أطلقت الصين أول قطار فائق السرعة فوق مياه مضيق تايوان، الذي يقع بين البر الصيني وأراضي جزيرة تايوان، وهو أقرب خط سكة حديد يطل على الجزيرة التي تعتبرها الصين جزءا من أراضيها، بينما ترد تايبيه بأنها كيان مستقل.
ونقلت وكالة أنباء الصين “شينخوا” في تقرير لها، الأحد، عن الحزب الشيوعي الحاكم، أن القطار ينطلق من مقاطعة فوجيان المطلّة على المضيق، والهدف منه تسهيل الاتصال والتكامل بشكل أفضل مع تايوان.
وجاء في تقرير الوكالة الصينية الرسمية:
• يعدّ هذا أسرع خط سكة حديد فائق السرعة يعبُر بحر الصين، وتبلغ سرعته 350 كيلومترا في الساعة كحد أقصى.
• يمر في مدن تشمل فوتشو وبوتيان وتشيوانتشو وشيامن وتشانغتشو، وكلها قريبة من تايوان.
• يقلّل وقت السفر بين فوتشو وشيامن التي تعد مركزا اقتصاديا ووجهة سياحية ساخنة في المقاطعة، إلى أقل من ساعة.
• يعدّ أحدث إضافة رئيسية لشبكة السكك الحديدية فائقة السرعة المترامية الأطراف في الصين.
• اللجنة المركزية للحزب الشيوعي ومجلس الدولة أكّدا أن فوجيان منطقة نموذجية للتنمية المتكاملة عبر المضيق، بهدف تسهيل الاتصال والتكامل بشكل أفضل بين فوجيان وتايوان.
• هذا الخط يجعل من الممكن من الناحية التقنية بناء ممر نقل عالي السرعة يربط المقاطعة بتايوان.
تسهيل العبور لقلب تايوان
يلفت الخبير العسكري، جمال الرفاعي، إلى أنه قديما كانت هناك جسور ممتدة بين الصين وتايوان، لكن فور الانفصال (إقامة حكومة مستقلة في تايوان القرن الماضي) أزيلت، ولم يتبقَّ سوى القليل للحفاظ على تبادل تجاري بين البلدين.
وعلى مدار السنوات السابقة، حاولت الصين بكل قوة إنشاء جسور ربط مع تايوان، لكن الأخيرة رفضت، خوفا من أن يسهّل هذا غزوها، كما يقول الرفاعي.
وعن الدوافع الكامنة وراء الخط الجديد، يضيف الخبير العسكري في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”: “إذا افترضنا حُسن النية من الصين، وأنه قطار سلمي، فإنه إذا حدث نزاع سيكون نواة لإقامة جسرٍ يُشبه جسر القرم الذي دشنته روسيا عندما سيطرت على القرم”.
ويستدل الرفاعي على ذلك بأن “مقاطعة فوجيان هي بالفعل أقرب نقطة لتايوان، وفي نفس الوقت قريبة من قواعد عسكرية صينية ضخمة، الاختيار إذا مناسب جدا، ولا يوجد أفضل من هذه الجزيرة لإقامة خط السكة الحديد، وفور حدوث نزاع ستكون قطارات الصين في قلب تايوان بسرعة كبيرة”.
وفي رأي الباحث بالشؤون الصينية، مازن حسن، فإن خط القطار الجديد “هدفه الأساسي تقوية العلاقات مع تايوان سلميا، وليس الهدف منه العبث بأمن تايوان”.
إلا أنه في نفس الوقت يرى أنه: “بسبب قرب خط السكة الحديد مع تايوان فإنه في حال النزاع قد يُستخدم في أغراض عسكرية”.
ويشير حسن في حديثه لموقع “سكاي نيوز عربية” إلى أن المسؤولين في الصين “لم ينكروا أن الخط هدفه تقوية الروابط مع تايوان، لكنهم أيضا لم يحدّدوا الطريقة التي سيتم بها ذلك”.
تاريخ النزاع
نشأ الخلاف بين الصين وتايوان عام 1949 حين انتقل الحزب الوطني الصيني “الكومينتانغ” إلى هناك بعد هزيمته في الحرب الأهلية أمام الحزب الشيوعي، وأقام حكومة في تايوان كان تُعد ممثلة للصين بكاملها، وتسمّت باسم جمهورية الصين حتى عام 1971 الذي شهد اعتراف الأمم المتحدة بالصين الشيوعية، المعروفة رسميا بجمهورية الصين الشعبية.
وتُدار تايوان بنظام الحكم الذاتي، في إطار سياسة الصين “دولة واحدة بنظامين”، وهو ما ترفضه الحكومة الحالية في تايوان.