قال مصدر في عمليات الإغاثة، الثلاثاء، إن إسرائيل وافقت على إدخال 24 ألف لتر من الديزل للشاحنات المستخدمة في عمليات الأمم المتحدة بقطاع غزة.
وأفاد المصدر بأن الوقود مخصص فقط لشاحنات الأمم المتحدة وليس للمستشفيات. وأضاف أن الولايات المتحدة ضغطت على الأمم المتحدة لقبول الوقود.
ولم يصدر الجيش الإسرائيلي تعليقا حتى الآن كما لم يصدر تعليق فوري من حماس.
ويأتي حوالي ثلثي مصادر الطاقة في غزة مباشرة من خطوط الكهرباء الإسرائيلية، ومعظم الباقي من الوقود المستورد المستخدم في محطة توليد الكهرباء في غزة.
لكن منذ اندلاع الحرب، قبل أكثر من شهر، قطعت إسرائيل إمدادات الكهرباء والوقود عن سكان القطاع البالغ عددهم نحو 2.3 مليون نسمة.
وسمحت إسرائيل لعدد محدود من الشاحنات التي تحمل الإمدادات الأساسية بالعبور إلى غزة من مصر، لكنها رفضت حتى الآن السماح بدخول الوقود إلى القطاع، بسبب مخاوف من استيلاء حماس عليه واستخدامه لأغراض عسكرية.
مع نفاد الوقود وانقطاع التيار الكهربائي، لجأ الأطباء والطواقم الصحية في مستشفى دار الشفاء بمدينة غزة، إلى استخدام “أوراق القصدير”، الثلاثاء، كحل مؤقت لإنقاذ أطفال حياة الأطفال الخدج، وذلك بعد توقف عمل الحاضنات، وفقا لتقرير نشرته صحيفة ” إندبندنت” البريطانية.
وحتى موعد نشر التقرير، فجر الثلاثاء، فقد توفي 3 رضع خدج من أصل 39 طفلا في مجمع دار الشفاء، الذي يعتبر أكبر مستشفى في قطاع غزة، وذلك بسبب نفاد الوقود وتوقف عمل الحضانات، بحسب مسعفين فلسطينيين.
وتوفي ما مجموعه 32 مريضا منذ نفاد الوقود من مولد الطوارئ في مستشفى دار الشفاء منذ السبت، وفقا لوزارة الصحة في غزة.
وتتهم إسرائيل مسلحي حركة حماس، المصنفة إرهابية، باستخدام ذلك المجمع الطبي “كغطاء لشبكة أنفاق تحت الأرض”.
ويقول الجيش الإسرائيلي إنه يقاتل المسلحين في المنطقة المحيطة بالمستشفى، والتي تفتقر إلى الكهرباء والماء والغذاء والأدوية.
وأعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، الأحد، خروج مستشفى القدس في مدينة غزة عن الخدمة وتوقفه عن العمل بشكل كامل، بسبب نفاد الوقود وانقطاع التيار الكهربائي.
وكشف تحليل أجرته مجلة إيكونوميست البريطانية لصور التقطت في الليل بالأقمار الصناعية أن ليالي غزة باتت “الأكثر قتامة خلال العقد الماضي”.
وقالت المجلة إن قطاع غزة شهد زيادة كبيرة في الأضواء الليلية، بنسبة وصلت إلى أكثر من الضعف، منذ عام 2012، مع زيادة الحاجة إلى الكهرباء بسبب ارتفاع عدد السكان.
لكن هذا الارتفاع في الأضواء الليلية تخللته سلسلة من الانخفاضات من جراء توقف محطات الكهرباء عن العمل في عدة مناسبات وجراء الحروب المتتالية.
لكن لم يتسبب أي حدث آخر خلال العقد الماضي في إحداث هذا القدر من الظلام الذي أحدثته الحرب الحالية، وفق الصور الجديدة، وهي ضمن مشروع Black Marble التابع لـ”ناسا”.
وتشير الصور إلى أن أضواء الليل خفتت بنسبة 90 في المئة منذ بدء الحرب، مما يعني أن استخدام الكهرباء انخفض بنسبة مماثلة.
وبحلول 11 أكتوبر، تم قطع خطوط الكهرباء الإسرائيلية ونفد الوقود من محطة توليد الكهرباء في غزة، ونفد وقود الديزل في العديد من المستشفيات أو قارب على النفاد.
ومع انقطاع الكهرباء، تتوقف المستشفيات ومحطات الصرف الصحي ومطاحن الدقيق عن العمل، وتصبح مهمات البحث والإنقاذ مستحيلة، وفق المجلة.
ويسمح الآن لعدد قليل من شاحنات المساعدات بالدخول إلى جنوب غزة، لكنها لا تحمل الوقود، مما يعني استمرار الظلام.
واندلعت الحرب بعد هجوم مباغت شنته حماس على مواقع عسكرية ومناطق سكنية محاذية لقطاع غزة في السابع من أكتوبر، مما أدى إلى مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون، وتم اختطاف نحو 240 شخصا، وفق السلطات الإسرائيلية.
ومنذ ذلك الحين، ترد إسرائيل بقصف مكثف على القطاع المحاصر، وأتبعته بعملية برية لاتزال متواصلة، وبلغت حصيلة القتلى في غزة أكثر من 11 ألفا، أكثرهم مدنيون، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس.