وبينما كانت المعارك الضارية بين (القوات الإماراتية-السعودية المدعومة من القوات اليمنية على أشدها ضد ميليشيات الحوثي التي انقلبت لتوها على الحكومة الشرعية) كان هناك خطر آخر يلوح في الأفق، إذ احتل تنظيم القاعدة مدينة المكلا الاستراتيجية المطلة على المحيط الهادئ.
وأشار نايتس، في حواره مع موقع “العين” الإخباري، إلى أن “خطورة المكلا هي أنها لم تكن مدينة داخلية كالرقة السورية، أو الموصل في العراق اللتين سيطر عليهما تنظيم داعش الإرهابي، خلال وقت سابق”، قائلا: “القوات الإماراتية حافظت على مستقبل اليمن، واستقرار المنطقة، وحدّت من خطورة تنظيم القاعدة عالميا بتحريرها للمدينة اليمنية”.
نايتس أفصح أيضا عن تفاصيل يُكشف عنها للمرة الأولى عن معركة “تحرير المكلا”، وكيف سطرت قوات النخبة الإماراتية حروفا من ذهب في التاريخ العسكري الدولي، وتفاصيل نجاح قوات النخبة الإماراتية في كسر حصار قوة إماراتية تعرّضت للحصار من قبل عناصر تنظيم القاعدة في الطرق الجبلية الوعرة.
وقال نايتس للعين الإخبارية: “أكثر القصص المذهلة كانت هي معركة المكلا نفسها، هذه المعركة بالذات، كيف كانت، الظروف كلها معقدة، وممرات الطرق الجبلية صعب اختراقها”.
وأضاف: “في إحدى المعارك الحاسمة كانت القوات الإماراتية تدافع عن الممرات الجبلية، وفي معركة معينة، تمكن إرهابيو القاعدة من محاصرة قوة مشتركة من الإماراتيين واليمنيين، وهو ما دفع القوات المحاصرة إلى التحصن خلف مركباتهم المدرعة التي نشروها في شكل دائرة، لكن إرهابيي القاعدة تمكنوا من اختراق الدائرة بسيارة مفخخة، كانت لحظات عصيبة حقا، وبينما القوات المحاصرة في هذا الوضع الصعب يواصل الإماراتيون واليمنيون القتال”.
الكتاب، الذي استغرق 5 سنوات كاملة، وسجل العديد من المقابلات مع قادة وجنود القوات المسلحة الإماراتية، الذين شهدوا المعارك في اليمن، يكشف العديد من الصور والوقائع التي تم رفع السرية عنها وتشمل أحداث المعركة الحاسمة.
مايكل نايتس، زميل “جيل وجاي برنشتاين” بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأوسط، ومتخصص في الشؤون العسكرية والأمنية للعراق وإيران ودول الخليج، وعمل على نطاق واسع مع الوكالات العسكرية والأمنية المحلية في العراق ودول الخليج واليمن، وحصل على الدكتوراه من “قسم دراسات الحروب” بـ”الكلية الملكية في لندن”، أكد أهمية التحالف الإماراتي-اليمني في مواجهة التهديدات الإرهابية، وأهمية ذلك لاستقرار المنطقة وأمن العالم.
وتحدث مايكل نايتس عن الدور الإماراتي الحاسم في اليمن، وكيف تصدت قواتها بمهنية وتصميم لتحرير المكلا من قبضة تنظيم القاعدة.
وقال نايتس في حديثه للعين الإخبارية: “عملت القوات الإماراتية والقوات السعودية جاهدة على الاندماج مع اليمنيين المحليين، وكان من الواضح تمتعهم بمزايا اللغة المشتركة، وبعض التقاليد المشتركة، والدين المشترك، وهذا يعني أنه من الأسهل عليهم العمل جنبًا إلى جنب مع اليمنيين مقارنة بالأمريكيين أو البريطانيين أو الروس أو حتى الصينيين”.
وأضاف: “مع كل هذه المزايا، أثبتت دولة الإمارات العربية المتحدة على وجه الخصوص أنها جيدة جدا في العمل مع الشركاء المحليين”.
“دعني أكن صريحا، القوات المسلحة الإماراتية كانت محترفة جدا في تنفيذ العمليات العسكرية في اليمن، والسبب في ذلك يرجع إلى أن عناصرها كانت تعمل لمدة 10 سنوات مع حلف شمال الأطلسي “الناتو” في أفغانستان، كما تعاونوا مع الناتو في ليبيا، والقوات المسلحة الإماراتية عملت مع بعثات الأمم المتحدة في الصومال ولبنان، حتى في كوسوفو شاركت مع بعثات الناتو هناك”.
“لذلك تمتعت دولة الإمارات بخبرة كبيرة في العمل مع القوات الشريكة بعيدا عن القوات الإقليمية في الخليج، وكانت الإمارات تتبع نهجا جادا في العمل مع شركائها، وكان من الواضح تماما ما تريده”.
وشدد: “شاهدت بنفسي العلاقة الصادقة تماما بين دولة الإمارات والشركاء المحليين من اليمنيين في جميع النقاط خلال الحملة العسكرية، وقد ساعد ذلك حقا، لأن الجميع كانوا يعرفون ما يمكن توقعه”.