كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال”، نقلا عن تقديرات لوكالات استخبارات أميركية، أن القوات الإسرائيلية، قتلت ما بين 20 إلى 30 في المئة من مقاتلي حركة حماس، المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
واعتبر تقرير الصحيفة الأميركية أن هذه الحصيلة لا ترقى حتى الآن إلى هدف إسرائيل المتمثل في تدمير حركة حماس، التي تظهر قدرتها على الصمود بعد أشهر من الحرب التي دمرت مساحات واسعة من قطاع غزة.
وبحسب الصحيفة، توضح تقديرات استخباراتية عن خسائر حماس، أن الحركة “لا تزال تمتلك ما يكفي من الذخائر لمواصلة ضرب إسرائيل والقوات الإسرائيلية في غزة لعدة أشهر، وأنها تحاول إعادة تشكيل قوة الشرطة الخاصة بها في أجزاء من مدينة غزة”، وفقا لمسؤولين أميركيين.
من جانبهم، اعترف مسؤولون إسرائيليون أنه على الرغم من العمليات الجوية والبرية القوية داخل غزة والتي أسفرت عن مقتل الآلاف من المدنيين، فإنهم لم يحققوا هدفهم المتمثل في تدمير حماس، التي تدير غزة منذ الإطاحة بالسلطة الفلسطينية في عام 2007.
وفي الأسبوع الماضي، قال الجيش الإسرائيلي إن أكثر من 9 آلاف من عناصر حماس والجماعات الأخرى المتحالفة معها، قتلوا على يد الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة منذ بداية الحرب، بالإضافة إلى حوالي ألف قتلوا داخل إسرائيل في 7 أكتوبر، عندما هاجم مسلحون مناطق محاذية للقطاع المحاصر، وفقا لما نقلته صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”.
وفي عام 2021، قال قائد كبير في الجيش الإسرائيلي، إنه يعتقد أن الحركة تضم حوالي 30 ألف مقاتل.
وقدر الجيش الإسرائيلي، أن القتال في غزة سيستمر على الأرجح طوال عام 2024 بأكمله، حيث تعمل إسرائيل على تجريد حماس من قدراتها العسكرية والقيادية. كما تعهدت بمواصلة القتال حتى يتم إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين من الأسر.
وسحبت إسرائيل آلاف القوات من غزة بعد ضغوط من الولايات المتحدة للانتقال إلى مرحلة أقل كثافة من حربها ضد حماس، لكن المسؤولين العسكريين، يقولون إن الحرب قد تستمر لعدة أشهر أخرى.
ووفق الصحيفة، تثير “نجاة حماس” بعد نحو 4 أشهر من العمليات الإسرائيلية بقطاع غزة تساؤلات داخل إسرائيل والأراضي الفلسطينية وبالخارج، بشأن ما إذا كانت قادرة على بلوغ أهدافها الحربية.
وعلى الجهة المقابلة، يوضح مسؤولون عسكريون إسرائيليون حاليون وسابقون، أنه “على الرغم من تكبد حماس آلاف الضحايا”، إلا أنها تهدف ببساطة إلى “البقاء على قيد الحياة بعد هذا الصراع”.
وعن أهداف حماس من هذه الحرب، قال مسؤول عسكري إسرائيلي كبير للصحيفة: “ليس عليك الفوز، عليك فقط ألا تخسر”.
من جهته، صرح الجنرال المتقاعد، جوزيف فوتيل، الذي سبق أن تولي منصب قائد القيادة المركزية الأميركية “سنتكوم”، أن “حماس أظهرت أنها لا تزال قادرة على القتال، لكن الخسائر تستمر في فرض المزيد من الضغط على شبكة الحركة”.
وقال: “قد يتعين على شخص واحد الآن القيام بوظيفتين أو ثلاث وظائف”.
ورفضت متحدثة باسم مكتب مدير المخابرات الوطنية الأميركية التعليق على تقرير الصحيفة.
وكرر الجيش الإسرائيلي تقديراته لعدد القتلى في صفوف حماس ورفض الخوض في تفاصيل.
ولم ترد حماس على طلب للتعليق.
قادة تمت تصفيتهم
قال الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، إن ضربات جوية إسرائيلية على قطاع غزة قتلت ستة مقاتلين فلسطينيين من بينهم المسؤول عن مكافحة التجسس بحركة حماس في المنطقة الجنوبية للقطاع.
وأضاف الجيش في بيان أنه قتل ضابط مكافحة التجسس، بلال نوفل، وقال إن ذلك يؤثر “بشكل كبير” في قدرة حماس على “تطوير وتعزيز قدراتها”.
ووفقا للجيش الإسرائيلي فإن نوفل “كان مسؤولا عن التحقيق مع المشتبه بهم بالتجسس ضد حماس في جنوب قطاع غزة”.
وجاء في البيان أنه شارك “في تطوير أساليب التحقيق والتعلم المتبعة لدى حماس”.
وفي الثاني من يناير، قتل نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، صالح العاروري، في غارة بطائرة مسيرة في الضاحية الجنوبية لبيروت، وهو واحد من قادة حماس الذين تقول إسرائيل إنها تريد استهدافهم، وتضعهم على لائحة الاغتيال.
والعاروري هو واحد من قائمة كبار المسؤولين في المكتب السياسي لحماس في الخارج وداخل قطاع غزة، والذين باتوا أهدافا لإسرائيل.
وفي حين تمكن العديد من القادة الرئيسيين لحركة حماس وفرعها العسكري من الإفلات من محاولات اغتيالهم، فإن عددا من القادة البارزين قتلوا في غزة في غارات إسرائيلية منذ 7 أكتوبر.
ونعت حركة حماس، في 10 أكتوبر، اثنين من أعضاء مكتبها السياسي اللذان قتلا جراء غارة إسرائيلية في مدينة خان يونس بقطاع غزة، مؤكدة بذلك إعلانا صدر في وقت سابق عن الجيش الإسرائيلي.
وأعلنت في بيان عن مقتل عضوي المكتب السياسي للحركة، زكريا أبو معمر، وجواد أبو شمالة، وفقا لوكالة فرانس برس.
وفي 14 أكتوبر، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل قيادي عسكري كبير في حركة حماس في ضربة جوية.
وقال المتحدث العسكري في بيان إن قائد العمليات الجوية في حماس، مراد أبو مراد، قتل خلال ضربة جوية على مركز قيادي لحماس نفذت الحركة منه نشاطها الجوي، في إشارة إلى استخدام حماس الطائرات الشراعية الآلية في هجومها على إسرائيل.
وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، بتاريخ 16 أكتوبر “نواصل استهداف قادة الإرهاب في قطاع غزة دون توقف”.
وأوضح أدرعي أنه “تمت تصفية، معتز عيد، قائد المنطقة الجنوبية في الأمن العام، وعلي القاضي، قائد سرية من قوة النخبة في وسط جباليا شمالي القطاع”.
وأضاف أن من بين القتلى أيضا “جواد أبو شمالة، مسؤول الاقتصاد في المكتب السياسي لحماس، وزكريا أبو معمر، رئيس دائرة العلاقات الوطنية في المكتب السياسي، ومراد أبو مراد، قائد التشكيل الجوي في لواء غزة، وبلال القدرة، قائد وحدة النخبة في كتيبة جنوب خان يونس”.
وأعلنت حركة حماس، في 17 أكتوبر، مقتل القيادي في الحركة، أيمن نوفل، في قصف إسرائيلي على مخيم البريج وسط قطاع غزة، وفقا لفرانس برس.
وقالت الحركة في بيان إن نوفل كان عضوا بالمجلس العسكري العام وقائد لواء الوسطى في كتائب القسام.
وفي إعلانه تصفية نوفل، وصفه المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي بأنه “أحد أبرز قادة حماس”.
ونوفل بحسب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي هو “قائد المخابرات العسكرية السابق في قطاع غزة” وكان “متورطا في أعمال إنتاج وتطوير أسلحة” و”توجيه عمليات إطلاق الصواريخ”.
وأشار المتحدث إلى أن نوفل شارك في “التخطيط لعملية اختطاف الجندي جلعاد شاليط” الذي أفرج عنه في العام 2011 بعدما احتجز لأكثر من خمس سنوات.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن في اليوم نفسه أنه قتل القيادي البارز في حماس، أسامة المزيني.
وبعد يومين وتحديدا في 19 أكتوبر، قتلت القيادية في حماس والتي تعتبر أول امرأة عضو في المكتب السياسي للحركة، في قصف إسرائيلي على قطاع غزة، حسبما أعلنت الحركة الفلسطينية.
وقالت حماس إن، جميلة الشنطي (64 عاما)، قتلت في جباليا في شمال قطاع غزة، بحسب فرانس برس.
وأصبحت الشنطي أول امراة في المكتب السياسي للحركة الذي يضم 20 عضوا إثر انتخابات داخلية في 2021.
وفي اليوم نفسه في 19 أكتوبر، أفادت وكالة أنباء تابعة لحركة حماس بأن، جهاد محيسن، قائد قوات الأمن الوطني في قطاع غزة، لقي حتفه مع أفراد عائلته في منزلهم أثناء ضربة جوية إسرائيلية بالقطاع، وفقا لوكالة رويترز.
ومحيسن هو القيادي الرابع في حركة حماس الذي يتم الإعلان عن مقتله منذ أن بدأت إسرائيل شن غارات مكثفة على قطاع غزة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، في 31 أكتوبر، أنه قتل، نسيم أبو عجينة، قائد كتيبة بيت لاهيا التابعة للواء الشمال في غارة جوية، وفقا لصحيفة “يديعوت أحرونوت”.
وفي 31 أكتوبر أيضا، أكد الجيش الإسرائيلي أنه شن غارة جوية على مخيم جباليا في قطاع غزة، مشيرا إلى أن العملية نجحت في قتل، إبراهيم بياري، القيادي في حركة حماس المرتبط بهجمات 7 أكتوبر في إسرائيل، وفقا لفرانس برس.
وبدأت إسرائيل هجومها على غزة ردا على هجوم شنه مقاتلو حركة حماس وتقول إسرائيل إنه أسفر عن مقتل 1200 شخص معظمهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال، وخطف 253 كرهائن إلى غزة لا يزال نصفهم تقريبا في القطاع.
وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس، الأحد، ارتفاع حصيلة القتلى في العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة إلى 25105 أشخاص غالبيتهم من النساء والأطفال، وذلك منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر.