لا تستطيع التوقف عن السعال؟.. أسباب “الكحة المستمرة” وكيفية التخلص منها

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 6 دقيقة للقراءة

من المعتاد أن ينتشر السعال بين البشر خلال فصل الشتاء بسبب أمراض البرد والإنفلونزا، إلا أن معاناة بعض الأشخاص تتفاقم، مع استمرار الكحة لفترات طويلة، بحسب تقرير نشرته صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية.

وقالت كاثي كونغر (60 عاماً)، من واشنطن، إنها تعاني من سعال مستمر لمدة شهر، مشيرة إلى أنها غالبًا ما تستيقظ وهي تسعل في منتصف الليل.

وفي نفس السياق، أوضح المراهق، آدم تامبيو، البالغ من العمر 16 عامًا، والذي يعيش بولاية فيرجينيا، أنه يعاني من “سعال شديد للغاية” منذ أن أصيب بنزلة برد في منتصف ديسمبر.

ولا يوجد تتبع رسمي لحالات السعال في الولايات المتحدة، وبالتالي من المستحيل إجراء مقارنة موسم السعال الحالي بالمواسم الماضية.

لكن بعض الأطباء أوضحوا أن ظاهرة السعال المستمر أصبحت منتشرة أكثر من المعتاد، لافتين إلى أن الكثير من المصابين به كانت اختبارات فحص فيروس كورونا لديهم سلبية.

السعال والنوبة القلبيّة.. ما العلاقة؟

يتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي منذ سنوات منشورات ترعم بأنّ السعال “قادر على إنقاذ شخص من نوبة قلبيّة”.

وفي هذا الصدد، قالت المديرة الطبية بشركة “وان ميديكال” للرعاية الأولية، ناتاشا بهويان: “العديد من عملائنا أبلغوا عن السعال المستمر الذي لا يمكنهم التخلص منه”.

وأضافت: “في هذا الشتاء، بدا الأمر وكأن الكثير من هذه الأمراض المنتشرة بلغت ذروتها في نفس الوقت، ففي كل مكان نجد شخصا يعاني من السعال بسبب نزلة برد أو فيروس كورونا أو الأنفلونزا الموسمية”.

من جانبه، أوضح راسل بور، طبيب طب الرئة والرعاية الحرجة في جامعة كاليفورنيا للصحة بلوس أنجلوس، أن “ما بين 20 إلى 40 بالمائة من البالغين الذين يصابون بعدوى فيروسية، يمكن أن يصابوا بسعال ما بعد العدوى، الذي يستمر لمدة تتراوح بين أسبوعين إلى 8 أسابيع”.

وفي نفس السياق، قال رئيس قسم النظام لطب الرئة والرعاية الحرجة وطب النوم في كلية إيكان للطب، تشارلز باول، إنه “من المحتمل جدًا أن يكون معدل الإصابة بالأمراض المسببة للسعال أعلى مما كان عليه الأمر قبل فيروس كورونا”.

وتابع: “مع انتشار أمراض الأنفلونزا وكوفيد-19، وفيروسات نزلات البرد في نفس الوقت تقريبًا، فإن أعراض السعال أصبحت شائعة جدا”.

لماذا تستمر بعض حالات السعال؟

للإجابة على السؤال، قال مدير مركز مونتيفيوري للسعال، بيتر ديكبينيجيتيس، إن “السعال هو رد فعل وقائي، يهدف إلى تنظيف الرئتين وإبقاء مجرى الهواء مفتوحا”.

وأوضح أنه عندما يعاني شخص ما من سعال طويل الأمد بسبب عدوى فيروسية، فإن ذلك العرض “لا يخدم أي غرض وقائي أو مفيد.. بل يصبح أمرا مزعجا للمريض”.

