أعلن المجلس الرئاسي في ليبيا، الاثنين، مدنا وبلدات بشرق البلاد، “مناطق منكوبة” بسبب السيول والفيضانات التي اجتاحتها وتركت الآلاف بين قتلى ومفقودين.
وطالب المجلس الرئاسي الليبي في بيان، الدول الشقيقة والصديقة والمنظمات الدولية بتقديم المساعدة والدعم، مشيرا إلى أن التداعيات الجسيمة للكارثة التي لحقت بمدن درنة وشحات والبيضاء في برقة، كان وراء إعلانها “منطقة منكوبة”.
من جهته، أصدر رئيس حكومة الوحدة الوطنية (غرب)، عبد الحميد الدبيبة، قرارا، الاثنين، باعتبار المناطق التي تعرضت للفيضانات والأمطار الغزيرة “منكوبة”، موجها “كافة الجهات العامة والمختصة باتخاذ التدابير العاجلة والاستثنائية، لمواجهة أضرار الفيضانات والسيول”.
وأعلنت الحكومة الليبية في الشرق، الثلاثاء، الحداد وتنكيس الأعلام 3 أيام، معتبرة درنة مدينة “منكوبة” بعد تعرضها لسيول وأمطار جارفة أضرت بالمدينة وسكانها.
ودعت الحكومة “كافة الجهات المعنية إلى اتخاذ الإجراءات والتدابير الاستثنائية اللازمة للتعامل مع الوضع في درنة، وحماية السكان ومساعدتهم على تجاوز هذه الأزمة”.
ليبيا.. أكثر من 3 آلاف قتيل جراء العاصفة دانيال
كشف وزير الصحة في الحكومة المكلفة من البرلمان الليبي، عثمان عبد الجليل، الثلاثاء، لـ”الحرة”، أن عدد الوفيات في المناطق المتضررة من العاصفة دانيال تجاوز الـ 3 آلاف قتيل.
وطالت أضرار جسيمة مدن ليبيا الساحلية، بعد أن اجتاح الإعصار “دانيال” البحر المتوسط، مما تسبب في غمر الطرق بالمياه وتدمير مبان في درنة، وألحق أضرارا بتجمعات سكنية أخرى على امتداد الساحل، بما في ذلك بمدينة بنغازي ثاني أكبر المدن الليبية.
وتعرضت مدينة درنة الساحلية لخسائر بشرية ومادية كبيرة، عقب اجتياح سيل عارم بعد عاصفة عاتية وأمطار غزيرة.
متى يتم إعلان منطقة منكوبة؟
وتصف سلطات دولة ما أو منظمات دولية منطقة ما بـ”المنكوبة” عندما تتعرض لأضرار بليغة ناتجة عن وقوع كارثة طبيعية مثل الأعاصير والزلازل والفيضانات، أو كوارث صناعية أو نووية.
ويمكن للكوارث التي يتسبب فيها العامل البشري المباشر من قبيل أعمال العنف الواسعة والهجمات الإرهابية والحروب والنزاعات، أن تؤدي أيضا إلى إعلان منطقة أو مناطق منكوبةً.
وتؤثر الكوارث التي تعرفها المناطق التي تعلن منكوبة على السكان والبنية التحتية والخدمات الأساسية، وتنتج عنها معاناة إنسانية جسيمة، مثل نقص في الغذاء والمياه الصالحة للشرب والرعاية الطبية، وتشريد السكان وتدمير وضياع الممتلكات، ما يعني أنها مسرح لحالة طوارئ وبالتالي فهي مؤهلة لتلقي إمدادات الإغاثة والمساعدات المحلية والدولية.
ويحدد البروتوكول الإضافي الأول الملحق باتفاقيات جنيف الصادر عام 1977، أن من شروط الإعلان عن منطقة منكوبة، أن تكون تأثيرات الكارثة ألحقت خسائر فادحة في البنية التحتية والأرواح وتعذر على السلطات المحلية تأمين الاحتياجات الأساسية للسكان.
كيف يتم التعامل مع المناطق المنكوبة؟
وطالب المجلس البلدي لمدينة درنة الليبية بالتدخل الدولي من أجل إنقاذ المنطقة من خسائر إضافية محتملة، بسبب التداعيات التي خلفتها فيضانات إعصار “دانيال”.
وقال العضو في المجلس البلدي لدرنة، أحمد مدورد، “نعلن مدينة درنة منطقة منكوبة، وهي تحتاج إلى تدخل دولي من أجل فتح الممرات البحرية لأن جميع الطرق الواصلة إلى المدينة أصبحت مقطوعة”، حسبما نقلته “أصوات مغاربية”.
وأفاد مدورد بأن “الدخول إلى مدينة درنة أضحى يعتمد على طريق واحد محفوف بالعديد من المشاكل، ما يتطلب فتح ممر بحري عاجل لأن المدينة منكوبة بكل ما تحمل الكلمة من معنى وتتواجد تحت خط الموت”.
وتنظم قوانين واتفاقيات دولية طرق التدخل والتعامل مع مناطق الكوارث المنكوبة، حيث حدد “القانون الدولي الإنساني” سبل حماية المدنيين والمستشفيات والموظفين الإنسانيين أوقات الكوارث، وانطلاقا من بنوده يمكن للمجتمع الدولي اتخاذ إجراءات لتقديم المساعدة الإنسانية في هذه المناطق.
تطورات مفجعة ودرنة “مدينة منكوبة”.. مسؤولون: آلاف القتلى والمفقودين في ليبيا
قال مسؤولون ليبيون إن عدد ضحايا العاصفة “دانيال” والفيضانات والسيول التي اجتاحت مناطق في شرق ليبيا يقارب حوالي ألفي قتيل، فيما يتجاوز عدد المفقودين خمسة آلاف شخص
وأشارت المادة 61 من البروتوكول المذكور إلى صلاحيات سلطات الإغاثة والإنقاذ لحماية المدنيين من المخاطر ومساعدتهم على التعافي من الآثار المباشرة للكوارث الطبيعية أو أعمال العنف، وتشمل هذه التدخلات: التحذير والإنقاذ، الإخلاء، إدارة الملاجئ، الكشف عن المخاطر ووضع علامات عليها لتمييزها، وتقديم الخدمات الطبية والإسعافات الأولية، إضافة إلى المساعدة الطارئة في أعمال الترميم والصيانة للمرافق العامة التي لا غنى عنها.
وحددت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضا مجموعة من المبادئ الخاصة بالتدخل الإنساني في هذه المناطق، أُطلق عليها “مبادئ روسو التوجيهية”، والتي تهدف إلى توجيه الجهود الإنسانية في مجال تقديم يد العون للضحايا في النزاعات والكوارث.
وتعد هذه المبادئ إطارا أساسيا للعمل الإنساني وتقديم المساعدة الإنسانية في المناطق المنكوبة.
ولمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة صلاحيات اتخاذ إجراءات للتدخل في المناطق المنكوبة، كما أن بإمكانه أيضا التدخل لإعلان عقوبات اقتصادية أو تأسيس قوات دولية للحفاظ على الأمن والسلام في هذه المناطق.
ومن ضمن المنظمات الأممية التي يعهد إليها التعامل مع المناطق التي تعلن منكوبة، مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، التابع للأمم المتحدة والذي تم تأسيسه في 19 ديسمبر 1991 بموجب قرار الجمعية العامة 46/182.
ويسعى المكتب لتعزيز استجابة الأمم المتحدة لحالات الطوارئ المعقدة والكوارث الطبيعية.