والثلاثاء نشرت وسائل إعلام محلية أخبارا تشير إلى دعوات وجهها حزب الله لسكان الشريط الحدودي من أجل إخلاء منازلهم، خاصة في بلدة شبعا ومحيطها.
وأثارت هذه الأخبار بلبلة بين اللبنانيين، علما أن بعض السكان نفوها فيما أكدها آخرون، وقالوا لموقع “سكاي نيوز عربية” إنها نقلت عن طريق بعض مجموعات “سرايا المقاومة”، المتعاونة مع حزب الله.
بالأرقام
أشارت مصادر خاصة لموقع “سكاي نيوز عربية” جنوبي لبنان، إلى أن “الإحصاءات الأولية التي أجرتها البلديات بالتنسيق مع محافظتي النبطية والجنوب، تشير إلى أن نسبة النازحين تفاوتت بين بلدة وأخرى، لتتجاوز 90 بالمئة في قرى علما الشعب وعين إبل ورميش، و70 بالمئة في محور الناقورة، و15 بالمئة في قرى مرجعيون، و10 بالمئة في قرى العرقوب في القطاع الشرقي من الحدود اللبنانية عند تخوم مزارع شبعا اللبنانية”.
وأضافت المصادر أن “التقديرات الأولية أشارت إلى نزوح أكثر من ألفي عائلة، وأن ارتفاع العدد مرهون بالتطورات العسكرية”.
وتابعت: “الإحصاءات تؤكد أن عائلات جنوبية لبنانية ميسورة تجاوز عددها 800، استأجرت منازل في مناطق الشوف وعالية في جبل لبنان، كتدبير احترازي في حال تفاقم الأوضاع”.
ووسط هذه الأجواء، بدأت عائلات النزوح من منازلها، سواء في شبعا أو في كفر شوبا في القطاع الشرقي لجنوب لبنان.
وقال رئيس بلدية كفر شوبا قاسم القادري لموقع “سكاي نيوز عربية”: “شهدت بلدتنا نزوحا كثيفا. حوالي مئة عائلة توجهت إلى قرى محيطة بكفر شوبا خصوصا نحو حاصبيا”، مشيرا إلى أن القليل منها استطاع إيجاد منزل، بينما مكث البعض عند أصدقاء أو أقارب.
وأكد القادري أن “80 عائلة لا زالت تقيم في كفر شوبا. الأوضاع المادية للعائلات التي تركت منازلها صعب خصوصا من ناحية تأمين المازوت للتدفئة، مع اقتراب الشتاء في مثل هذه الظروف الصعبة”.
وقال أحد سكان بلدة شبعا لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن “الأمور ضبابية وهناك عائلات لديها أطفال ومسنون اضطرت لترك البلدة، إما إلى بيروت أو إلى مناطق قريبة من شبعا، بانتظار اتضاح الأمور”.
وأشار إلى أن “بعض المحلات التجارية أقفلت في البلدة”.
وقال مختار بلدة شبعا الحدودية حسن زهرة لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن “معظم سكان منطقة الأطراف في البلدة تركوا منازلهم منهم نحو البقاع وبيروت”.
وأضاف زهرة: “الوضع صعب، وهناك ترقب وحذر، ومن ترك منزله يعيش بقلق على مصيره”.
وقالت مصادر في بلدية حاصبيا بالقطاع الشرقي لموقع “سكاي نيوز عربية”: “وصل إلى حاصبيا (مركز القضاء) حوالي 650 نازحا من مختلف قرى العرقوب الحدودية، وعملنا على إيوائهم داخل مسجد البلدة والقلعة الشهابية”.
وأضافت المصادر: “وضعنا خطة طارئة في البلدية لاستقبال أكبر عدد من النازحين، حيث تم تجهيز القاعات العامة بكافة الاحتياجات الضرورية والملحة، لتصل قدرتها الاستيعابية إلى حدود 1500 نازح، وطلبنا من العائلات القادرة على استضافة نازحين إبلاغ البلدية”.
القطاع الأوسط
وقال الصحفي اللبناني فادي البردان لموقع “سكاي نيوز عربية”: “تشهد مناطق القطاعين الغربي والأوسط الحدودية جنوبي لبنان حركة نزوح كثيفة، من قرى الضهيرة وعلما الشعب ورميش”.
وتابع: “هناك قرى خلت تماما من سكانها، وسط الأزمة المعيشية الخانقة التي يعيشها لبنان”.
وقال البردان: “ليل الإثنين في القطاع الغربي كانت عاصفة. سقطت قذائف فسفورية على أطراف بلدة الضهيرة والبستان ووصولا إلى رميش، وقبل ظهر الثلاثاء عاد الوضع للتأزم مجددا”.
وختم: “في بلدة علما الشعب الحدودية، سحب الصليب الأحمر جثث 4 فلسطينيين كانوا يحاولون التسلسل عبر الحدود، وقتلوا بنيران إسرائيلية”.
واشتكت بعض العائلات التي تركت منازلها عند الحدود الجنوبية من الظروف الصعبة، وقالت سيدة لموقع “سكاي نيوز عربية” إن العديد من أصحاب الشقق عمدوا إلى رفع إيجارها إلى حوالي 900 دولار في بيروت.
ومن جهة أخرى، لا يزال قرار وزير التربية اللبناني عباس الحلبي بتعليق الدراسة في المدارس الرسمية والخاصة جنوبي البلاد ساري المفعول، بسبب تدهور الأوضاع الأمنية.
والثلاثاء أصدر الحلبي بيانا شدد فيه على ضرورة استمرار المدارس والثانويات الرسمية والخاصة البعيدة عن مناطق الحدود في التدريس.