تطرق كاتب إسرائيلي إلى الأسباب الكامنة وراء فشل الردع الإسرائيلي، مشيرا إلى أن ما سماه الإيمان الغامض بالردع، إضافة إلى السلوك غير السوي للحكومة، خلقا وضعا مدمرا، مؤكدا أن العمى فيما يتعلق بالتأثير المحدود للردع هو عامل مشترك بين عدة حكومات.
وأوضح الكاتب والمحاضر الإسرائيلي في العلوم السياسية والعلاقات الدولية أمير لوبوفيتش أن عملية طوفان الأقصى التي شنتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وفصائل المقاومة غير مسبوق في نطاقه وجرأته والأضرار التي خلفها.
وفي مقال نشرته صحيفة “غلوبس” الإسرائيلية ذكر الكاتب أن العامل البارز وراء الفشل هو الشعور الزائف بالأمن الذي خلقه مفهوم الردع الإسرائيلي، وعلى وجه التحديد فكرة أنه من خلال استخدام الأسلحة الفتاكة في الحرب السابقة يمكن تحقيق الردع في المستقبل.
فقد صرح الوزير السابق تساحي هنغبي عند انتهاء عملية “حامي الأسوار” الإسرائيلية عام 2021 بأن رد الفعل المضاد للجيش الإسرائيلي خلال العملية سيؤدي إلى السلام لمدة 15 عاما، مضيفا أنه كما قام حزب الله اللبناني بضبط سلوكه بعد حرب لبنان الثانية، فهمت حماس أيضا الرسالة ولن تهاجم إسرائيل في أي وقت قريب.
تكتيكات وتفسيرات
وأعرب الكاتب عن اعتقاده بأن نجاح الردع لا يعتمد فقط على التكتيكات التي يقوم بها الطرف الذي يحاول الردع، بل أيضا على تفسيرات هذه التكتيكات لدى العدو.
واعتبر لوبوفيتش أن الإيمان الإسرائيلي بالردع أتاح اتخاذ إجراءات تؤدي إلى إجهاد قدرة الجيش وإضعافه، وذلك استنادا إلى مفهوم إمكانية إعادة نشر قوات من غزة إلى الضفة الغربية في ضوء التوترات المتزايدة هناك وهي توترات تفاقمت، من بين أمور أخرى، بسبب تصرفات الحكومة نفسها. لكن عندما زادت الحكومة مطالبها من الجيش أهملت استعداده.
وفي ضوء ذلك، رأى الكاتب أن الثورة القضائية التي روجت لها الحكومة في وقت عززت فيه حماس من قوتها، لم تلحق ضررا قاتلا بتماسك الجيش وجاهزيته وقدرته فحسب، بل أيضا بالانتباه الإسرائيلي تجاه ما يحدث داخل حماس.
وخلص الكاتب إلى أن الحرب الأخيرة قدمت درسا مؤلما آخر يوضح ذلك، وقال إن العمى فيما يتعلق بالتأثير المحدود للردع الإسرائيلي هو عامل مشترك بين عدة حكومات، لكن خيار عدم النظر إلى الواقع الحالي رغم التحذيرات المتكررة للمؤسسة الأمنية ومسؤوليها السابقين، والمؤشرات الاستخباراتية المختلفة مثل تلك الواردة من مصر حول هجوم محتمل من طرف حماس ليس مجرد عمى فحسب، بل هو غض متعمد للبصر لصالح مصالح سياسية ضيقة، دفع الكثيرون حياتهم ثمنا لها.