وأدت العاصفة القوية التي ضربت لبنان في عطلة نهاية الأسبوع ،إلى انهيارات متعددة بالأتربة وإلى انزلاقات كبيرة في مشهد لم يعتد عليه المواطن اللبناني استدعى إقفال طريق ضهر البيدر الدولي، المعروف بطريق بيروت –دمشق، يوم الأحد، وهو عبارة هن ممر جبلي يربط بيروت والساحل اللبناني بسهل البقاع الداخلي ويعتبر، إلى جانب إلى وصلات الأوتوستراد العربي، الشريان الاقتصادي الرئيسي الذي يربط لبنان برياً بالدول العربية”.
وبالفعل تم إقفال الطريق أمام السيارات والشاحنات لساعات طوال بعد أن جرفت السيول كميات كبيرة من الأتربة والصخور في مشهد مخيف وسط الطريق الدولية.
وأوعز محافظ البقاع بشير خضر لعدم مرور الشاحنات إلى حين إصلاح الطريق فيما دعا النائب البقاعي ميشال ضاهر إلى إقفال الطريق نهائياً كيلا تقع كارثة.
تدابير فورية
وعلى الفور استنفرت الأجهزة والوزارات المعنية في البلاد في محاولة لإعادة فتح الطريق في وقت أوضح وزير الأشغال العامة في حكومة تصريف الأعمال علي حمية أن “العمل متواصل دون توقف لضمان استمرار حركة المرور على الطريق الدولية”.
وقال مصدر مطلع في الوزارة عينها لموقع سكاي نيوز عربية أن “العمل بوشر، يوم أمس الأثنين، وتمت إجراءات التدعيم وتوحيد مجاري المياه المنحدرة من المرتفعات في مجرى واحد للتخفيف من إمكان حدوث انزلاقات متجددة للتربة عليها، على الطريق أمام السيارات”.
الأسباب
وقال رئيس لجنة الأشغال العامة النيابية في البرلمان اللبناني النائب سجيع عطية لموقع سكاي نيوز عربية “نتابع الموضوع بجدية فطريق ضهر البيدر شريان اقتصادي حيوي يربط بيروت بالعالم العربي”.
وعزا عطية سبب الانهيارات وانجراف التربة والصخور بالدرجة الأولى إلى كمية المتساقطات الكبيرة التي هطلت في وقت قصير وشكلت سيولاً جرفت معها الأتربة والصخور.
وأوضح عطية أن “هذا المرفق البري الحيوي يحتاج إلى صيانة مكلفة، والحل بالحفاظ كلفة خاصة به موازنة الدولة الجديدة”.
طبيعة التربة والتغيير المناخي
وفي سياق متصل، قال مدير الأبحاث في المجلس الوطني اللبناني للبحوث العلمية ومدير المنصة الوطنية للإنذار المبكر الدكتور شادي عبدالله في حديث لموقع سكاي نيوز عربية أن “طبيعة التربة في منطقة ضهر البيدر(بين بيروت والبقاع) لعبت دوراً في هذا الانزلاق الخطير”.
وأضاف عبد الله” يشهد لبنان في مناطق عديدة طبيعة جيولوجية تسهل عملية الانجراف، ومنطقة ضهر البيدر أبرز هذه المناطق والخلل فيها قديم ومن المؤسف أنه لم تتم معالجته بالشكل المطلوب”.
وأوضح أن” طبيعة الأرض في المنطقة تعرف بالطبقة الدلغانية، وهي نوع من التربة التحتية القابلة للانزلاق بسبب سهولة تسرب المياه إليها”.
وتابع “منذ بداية حفر الأوتوستراد العربي الذي يمر في المنطقة نفسها واجهت فرق العمل العديد من المشاكل في نوعية التربة”.
ولفت إلى أن “بعض الأماكن في المنطقة تعتبر أكثر خطورة من بعضها الآخر”، مشيراً إلى “ضرورة العلاج الجذري للمنطقة بأكملها خصوصاً بعد التغييرات المناخية التي طرأت”.
وتابع “ساهم التغيير المناخي هذه السنة في قوة الأمطار الجارفة غير الإعتيادية ومن ثم بالانزلاقات بسبب الطبيعة الجيولوجية للبلاد”.
ورأى عبدالله أن “المعالجة تكون بإيجاد حلول خاصة داخل جوف الأرض لتثبيت التربة وتنظيم عملية تصريف مياه الأمطار منها”.
لبنان عرضة للانزلاقات
وأشار عبد الله إلى أن “لبنان يعد من البلدان الأكثر عرضة لهذه الأنواع من الانزلاقات ولحرائق الغابات والسيول كذلك”.
وأوضح أن “مجلس البحوث يمتلك خرائط لكافة الأراضي اللبنانية المشابهة مما يسهل عملية الترميم المطلوبة”.
وختم “طالب مساء الأثنين، رئيس الوزراء نجيب ميقاتي من المعنيين السرعة في التدخل لفتح الطريق وتطبيق التوصيات التي صدرت عن اجتماع عقد لهذا الشأن لجهة تحسين قدرات فرق الاستجابة في المديرية العامة للدفاع المدني وأفواج الاطفاء، وصرف الاعتمادات اللازمة لذلك، والعمل مع المجلس الوطني للبحوث العلمية على تفعيل نظام الإنذار المبكر للفيضانات وإصدار نشراته عبر منصة المجلس والإعلام”.