حلول بسيطة.. لماذا تتفاقم أعراض البرد والإنفلونزا أثناء الليل؟

مع حلول فصلي الخريف والشتاء، تزداد الإصابات بالبرد والإنفلونزا ومعهما الأعراض المعروفة مثل السعال والحمى والصداع وسيلان أو انسداد الأنف

من جانبه، قال بور إن السعال المستمر بعد الإصابة بفيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV) غالبا ما يكون “علامة على الاستجابة الالتهابية المستمرة لهذا المرض الأولي”، لافتا إلى أن المصاب بذلك الداء قد يسعل لمدة أسابيع.

وبحسب موقع “مايو كلينك” الطبي، فإن السعال المزمن هو الذي يستمر لثمانية أسابيع أو أكثر عند البالغين، أو أربعة أسابيع لدى الأطفال.

ولا يقتصر السعال المزمن على الشعور بالضيق فحسب، إذ يمكن أن يؤدي إلى انقطاع في النوم وإصابة المريض بالإجهاد. ومن شأن الحالات الشديدة من السعال المزمن أن تتسبب في القيء والدوار وحتى كسور في أضلاع القفص الصدري.

وفي حال كان المصاب بالسعال يعاني من ارتفاع في درجة الحرارة، أو ضيق أو صعوبة في التنفس، أو دوخة، أو علامات أخرى تشير إلى تفاقم الأعراض، فعليه مراجعة الطبيب على الفور، وفق بهويان.

وتابعت الطبيبة: “إذا كانت أعراضهم تزداد سوءًا، فإن المرضى قد يصابون بالتهاب رئوي أو عدوى بكتيرية، أو أنواع أخرى من العدوى”.

وإذا كان الشخص يعاني من السعال لأكثر من 8 أسابيع، “فمن المرجح جدًا” أن السعال ليس بسبب عدوى فيروسية فقط، وأن “السبب الأساسي القابل للعلاج” يحتاج إلى تشخيص، كما أوضح ديكبينيجيتيس، الذي قال إن بعض مرضاه يعانون من السعال المستمر منذ سنوات.

هل جعلنا فيروس كورونا أكثر عرضة للسعال؟

قال الأطباء إنه من الممكن أن تؤثر حالة الإصابة القوية بفيروس كورونا على مدى سرعة تعافي الشخص من نزلات البرد اللاحقة، أو فيروسات الجهاز التنفسي الأخرى.

وفي هذا الصدد، قال طبيب الرئة الأميركي، مايكل ستيفن، إن “بعض المرضى يستغرقون وقتًا أطول للشفاء من عدوى فيروس كورونا، وعندما يتعافى شخص ما، فمن المحتمل أن يكون لدى الفيروسات الأخرى وصول أسهل إليه”.

وأضاف: “لقد غيّرت جائحة كوفيد الأمور حقًا.. وأعتقد أن ذلك المرض يسبب التهابًا كبيرًا في الشعب الهوائية لدى الكثير من الناس، مما يضعف مناعة الرئة لديهم”.

أما زياد العلي، رئيس قسم البحث والتطوير في نظام الرعاية الصحية في معهد “فيرجينيا سانت لويس”، عالم الأوبئة السريرية في جامعة واشنطن في سانت لويس، فقال: “لدينا تقدير جديد بأن الفيروسات التي قللنا من أهميتها، يمكن أن يكون لها في الواقع آثار خطيرة”.

وتابع: “الأنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي يمكن أن يؤديا إلى سعال طويل الأمد، ولا أعتقد أن هذا أمر جديد، لكن توثيقنا له بشكل أكبر هو الجديد”.

كيف يمكنني تهدئة السعال المستمر؟

يقول باول إنه لايوجد “حل سحري” لعلاج السعال المستمر، لافتا إلى أن أي شراب لزج وحلو المذاق قد يوقف السعال عن  طريق تهدئة الأعصاب الموجودة في الجزء الخلفي من الحلق.

وشدد على أن بعض المرضى قد يحتاجون إلى علاجات أخرى لها “تأثير مباشر على السعال نفسه” إذا استمرت الحالة.

وختم بالقول: “إذا كان شرب الشاي مع العسل يجعلك تشعر بتحسن.. فهذا أمر رائع”.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *