“لا تكنولوجيا للفصل العنصري”.. أسباب الحملة الاحتجاجية داخل غوغل وعلاقتها بإسرائيل

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 8 دقيقة للقراءة

تشهد شركة غوغل تنامي حركة “احتجاجية” تضم موظفين من مختلف الاختصاصات، ضد مشروع يربط الشركة بإسرائيل قيمته  1.2 مليار دولار، وفق مجلة “تايم”.

وتضم المجموعة الاحتجاجية التي تسمي نفسها “”لا تكنولوجيا للفصل العنصري” (No Tech for Apartheid)، الآن أكثر من 200 موظف يشاركون بشكل وثيق في التنظيم، وفقا لأعضاء، تحدثوا للمجلة قائلين إن مئات العمال الآخرين متعاطفون مع موقفهم. 

وتحدثت مجلة تايم مع خمسة موظفين حاليين وخمسة سابقين في الشركة، وقد وصف أغلبهم شعورا متزايدا بالغضب من احتمال مساعدة غوغل لإسرائيل في غمرة حربها في غزة. 

واندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس، في 7 أكتوبر، إثر هجوم نفّذته الحركة الفلسطينية على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل 1170 شخصا وفق السلطات الإسرائيلية.

وخُطف خلال الهجوم نحو 250 شخصا ما زال 130 منهم رهائن في غزة، ويُعتقد أن 34 منهم لقوا حتفهم، وفق تقديرات إسرائيلية.

وردت إسرائيل بهجوم اسف حتى الآن عن مقتل أكثر من 33 ألف شخص، وفق وزارة الصحة في غزة.

ما القصة؟

في 4 مارس الماضي، وقف إيدي هاتفيلد (23 عاما)، وهو مهندس برمجيات في “غوغل كلاود” ، في مؤتمر Mind the Tech، وهو مؤتمر سنوي يروج لصناعة التكنولوجيا الإسرائيلية، وصرخ “أنا مهندس برمجيات غوغل كلاود، وأرفض المساهمة في التكنولوجيا التي تدعم الإبادة الجماعية أو الفصل العنصري أو المراقبة!” 

وبعد ثلاثة أيام، قامت غوغل بإقلة هاتفيلد، بينما قال اثنان من الموظفين السابقين إنهما استقالا من الشركة الشهر الماضي احتجاجًا على مشروع “نيمبوس” (Nimbus). 

ولم يتم الإبلاغ من قبل عن هذه الاستقالات، ولا حتى إقالة هاتفيلد.

ما هو مشروع “نيمبوس”؟

ذكرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية في أحد أعدادها سنة 2021، أن عقد المشروع ينص  على قيام غوغل وأمازون بتوفير خدمات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية للحكومة الإسرائيلية، وفقا لوزارة المالية الإسرائيلية، التي أعلنت عن الصفقة في عام 2021.

وبحسب ما ورد تتضمن شراكة “نيمبوس” قيام غوغل بإنشاء مثيل آمن لـ “غوغل كلاود” (Google Cloud) على الأراضي الإسرائيلية، الأمر الذي من شأنه أن يسمح للحكومة الإسرائيلية بإجراء تحليل للبيانات على نطاق واسع، والتدريب على الذكاء الاصطناعي، واستضافة قواعد البيانات، وأشكال أخرى من الحوسبة القوية باستخدام تكنولوجيا غوغل، مع القليل من الإشراف من قبل الشركة. 

وتشير مستندات غوغل، التي أبلغ عنها موقع “إنترسبت” لأول مرة في عام 2022، إلى أن خدمات الشركة المقدمة لإسرائيل عبر سحابتها تتمتع بقدرات مثل اكتشاف الوجه المدعوم بالذكاء الاصطناعي، والتصنيف الآلي للصور، وتتبع الكائنات.

وتقول مجلة تايم إنه لا يوجد مزيد من التفاصيل حول العقد، “وكثير من إحباط العمال يكمن في ما يقولون إنه افتقار غوغل للشفافية حول ما يستلزمه مشروع نيمبوس والطبيعة الكاملة لعلاقة الشركة مع إسرائيل”.

ولم تصف غوغل ولا أمازون ولا إسرائيل القدرات المعروضة على إسرائيل بموجب العقد. 

وفي بيان، قال متحدث باسم غوغل إن عقد نيمبوس ذو صبغة تجارية مع وزارات الحكومة الإسرائيلية مثل المالية والرعاية الصحية والنقل والتعليم. 

وتابع “عملنا ليس موجهًا إلى المناحي العسكرية الحساسة أو السرية التي تتعلق بالأسلحة أو أجهزة المخابرات”.

من جانبه قال متحدث باسم أمازون إن الشركة “تركز على جعل فوائد التكنولوجيا السحابية الرائدة عالميًا متاحة لجميع عملائنا، أينما كانوا”، مضيفًا أنها تدعم الموظفين المتضررين من الحرب وتعمل مع الوكالات الإنسانية. 

وقال إنه يجب على جميع عملاء “غوغل كلاود” الالتزام بسياسة الخدمة الخاصة بالشركة. 

وتحظر هذه السياسة استخدام خدماتها لانتهاك الحقوق القانونية للآخرين، أو المشاركة في “أعمال عنف يمكن أن تسبب الوفاة أو الأذى الجسيم أو الإصابة”. 

ما الدليل؟

تقول مجلة تايم إنه لا يوجد أي دليل على استخسدام تكنولوجيا غوغل أو أمازون في قتل المدنيين خلال الحرب في غزة. 

في المقابل، يقول موظفو غوغل إنهم يبنون احتجاجاتهم على ثلاثة مصادر رئيسية للقلق وهي: البيان الصريح الصادر عن وزارة المالية الإسرائيلية لعام 2021 بأن وزارة الدفاع ستستخدم نيمبوس؛ وطبيعة الخدمات التي من المحتمل أن تكون متاحسة للحكومة الإسرائيلية ضمن سحابة غوغل؛ وعدم قدرة غوغل الواضحة على مراقبة ما قد تفعله إسسرائيل بتكنولوجيتها. 

ويشعر العمال بالقلق من إمكانية استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية القوية من غوغل في المراقبة أو الاستهداف العسكري أو أشكال أخرى من الأسلحة. 

تقارير أثارت قلقا دوليا.. هل استخدمت إسرائيل الذكاء الاصطناعي في حرب غزة؟

تثير تقارير عن استخدام الجيش الإسرائيلي للذكاء الاصطناعي في حربها في غزة “قلقا” أمميا، من أن تصبح “قرارات الحياة والموت” مرتبطة “بحسابات تجريها الخوارزميات” على ما قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيرش الجمعة.

وبموجب شروط العقد، لا تستطيع غوغل ولا أمازون منع أذرع معينة تابعة للحكومة، بما في ذلك الجيش الإسرائيلي، من استخدام خدماتهما، ولا تستطيعان إلغاء العقد.

وتشير تقارير أوردتها وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن تنفيذ الغارات الجوية الإسرائيلية يأتي بدعم من نظام استهداف الذكاء الاصطناعي؛ لكن ليس من المعروف إن كانت تلك القدرات تعتمد بأي شكل من الأشكال على الخدمات السحابية التي توفرها غوغل.

ويشير العاملون في الشركة إلى أنه لأسباب أمنية، غالبا ما يكون لدى شركات التكنولوجيا رؤية محدودة للغاية، حول ما يحدث على الخوادم السحابية السيادية لعملائها الحكوميين. 

وقال محمد خاتمي، مهندس برمجيات في غوغل: “إن إنشاء بنية تحتية سحابية محلية ضخمة داخل حدود إسرائيل، يهدف في الأساس إلى الاحتفاظ بالمعلومات داخل إسرائيل تحت إجراءات أمنية مشددة”.

وتابع “لكننا نعلم  أن هذا يعني أننا نمنحهم الحرية في استخدام التكنولوجيا الخاصة بنا لأي شيء يريدونه، بما يتجاوز أي إرشادات نضعها”.

ويقول جاكي كاي، مهندس الأبحاث في مختبر DeepMind للذكاء الاصطناعي التابع لشركة غوغل “ليس لدينا كثير من الرقابة على ما يفعله عملاء السحابة، وذلك لأسباب مفهومة تتعلق بالخصوصية”. 

وتابع متسائلا “ما هو الضمان الذي لدينا بعد ذلك بأن العملاء لا يسيئون استخدام هذه التكنولوجيا لأغراض عسكرية؟”.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *