في تصعيد جديد ضدّ إسرائيل إثر حربها مع حركة حماس، خطف متمرّدون يمنيّون، الأحد، سفينة تجارية مرتبطة برجل أعمال إسرائيلي في البحر الأحمر، بينما نفت إسرائيل وجود أي إسرائيليين على متن السفينة.
في هذا السياق ظهر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لاقتحام سفينة زعم ناشروه أنّه لهذه السفينة المخطوفة. إلا أنّ المقطع في الحقيقة منشور قبل أكثر من سنة، وتبدو فيه تدريبات عسكريّة لقوات بولنديّة.
ويظهر الفيديو مجموعة من الزوارق تحمل مسلّحين يحاصرون سفينة ضخمة ويتسلّقون الحبال للوصول إلى سطحها.
وجاء في التعليق المرافق “شاهد لحظة احتجاز السفينة الإسرائيلية من قبل القوات البحرية اليمنيّة تضامناً مع إخواننا في فلسطين”.
الحوثيون يخطفون سفينة
يأتي انتشار هذا الفيديو بعد ساعات على خطف المتمرّدين الحوثيين، الأحد، سفينة تجارية مرتبطة برجل أعمال إسرائيلي في البحر الأحمر، بعد أيام على تهديدهم باستهداف السفن الإسرائيلية، في تصعيد جديد لهجماتهم ضد إسرائيل ردًا على حربها ضدّ غزة.
ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس قبل أكثر من شهر، أطلق الحوثيون سلسلة هجمات بالصواريخ والمسيّرات من اليمن نحو جنوب إسرائيل تضامنًا مع الفلسطينيين في القطاع المُحاصر.
وبحسب موقع “مارين ترافيك” المتخصص في رصد حركة الملاحة، فإن سفينة “غالاكسي ليدر” Galaxy Leader هي حاملة مركبات بُنيت عام 2002 وترفع علم جزر بهاماس.
وقد غادرت كورفيز في تركيا وكانت في طريقها إلى بيبافاف في الهند، عندما انقطع الاتصال بها، السبت، جنوب غرب مدينة جدّة السعودية.
وقد نفى الجيش الإسرائيلي أن تكون السفينة التي احتُجزت إسرائيلية، وقال إنها “غادرت تركيا في طريقها إلى الهند وأفراد طاقمها مدنيون من جنسيات مختلفة وليس بينهم إسرائيليون. إنها ليست سفينة إسرائيلية”.
من جانبها، أوضحت مجلة “ترايدويندز” Tradewinds المتخصصة في أخبار السفن، على موقعها الإلكتروني أن حاملة المركبات “مملوكة ومدارة من قبل شركة Ray Car Carriers، وهي شركة بريطانية، وتشغّلها مجموعة “إن واي كاي” NYK اليابانية.
لكنّ شركة “أمبري” للأمن البحري أكدت أن “المجموعة المالكة لحاملة المركبات مسجّلة باسم راي كار كاريرز Ray Car Carriers. والشركة الأمّ لهذه المجموعة مدرجة باسم أبراهام رامي أونغار، ومقرّها إسرائيل”.
فيديو قديم
إلا أنّ الفيديو المتداول لا علاقة له بكلّ ذلك.
فبعد تقطيعه إلى مشاهد ثابتة، أرشد البحث إليه منشوراً في يونيو 2022 في موقع يوتيوب، ما ينفي صلته بالأحداث الحاليّة.
وتساءل ناشر الفيديو في التعليق المرافق ما إن كان يُظهر قراصنة، فردّ معلّقون أن المشاهد تعود لتدريبات عسكريّة للقوات البولندية الخاصّة.
وعند التدقيق بالفيديو يمكن ملاحظة الملابس والتجهيزات العسكريّة المشابهة لزيّ القوات البحريّة البولنديّة الخاصّة، كما يمكن رصد العلم البولندي مرفوعاً على أحد الزوارق.