وذكرت هيئة البث الإسرائيلية “مكان” على حسابها في منصة “إكس”، الأحد، أن “إسرائيل ستبادر لصفقة تبادل جديدة، ونقلت عن “جهات مطلعة” أن “المفاوضات لإبرام صفقة إنسانية كالتي تمت قبل أسبوعين، ستكون هذه المرة طويلة وشاقة”.
نتنياهو يستقوي بـ”تفويض شعبي”
وعقد مجلس الوزراء برئاسة بنيامين نتنياهو جلسة، الأحد، قال حساب “إسرائيل بالعربية” على “إكس”، إنه تلا فيها نص رسالة من عائلات سقط أبناؤها خلال الحرب الجارية، قدموا له فيها “تفويضا شعبيا كاملا” للمضي قدما في القتال، وليس لوقف المعركة في هذه المرحلة.
ومستقويا بهذا “التفويض”، شدد نتنياهو بالقول: “سنواصل المعركة حتى تحقيق كامل أهدافها، وهي تفكيك حماس الإرهابية، وإعادة جميع المختطفين، وجعل غزة مكانا لن يعود ليشكل تهديدا لإسرائيل”.
في المقابل، كان لعدد من أهالي الرهائن رأي مختلف؛ حيث توجهت مظاهرة حاشدة، مساء السبت، إلى مقر وزارة الدفاع في تل أبيب، تطالب بوقف القتال، وبدء مفاوضات لإعادة الرهائن المتبقين.
وقرر متظاهرون الاعتصام أمام الوزارة، وسط تصاعد مشاعر القلق بينهم على حياة الرهائن، بعدما أعلن الجيش الإسرائيلي عن قتله 3 منهم عن طريق الخطأ خلال عملية لتحريرهم في غزة.
وقالت نوام بيري ابنة الرهينة حاييم بيري: “لا نتلقى سوى الجثث. نريد منكم وقف القتال وبدء مفاوضات”.
ووسط تحرك فعلي نحو التفاوض، ذكرت “رويترز”، الأحد، أن رئيس الاستخبارات الإسرائيلية “الموساد”، دافيد برنياع، التقى مع رئيس الوزراء القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في أوروبا، مساء الجمعة، في إطار الحديث عن هدنة محتملة واتفاق لتبادل المحتجزين.
من ناحيتها، أكدت حماس في بيان على تلغرام موقفها “بعدم فتح أي مفاوضات لتبادل الأسرى ما لم يتوقف العدوان على شعبنا نهائيا”، موضحة أنها “أبلغت موقفها هذا لجميع الوسطاء”، حسبما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية، الأحد.
الاستفادة من تجربة شاليط
المحلل السياسي الفلسطيني، طلال أبو ركبة، يحدد ما يراها من أسباب وراء عودة إسرائيل للتفاوض، رغم تصريحات نتنياهو بشأن استمرار الحرب حتى تحقيق كامل أهدافها:
- عمليات إسرائيل منذ أكتوبر الماضي لم تنجح في تحرير الرهائن؛ وهو ما جعل حكومة نتنياهو تدرك أنه مهما استمرت الحرب فلن يتم تحريرهم سوى بالتفاوض.
- حماس تجيد إخفاء الرهائن، وسبق لها التجربة حين أخفت الجندي الإسرائيلي، جلعاد شاليط، في الفترة من تاريخ أسره عام 2006 وحتى إطلاق سراحه في 2011 مقابل إطلاق إسرائيل سراح فلسطينيين (بوساطة مصرية).
- نتنياهو يريد التخلص من ضغط عائلات الرهائن، وتهدئة الشارع المحتقن، خاصة وأن الخلاف يتزايد حول جدوى الحرب التي لم تنجح لا في تحرير بقية الرهائن، ولا القضاء على حماس.
ضغوط متزايدة
ترى الباحثة الأميركية في الشؤون الدولية، إيرينا تسوكرمان، أن القضاء على البنية التحتية لحركة حماس يمكن تحقيقه بالعملية البرية الإسرائيلية الجارية في غزة، إلا أنها “غير فعالة” في مسألة تحرير الرهائن.
وأرجعت ذلك أيضا إلى مهارة الفصائل الفلسطينية في إخفاء الرهائن، قال إن الرهائن منفصلون عن بعضهم، ومن المحتمل نقلهم عبر شبكة الأنفاق من مكان لآخر، وهي شبكة واسعة يصعب اختراقها، وقد يؤدي تدميرها إلى مقتل بقية الرهائن.
ومن دوافع تل أبيب لقبول العودة للتفاوض، وفق الباحثة الأميركية، هو الضغط الواقع عليها من واشنطن ودول أخرى وعائلات الرهائن، مضيفة أنه “وكلما مر الوقت، زاد الضغط؛ حفاظا على حياة الرهائن المعرضين للقتل في عمليات عرضية، أو لظروف الصحية، أو الإجهاد، أو نقص التغذية، أو غير ذلك”.
وأعلنت حركة حماس عن مقتل 60 رهينة قبل الهدنة الإنسانية التي تمت بينها وبين إسرائيل في الفترة من 24 نوفمبر وحتى صباح 1 ديسمبر، في قصف إسرائيلي على قطاع غزة.
وبعد الهدنة توالى إعلان حماس وإسرائيل عن مقتل عدد رهائن آخرين من وقت لآخر خلال قصف، أو بالخطأ، أو في ظروف لم يُعلن عنها.
ملف الأسرى بالأرقام
- صباح الجمعة 1 ديسمبر، انتهت هدنة امتدت لأسبوع بين إسرائيل وحماس بوساطة قطرية مصرية أميركية، أطلق خلالها سراح 84 طفلا وامرأة إسرائيليين، إضافة إلى 24 أجنبيا محتجزين لدى حماس، بينما أفرجت إسرائيل عن 240 أسيرا فلسطينيا (71 امرأة و169 طفلا).
- طالبت إسرائيل بإطلاق سراح نساء زعمت أنهن مدنيات، وهو ما رفضته حماس، مؤكدة أنهن مجندات تم أسرهن بالزي العسكري، واعتبرت الطلب مخالفا لبنود اتفاق الهدنة، على أساس أن التفاوض على إطلاق سراح الجنود سيكون في مرحلة لاحقة.
- لا يزال لدى حركة حماس، 137 محتجزا، بينهم 126 إسرائيليين و11 أجنبيا.