في اليونان، إنجازات الطاقة المتجددة ليست مجرد كلام فارغ

ستكون قدرة الاقتصاد الأزرق على دفع التنمية المستدامة العالمية في مقدمة ومركز هذا الأسبوع عندما تستضيف الحكومة اليونانية مؤتمر محيطنا التاسع هنا في أثينا، على خلفية البحر الأبيض المتوسط.

منذ عام 2014، تجتمع شخصيات بارزة من الحكومة وقطاع الأعمال والمجتمع المدني والأوساط الأكاديمية في هذا الحدث السنوي لمواجهة بعض أكبر التحديات التي تواجه المحيطات، مثل تغير المناخ، والصيد الجائر، والتلوث، وفقدان التنوع البيولوجي.

وفي ذلك الوقت، حشد المجتمع الدولي 2160 التزاما بقيمة تزيد على 130 مليار دولار (119.7 مليار يورو) وقام بحماية مئات الآلاف من الأميال المربعة من المحيطات.

لكن بناء اقتصاد أزرق مستدام يتعلق بخلق وظائف جيدة الأجر للناس على الأرض بقدر ما يتعلق بالحفاظ على البيئة في البحر. وتشير أحدث البيانات الاقتصادية إلى أن الاستثمارات المستدامة القائمة على المحيطات تدر في الإجمال فوائد تفوق تكاليفها بخمس مرات على الأقل.

وشهد اجتماع العام الماضي في بنما وحده 341 التزاماً جديداً بالعمل تقدر قيمتها بنحو 19.9 مليار دولار (18.3 مليار يورو). وهذا العام ندعو المشاركين إلى تقديم إعلانات أكثر طموحًا.

ومن جانبنا، ستغتنم اليونان الفرصة من بين أولويات أخرى والتزامات بيئية مهمة للغاية لتسليط الضوء أيضًا على التقدم السريع الذي نحرزه في تطوير طاقة الرياح البحرية، والذي يحمل وعدًا هائلاً لتسريع جهودنا للتخفيف من تغير المناخ وبناء أمن الطاقة وإنشاء الآلاف من الوظائف ذات الأجور الجيدة هنا وفي جميع أنحاء العالم.

تحطيم الأرقام القياسية لمصادر الطاقة المتجددة مرارًا وتكرارًا

ولعل الحدث الأكثر رمزية في إزالة الكربون جاء في أكتوبر 2022 عندما تمكنت مصادر الطاقة المتجددة – الرياح والطاقة الشمسية والطاقة المائية – من تلبية 100٪ من احتياجات البلاد من الكهرباء لمدة خمس ساعات متتالية.

ونحن نتطلع إلى تحطيم الرقم القياسي مرارًا وتكرارًا، حيث نعمل على تعظيم الطاقة المنتجة من مصادر الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة المتنوع لدينا – الذي يشمل “وقود الجسور” ومصادر الطاقة المتجددة.

قد يبدو الأمر غير مهم، ولكن في ذلك الوقت كانت مصادر الطاقة المتجددة تشكل حوالي نصف مزيج الطاقة لدينا فقط. ولفترات قصيرة، أظهرت الرياح البرية وحدها اختراقًا للشبكة الكهربائية بنسبة تزيد عن 70%، مما يوضح حجم موارد الرياح في اليونان.

وفي العام التالي، أعلنت الحكومة عن خطة لتحسين هذا الأداء بشكل كبير من خلال الشراكة مع شركة الطاقة اليونانية HERENA لتركيب ما لا يقل عن 2 جيجاوات من طاقة الرياح البحرية بحلول عام 2030 – وهو ما يكفي لتزويد حوالي 1.5 مليون أسرة بالطاقة.

تم منح أول رخصتين لمزارع الرياح البحرية التجريبية. ونحن نستعد الآن لطرح المرحلة الثانية من التراخيص التجريبية بالمزاد وإجراء جولة جديدة من القياسات لإعداد مواقع إضافية للمستثمرين المحتملين.

لن تساعدنا الخطة على خفض الانبعاثات والوفاء بالتزاماتنا الدولية فحسب، بل ستدعم أيضًا بعض صناعاتنا الرائدة مثل بناء السفن ومصنعي الكابلات.

ومن منطلق إدراكها التام لقدرات وإمكانات البلاد والثقة بها، تسعى الحكومة إلى جمع المعلومات من الترخيص التجريبي لمزارع الرياح البحرية، لاختبار ومواصلة بناء سلسلة التوريد اللازمة لدعم المراحل التالية للمشروع.

إن لم يكن الآن فمتى؟

لا يزال أمامنا جميعًا طريق طويل لنقطعه حتى ينتقل العالم إلى اقتصاد صافي الصفر بحلول عام 2050 – وهي أفضل فرصة لدينا لتجنب أسوأ آثار تغير المناخ، والذي يمثل اليوم أكبر تهديد لمحيطنا على الإطلاق.

ولكن وفقا لوكالة الطاقة الدولية، زادت إضافات القدرات العالمية المتجددة بنحو 50% إلى 510 جيجاوات في عام 2023، وهو أسرع توسع في العقدين الماضيين. ويتوقع المجلس العالمي لطاقة الرياح إضافة 380 جيجاوات أخرى من طاقة الرياح البحرية في العقد المقبل.

وبطبيعة الحال، فإن تسريع انتشار الرياح لن يؤدي إلا إلى إيصالنا إلى جزء من هدفنا. إن الوقت ينفد: فلابد أن تكون طاقة الرياح والطاقة الشمسية والمد والجزر والنقل والحفظ وتخزين الكربون مطروحة على الطاولة إذا كنا نأمل في تحقيق هدفنا.

وهل هناك مكان أفضل للمشاركة في هذا الجهد العالمي المهم من مؤتمر محيطنا المحاط بالمياه الفيروزية للبحر الأبيض المتوسط؟ إذا لم يكن هنا فأين؟ إن لم يكن الآن فمتى؟

_ثيودوروس سكايلاكاكيس هو وزير البيئة والطاقة في اليونان.
_

إعلان

في يورونيوز، نعتقد أن جميع وجهات النظر مهمة. اتصل بنا على [email protected] لإرسال العروض التقديمية والمشاركة في المحادثة.