قدمت رئيسة جامعة بنسلفانيا، ليز ماغيل، استقالتها من منصبها، السبت، بعد انتقادات تعرضت لها بسبب شهادتها في جلسة اجتماع في الكونغرس حول معاداة السامية في حرم الجامعات.
وكانت ماجيل واحدة من ثلاثة رئيسات لجامعات كبرى تعرضوا لانتقادات بعد شهادتهن في الكونغرس، عقب احتجاجات تتعلق بالحرب بين إسرائيل وحماس.
وقال سكوت بوك، رئيس مجلس أمناء الجامعة التي يقع مقرها في فيلادلفيا، السبت، إن ماغيل وافقت على البقاء في منصبها حتى يتم تعيين رئيس مؤقت.
وأضاف بوك: “أكتب لأشارككم أن الرئيسة ليز ماغيل قدمت استقالتها طوعا من منصب رئيسة جامعة بنسلفانيا. وستظل عضوا في هيئة التدريس في جامعة بنسلفانيا”.
وأدلت ماغيل ورئيسة جامعة هارفرد، كلودين جاي، ورئيسة معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، سالي كورنبلوث، بشهادتهن أمام لجنة بمجلس النواب الأميركي، الثلاثاء.
وتعرضن لانتقادات من قبل المجتمعات اليهودية في جامعاتهن بسبب تعاملهن مع الاشتباكات بين المتظاهرين المؤيدين لإسرائيل والمؤيدين للفلسطينيين منذ أن هاجمت حركة حماس المدرجة على قوائم الإرهاب الأميركية إسرائيل في 7 أكتوبر، والذي أدى إلى هجوم مضاد واسع النطاق من قبل إسرائيل.
ومنذ اندلاع الحرب تواجه الجامعات الخاصة في الولايات المتحدة معضلة دقيقة بتلبية مطالب داعميها الأثرياء المؤيدين لإسرائيل، والحفاظ في الوقت ذاته على حق طلابها في التعبير عن آرائهم الداعمة للفلسطينيين.
قام عدد من الأثرياء الأميركيين، أو لوّحوا على الأقل، بوقف تبرّعاتهم لمؤسسات تعليم عالٍ عريقة مثل جامعة هارفرد في ولاية ماساتشوستس وجامعة بنسلفانيا في ولاية فيلادلفيا.
وأنهت منظمة ويكسنر التي تعمل على تحضير “قادة المجتمع اليهودي الأميركي ودولة إسرائيل” شراكتها مع كلية كينيدي في جامعة هارفرد.
وبررت العائلة الثرية خطوتها بـ”فشل قيادة هارفرد الذريع في اتخاذ موقف واضح وقاطع ضد الجرائم الوحشية وقتل المدنيين الإسرائيليين الأبرياء من قبل الإرهابيين”، في إشارة إلى حركة حماس.
إلى ذلك، طالب مارك روان الرئيس التنفيذي لصندوق “أبولو غلوبل ماناجمنت” الاستثماري وأحد المتبرعين الرئيسيين لجامعة بنسلفانيا، باستقالة رئيستها، ماغيل.
وهو انتقد استضافة الجامعة قبل أسبوعين من اندلاع الحرب، منتدى للأدب الفلسطيني الذي شارك فيه من قال إنهم “أشخاص معروفون بمعاداتهم للسامية وترويجهم للكراهية والعنصرية”.
كذلك، أعرب متبرعون آخرون لهارفرد وبنسلفانيا عن امتعاضهم من أداء الجامعتين في الوقت الراهن، مثل كينيث غريفين الداعم لهارفرد، ورونالد لاودر الداعم لبنسلفانيا، وفق ما أفادت وسائل إعلام أميركية، بحسب وكالة فرانس برس.
وقالت رئيسة جمعية الكليات والجامعات في الولايات المتحدة، لين باسكيريلا، في تصريحات سابقة إن “قادة المؤسسات التعليمية يتعرضون للانتقاد لعدم الإدلاء بموقف سريع أو حازم بما يكفي. يتم إرغامهم على اختيار طرف. على رغم ذلك، يصر كثيرون منهم على تعذر اتخاذ موقف مؤسسي بشأن قضايا دولية معقدة كهذه نظرا لتعدد الآراء في الحرم الجامعي”.
واعتبرت أن الضغوط التي يمارسها المتبرعون على الجامعات تقوض هدف التعليم العالي في الولايات المتحدة وهو “الترويج لسعي غير مقيد إلى الحقيقة والتبادل الحر للأفكار”.
وأعادت هذه الضغوط تسليط الضوء على ضعف الدعم الحكومي للجامعات الخاصة وتركها عرضة لأهواء الأثرياء. ورأت باسكيريلا أن الاعتماد على الدعم الخاص يفرض قيودا على الأساتذة والمسؤولين “لأنهم يخشون خسارة التبرعات”.
ويكفل الدستور الأميركي حرية التعبير والإدلاء بالرأي، ويستند الكثير من مسؤولي الجامعات إلى تقرير لجنة كالفن لعام 1967 في الدفاع عن حرية الطلاب في التعبير عن مواقفهم.
والتقرير الذي أصدرته جامعة شيكاغو في خضم احتجاجات غاضبة ضد حرب فيتنام وأعمال شغب على صلة بالحقوق المدنية، خلص إلى أن دور الجامعات يجب أن يكون الترويج لتعددية الآراء عوضا عن اتخاذ موقف بشأن قضايا مثيرة للجدل.