تسبب هجوم المقاومة الفلسطينية على مستوطنات غلاف غزة أمس السبت في شلل تام بمعظم مناحي الحياة داخل إسرائيل، فقد أدت الهجمات إلى إلغاء مئات الرحلات الجوية وإغلاق عدد من محطات القطار، يأتي هذا في وقت تستعد فيه تل أبيب لإخلاء المستوطنات القريبة من غزة ولبنان.
وفجر أمس، أعلنت كتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس بدء عملية عسكرية باسم “طوفان الأقصى” من قطاع غزة، واستهدفت مواقع ومطارات وتحصينات عسكرية إسرائيلية، وذلك ردا على اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المستمرة بحق الشعب الفلسطيني.
وقالت مصادر إسرائيلية إن عدد قتلى العملية وصل حتى الآن إلى 659 إسرائيليا على الأقل و2156 مصابا، بالإضافة إلى نحو 100 أسير لدى حماس.
وأظهرت بيانات ملاحية إلغاء هبوط وإقلاع نحو 300 رحلة جوية بمطار بن غوريون، كما تم تحويل 20 رحلة إلى مطارات أخرى منذ أمس وحتى مساء اليوم الأحد.
وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن معظم شركات الطيران الأجنبية ألغت رحلاتها من وإلى إسرائيل على خلفية الأوضاع هناك.
وفي سياق متصل، أجرت السلطات الإسرائيلية تغييرات في حركة القطارات في جميع أنحاء البلاد وأغلقت محطات عدة.
ومع استمرار تسلل العديد من عناصر المقاومة الفلسطينية أصدرت الحكومة الإسرائيلية تعليمات لسكان مستوطنتي سديروت وأوفاكيم بالبقاء داخل المنازل.
وقالت مصادر رسمية إسرائيلية إن قوات الجيش والشرطة استنفرت عددا كبيرا من عناصرها في مفترق الطرق الرئيسي بالقرب من معبر إيرز.
ووفقا للمتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية، فقد بدأت الشرطة عمليات تفتيش واسعة في منازل ومبان مجاورة لمركز الشرطة في مستوطنة سديروت.
وأضاف المتحدث الإسرائيلي لا يزال هناك مسلحون يتجولون في بعض المناطق الجنوبية ويختبئون فيها.
إخلاء المستوطنات
وفي سياق متصل، قالت وزارة الدفاع الإسرائيلية في بيان اليوم الأحد إن وزير الدفاع يوآف غالانت وافق على تنفيذ خطة المسافة الآمنة لإخلاء المستوطنات المحاذية للسياج في قطاع غزة، وأوعز بالاستعداد لتنفيذ الخطة في شمال البلاد أيضا.
وتتضمن خطة “المسافة الآمنة” إخلاء المستوطنات القريبة من المناطق الحدودية الشمالية والجنوبية، بحيث تكون هناك مسافة كيلومترات عدة خالية من السكان بين إسرائيل وهذه الحدود.
وطالب غالانت بتوفير الأسلحة والذخيرة للمستوطنات المجاورة للسياج الأمني ولفريق ضباط جيش الدفاع الإسرائيلي، ورؤساء البلديات، للمساعدة في إدارة الوضع على الجبهة الداخلية.
وفي وقت سابق الأحد، وافق المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت) على إعلان “حالة الحرب”، وفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.