غزة وإسرائيل.. رواية تسرد على لسان أصحابها

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 3 دقيقة للقراءة

النظرات على شاشات اليوم، أعادتنا إلى عام 2021 ومشاهد مماثلة، كان فريق سكاي نيوز عربية قد سجل حينها من داخل غزة.

في أرشيفنا، صور ومقابلات كثيرة ستبقى.

توقفنا عند صور محمد الصغير، ولا نذكر اسمه بالكامل وجملة أليمة شاركنا بها: “كنت خائفا كثيرا على عصفوري الذي كان في المنزل لحظة القصف. مات .. شو بدنا نساوي؟”.

كان حزينا وبكى كثيرا وقال إن كل ما يتمناه هو أن يعود منزله كما كان، مضيفا: “داري، زي ما كان.. وعصفوري الذي مات”.

في ذلك الصيف، صورت كاميرتنا في عسقلان، عائلة إسرائيلية وطفلة صغيرة من عمر محمد. قالت إن إسمها إيرزا وإنها تخشى أصوات القذائف والنيران حين تصل إلى مسامعها وقالت، إنها تحتمي بالملجأ الذي يقع تحت منزلها وهو مجهز بطريقة جيدة، وهنا تذكرت أن أطفال غزة، لا ملاجئ لديهم، وتذكرت كيف تصيبها الفكرة هذه بالخوف أكثر.

قالت إن كل ما تتمناه أن يأتي ذلك اليوم حيث ستتمكن أن تلعب به، هي وأطفال غزة، من دون خوف.

بقيت هذه الأمنيات وأحلام الأمان الطفولية، عالقة في أذهاننا ومحفوظة في أرشيفنا.

ليأتي ذلك الصباح.. صباح الحرب.. نابشا بعنف تلك الذكريات من على رفوف الأرشيف.

تمر هذه الأيام تحت عناوين ناسفة أكثر. مابين هجوم حماس والحرب المعلنة إسرائيليا، نيران أعتى وأعنف تعصف في الأجواء، وصراخ على الأرض يزداد قساوة وألما.

ننتقل بين صرخات رجل عجوز في غزة يخبر الكاميرا عن أطفال” راحوا في ثواني”، وتستدرك من حركة يده المستسلمة أن رحيلهم هو رحيل دون عودة.

وامرأة إسرائيلية تبكي منهارة وهي تخبر الكاميرا عن والدتها وشقيقتها وأولادها الذين خطفوا ليضيع أثرهم . تهز رأسها باستسلام مستنجدة وتتساءل باكية: لماذا كل هذا؟ من أجل ماذا؟

 ورجل فلسطيني يجيب الكاميرا باكيا ومستنجدا أيضا، باحثا عن عائلته التي ضاع أثرها بالكامل تحت الركام.

 ولا تتوقف الكاميرا هنا عن تسجيل تلك النداءات بين هنا وهناك .. الكل متألم ويبحث عن أحبائه الذين ذهبوا وضاع أثرهم بين الركام وفي زحمة النيران الغاضبة الحارقة.

 الإنسان.. هو الإسم الذي قررنا الاحتفاظ به، في هذا التقرير، اسما واحدا أساسيا لكل قصتنا.

هذا الإنسان الذي يدفع الفاتورة الثقيلة..لتخذله قواه ودموعه.. في قصة طويلة حزينة.. يلخصها نعوم في ختام التقرير بالقول..”لا أريد الحديث مع حماس ولا مع الإسرائيليين. رسالتي واضحة: المفاتيح القديمة لا يمكن أن تفتح أبوابا جديدة”.

“لا أكترث بما يفرقنا ما يهمني.. ما يجمعنا كبشر. أعتقد أن منطقتنا كشرق أوسط تستحق بداية جديدة. وهذا أمر يتعلق بالإنسانية التي يجب أن تنتصر”.

ملاحظة أخيرة: نعوم هو إنسان فقد أثر والدته ..بين الركام وفي زحمة النيران الغاضبة الحارقة.. والنداءات التي تبحث عن تلك البداية الجديدة التي لا بد أن تحترم حقوق واختلاف جميع من هم هناك.

هناك حيث هي الأرض التي تحترق بحثا عن سلام وهدوء. تضاء له الشموع حول العالم .. بانتظار ذلك الفجر البعيد.   

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *