قررت 50 جامعة حكومية و26 جامعة خاصة في إسبانيا قطع علاقات التعاون مع الجامعات ومراكز الأبحاث الإسرائيلية وربطت عودة التعاون بتنديد الجامعات الإسرائيلية باجتياح جيش الاحتلال لقطاع غزة.
وطالبت الجامعات الإسبانية بوقف فوري للعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، كما تعهدت بتكثيف التعاون مع المنظومة التعليمية والجامعية الفلسطينية.
وفي السياق ذاته، قالت صحيفة غارديان البريطانية اليوم إن الاحتجاجات المؤيدة لغزة في كلية ترينيتي بدبلن الأيرلندية انتهت بعد موافقة إدارة الكلية على قطع علاقاتها مع شركات إسرائيلية.
وتمكن الطلاب المحتجون في عدد من الجامعات الأميركية بعقد صفقات مع إداراتها لسحب استثماراتها من الشركات التي لها علاقة بإسرائيل مثل جامعة نورث ويسترن بولاية إلينوي الأميركية وجامعة براون في رود آيلاند وجامعة روتجرز في نيوجرسي، وجامعة كاليفورنيا ريفرسايد “يو سي آر”.
توسع الاحتجاجات الطلابية
ويأتي ذلك في ظل توسع الحركات الطلابية الرافضة للحرب الإسرائيلية على غزة في جامعات أوروبية وأميركية عديدة، رغم محاولة قوات الأمن في كثير من تلك الجامعات فض الاعتصامات وإزالة المخيمات التي أقامها الطلبة في حرم جامعاتهم.
ففي بريطانيا، يواصل طلاب جامعة كامبريدج لليوم الرابع اعتصامهم المفتوح دعما لفلسطين، ورفضا لما يصفونه بتواطؤ جامعتهم على جرائم الحرب الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني.
كما اتسع نطاق الاعتصام، الذي ينظمه طلاب جامعة أكسفورد تضامنا مع سكان قطاع غزة، حيث انضم إليه طلاب جدد في يومه الرابع. ويقول الطلاب إنهم مصممون على الاستمرار في احتجاجهم حتى تلبية إدارة الجامعة مطالبهم بوقف الاستثمارات مع الشركات التي تساعد ما يصفونه بنظام الإبادة الجماعية في إسرائيل.
كما يواصل طلبة كلية الدراسات الشرقية والأفريقية في جامعة لندن اعتصامهم أيضا في الحرم الجامعي -لليوم الرابع على التوالي- تضامنا مع فلسطين وسكان قطاع غزة.
وتعهد طلاب جامعة لندن بمواصلة اعتصامهم المفتوح، حتى تستجيب الجامعة لمطالبهم بفك جميع ارتباطاتهم المالية والأكاديمية مع المؤسسات والشركات التي تدعم الاحتلال.
فض اعتصامات واعتقالات
في المقابل تمكنت الشرطة الهولندية -أمس الأربعاء- من فض اعتصام بالقوة أقامه طلاب رافضون للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في حرم جامعة أمستردام في العاصمة، واعتقلت 32 منهم.
وفي العاصمة الأميركية فضت الشرطة أمس اعتصاما طلابيا داعما لغزة في جامعة جورج واشنطن، وفككت خيام المحتجين المؤيدين لفلسطين واعتقلت 33 طالبا منهم، قبل أن يعلن منظمو الاعتصام في وقت لاحق أنه تم الإفراج عن جميع المعتقلين.
وانضم طلاب كلية الفنون وتصميم الأزياء التابعة لجامعة نيويورك إلى الاعتصامات المتضامنة مع غزة، حيث اعتقلت الشرطة الأميركية عددا من الطلاب أثناء محاولتها إزالة مخيم أقاموه أمام الجامعة.
كما تدخلت الشرطة -الثلاثاء الماضي- بناء على استدعاء من جامعة برلين الحرة بألمانيا لتخلي باحة الجامعة من الخيام التي نصبها متظاهرون قبل أن تعلن -أمس الأربعاء- عن اعتقال 79 شخصا مع تحرير مخالفات إدارية والبدء في تحقيقات جنائية.
وأمس الأربعاء، بعث نحو 100 محاضر جامعي في ألمانيا رسالة لجامعات في برلين دعما للمتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين وطالبوا إدارات جامعات برلين بالعدول عن الاستعانة بالشرطة ضد طلابها ووقف المزيد من الملاحقات الجنائية.
ومنذ 18 أبريل/نيسان الجاري، اندلع حراك طلابي واسع في جامعات أميركية عديدة منددا بالحرب الإسرائيلية على غزة ويرفض استثمارات هذه الجامعات في الشركات الداعمة لإسرائيل، ولاحقا امتد زخم الحراك الطلابي غير المسبوق في دعم فلسطين من الولايات المتحدة إلى جامعات أخرى في دول مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا وأستراليا وإسبانيا وغيرها من دول العالم.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حربا مدمرة على غزة، خلفت عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا، ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.