تواصلت المظاهرات المنددة بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ومجازر رفح، والمطالِبة بوقفها بعدد من المدن والعواصم عبر العالم، لا سيما بالقارة الأوروبية.
وطالب المتظاهرون بوقف الحرب ومعاقبة المسؤولين الإسرائيليين عن الإبادة الجماعية في غزة التي تشهد عدوانا مدمرا خلّف عشرات آلاف الشهداء والجرحى معظمهم من النساء والأطفال ودمارا غير مسبوق بالبنى التحتية والمباني والمستشفيات والمدارس.
فقد خرج آلاف المتظاهرين في العاصمة الفرنسية باريس تنديدا بالمجزرة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في رفح، وطالبوا بوقف فوري لإطلاق النار وبتطبيق قرارات المحاكم الدولية.
وحالت الشرطة دون وصول المتظاهرين إلى مقر السفارة الإسرائيلية في باريس.
أطول حراك احتجاجي بفرنسا
وقال مراسل الجزيرة محمد البقالي إن المتظاهرين خرجوا في باريس لليوم الثالث على التوالي منذ مجزرة رفح، للتنديد بها وللمطالبة بوقف العدوان على غزة.
وأشار إلى أن الحركة الاحتجاجية رفعت شعارين ظلا ثابتين تقريبا في كل مظاهراتها خلال الشهور الماضية هما “إسرائيل قاتلة” و”فرنسا متواطئة”، وهو ما يظهر خيبة أمل هؤلاء المتظاهرين ورفضهم لمواقف حكومتهم حسب المراسل.
وأشار إلى أن هذه التظاهرات واستمرارها وامتدادها زمانا ومكانا يؤشر على أن قضية غزة أخذت أبعادا جديدة في فرنسا على المستوى الشعبي خلافا للمستوى الرسمي، فقد انطلق هذا الحراك منذ نحو 8 أشهر، مما يعني أنه أطول حراك داخل فرنسا بشأن قضية خارجية.
3 مظاهرات في برلين
كما شهدت العاصمة الألمانية برلين مظاهرتين، ويتوقع أن تنظم المظاهرة الثالثة مساء اليوم.
وقال مراسل الجزيرة إن المنظمين لهذه التظاهرات هم طيف واسع من المتضامنين الألمان، من الطلبة واليسار، واليهود المناهضين لحكومة إسرائيل والمناصرين للقضية الفلسطينية.
وأضاف أنهم يرون أن إسرائيل لم تكن قادرة على مواصلة هذه الإبادة إلا بضوء أخضر من الغرب وتحديدا من ألمانيا والولايات المتحدة.
وفي بريطانيا تظاهر الآلاف أمام مقر رئاسة الوزراء في لندن تنديدا بالمجازر الإسرائيلية بحق الفلسطينيين في رفح.
وطالب المتظاهرون الحكومة البريطانية بإدانة العدوان الإسرائيلي ووقف صادرات الأسلحة إلى تل أبيب.
وفي بلجيكا، فرّقت الشرطة بخراطيم المياه محتجين حاولوا الوصول إلى مبنى السفارة الإسرائيلية، خلال مظاهرة احتجاجا على القصف الذي تتعرض له منطقة رفح في قطاع غزة.
وقد أقامت الشرطة حواجز لمنع المتظاهرين من الوصول إلى مبنى السفارة الواقع جنوبي بروكسل.
احتجاجات أمام البيت الأبيض
وفي واشنطن، تظاهر مئات الأشخاص أمام البيت الأبيض بالعاصمة واشنطن، احتجاجا على الاجتياح الإسرائيلي لمدينة رفح جنوب قطاع غزة، وتواطؤ الإدارة الأميركية معها.
وتجمع أميركيون عرب ومسلمون وآخرون من خلفيات عرقية ودينية أخرى أمام البيت الأبيض مساء الثلاثاء، وعبروا عن انتقادهم لإسرائيل وإدارة بايدن.
وردد المتظاهرون شعارات مناهضة لإسرائيل ومناصرة لفلسطين، متهمين تل أبيب بمواصلة جرائم الإبادة الجماعية في غزة.
واتهم المتظاهرون إدارة الرئيس جو بايدن بالتواطؤ مع إسرائيل من خلال لافتات رفعوها، وشددوا على ضرورة ألا ترسل الولايات المتحدة أسلحة إلى إسرائيل.
وردد المتظاهرون شعارات مثل فلسطين حرة وأوقفوا الإبادة الجماعية في غزة، وأكدوا ضرورة محاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وأشار المنظمون إلى أنه سيتم تنظيم مظاهرات أكبر ضد إسرائيل في الأيام المقبلة، وطالبوا الإدارة الأميركية بوقف فوري لإطلاق النار في غزة.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة بدعم أميركي مطلق، خلفت أكثر من 117 ألف شهيد وجريح فلسطيني معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
وتواصل إسرائيل هذه الحرب متجاهلة قرارا من مجلس الأمن يطالبها بوقف القتال فورا، وأوامر من محكمة العدل تطالبها بوقف هجومها على رفح، واتخاذ تدابير فورية لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني بغزة.