وشهدت الساحة السودانية ارتباكا كبيرا خلال الساعات الماضية بسبب تأجيل الاجتماع الذي كان مقرر له الخميس بين قائد الجيش عبدالفتاح البرهان والدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي”. وتزايد الارتباك اكثر بعد بيان لوزارة الخارجية السودانية حمل فيه قائد الدعم السريع مسؤولية تأجيل الاجتماع؛ لكن بيان مسرب صادر عن وزارة خارجية دولة جيبوتي التي ترأس الدورة الحالية لايقاد حسم الجدل وأكد ان تأجيل الاجتماع جاء لأسباب “فنية”. وأوضح بيان الخارجية الجيبوتية “بعد القرارات المتخذة في البيان الختامي لقمة الايقاد الاستثنائية في التاسع من ديسمبر في جيبوتي لتنظيم لقاء بين البرهان وحميدتي فقد تم تأجيل اللقاء إلى أوائل يناير 2024 لأسباب فنية”.
وفيما اكد مراقبون ان الخارجية السودانية التي سارعت قبل نحو اسبوعين لرفض مخرجات قمة الايقاد؛ تمارس ضغوطا كبيرة على البرهان لافشال الاجتماع الذي سيناقش سبل انهاء الحرب التي اندلعت في منتصف ابريل وادت الى مقتل اكثر من 12 ألف شخص وتشريد نحو 7 ملايين؛ اشارت منصات اعلامية تابعة لقوات الدعم السريع إلى ان حميدتي طالب بحضور رؤساء الايقاد وممثلي المجتمع الدولي للاجتماع المزمع.
ووفقا للصحفي ابوعبيدة برغوث المتخصص في الشأن الأفريقي فإن تأجيل الاجتماع جاء من اجل توسيع المشاركة فيه.؛ وقال لموقع سكاي نيوز عربية “يبدو ان هنالك اتجاه لمشاركة اوسغ حتى يكون هنالك التزام اكبر بما يمكن ان يخرج عنه الاجتماع”.
وبعيدا عن الاسباب التي ادت لتاجيل اللقاء يرى الأكاديمي والباحث بشير إدريس ان اللقاء المحتمل بين قائدي الجيش والدعم السريع ربما يكون من أخريات الفرص المتاحة لوقف الدمار والهلاك الذي تسببت فيه الحرب؛ ويشير إلى ان عدم استغلال قائدي الجيش والدعم السريع فرصة اللقاء؛ أو تحججهما بعدم المسؤولية سيلحق مزيدا من الضرر بالبلاد. وأضاف “كل ما يحدثُ في بلادنا من تهجير وتقتيل وإنتهاكات إنما هو من آثار الحرب؛ ولن تتوقف كلها أو بعضُها إلا بتوقفِ الحرب، وإلى أن يتم ذلك فعلى قادة الدعم السريع والجيش أن يوقفوا كل أشكال الإضرار بالحياة المدنية من قتل للأبرياء وترويعهم”.