منذ الأيام الأولى للعدوان الإسرائيلي على غزة، سعى الاحتلال من خلال إلقاء المناشير أو من خلال رسائل الجوال إلى تحريض سكان القطاع على المقاومة، خاصة كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مدعيا أنها هي سبب ما يتعرضون له من قتل وتدمير وتهجير.
ولكن هل حققت إسرائيل أي نتيجة من هذا التحريض، خاصة مع مرور 8 أشهر على حربها، وتهجير أكثر من مليون شخص، وحصار خانق تفرضه على معابر القطاع؟
بحسب الكثير من المقاطع القادمة من غزة، فإن الحاضنة الشعبية للمقاومة تزداد يوما بعد يوم، حيث يقدم الأهالي ما يستطيعون تقديمه لمقالتي الفصائل.
إذ انتشر فيديو على منصات التواصل يظهر شابا غزّيا يترك في بيته طعاما قبل نزوحه للمقاومين الذين قد يدخلون البيت أثناء تصديهم لقوات الاحتلال.
وقال الشاب في الفيديو باللهجة الغزية: “تستغربش مني إيش قاعد بسوّي، كرتونتين أندومي، وكرتونتين بيض، مع أكياس طحين وبعض الخضراوات، اليوم بدي أنزح من الدار في قطاع غزة وأسيب داري إلي تربيت فيها”.
وكذلك يوصي الشاب في الفيديو باقي النازحين من أهالي غزة بالقول: “أبقوا قليلا من الطعام للمجاهدين في بيوتكم، لعلى وعسى واحد من المجاهدين يدخل هذا البيت ويأكل قليلا من الطعام”.
وانتشر الفيديو كالنار في الهشيم بين رواد العالم الافتراضي، وأشاد مغردون بموقف الشاب الذي وصفوه بالبطولي، خاصة أن أهالي القطاع يعانون من نقص في المواد الغذائية بسبب الحصار الإسرائيلي.
وعلق مدونون على موقف الشاب بالقول إن أهالي غزة يضربون في كل يوم أروع الأمثال في التضحية والكرم فيما بينهم، وأضافوا بأن هذا الشاب يعلم علم اليقين أن رحلة النزوح صعبة جدا، والحصول على الطعام مهمة شاقة جدا إن وجد، وبالرغم من ذلك آثر هذا الشاب رجال المقاومة على نفسه وأهله.
وكتب صاحب أحد الحسابات: “يخرجون من بيوتهم إلى الخيام والجوع، ولكنهم يتركون طعاما في بيوتهم حتى لا يجوع المجاهدون، هذا هو شعب غزة العظيم”.
ووصف أحد المدونين الموقف: “يودع بيته نازحا تحت القصف الصهيوني، ويترك خلفه ربما كل ما يملك من طعام عسى أن تمر قوة للمقاومة فتأكل منه إذا احتاجت”، ويختتم تدوينته متسائلا: “هذا شعب كيف يُهزم؟!”.
يا شعبنا يا فخرنا، يا مصدر عزنا ونبض كرامتنا..
ألا بورك أهل #غزة، ألا بورك رجالها ونسائها وأطفالها..يودع بيته نازحاً تحت القصف الصهيوني، ويترك خلفه ربما كل ما يملك من طعام عسى ان تمر قوة للمقاومة فتأكل منه إذا احتاجت.. هذا شعب كيف يُهزم؟!
يبكي وجعاً كبيراً، وألماً عظيماً لا… pic.twitter.com/x9A4LHJdQZ
— أدهم أبو سلمية 🇵🇸 Adham Abu Selmiya (@adham922) May 29, 2024
وهذه ليست المرة الأولى التي يتسابق فيها أهالي غزة لتقديم أي دعم لمقاتلي المقاومة، فقد تداول ناشطون منذ عدة أيام رسالة كتبها غزي للمقاومة قبل نزوحه من بيته قال فيها: “أيها المجاهدون البيت ملككم، وتحت أمركم تركت لكم بعض الطعام. صحة وعافية يا أبطال”.
— د. محمد نبيل الصفي (@Dr_abdoty) May 29, 2024