال أمام الجميع للاستفادة من الفنون والتعرّف على هذا العالم الغني بالمواهب والتميز.
وتتمحور موضوعات النسخة الثامنة من هذا الحدث حول مفهوم “الإعلام والتقنية” وكيفية مساهمة الإعلام والتقنية لتقديم فرص جديدة للفنانين والمجتمع.