لا يتضح حتى الآن موعد بدء تنفيذ الهدنة المتفق عليها بين إسرائيل وحماس، لكن بعض سكان قطاع غزة النازحين في الجنوب، عبّروا عن “الخوف من المجهول” الذي سيحدث بعد انتهاء فترة وقف القتال لمدة 4 أيام.
وتحدث سكان من غزة لصحيفة واشنطن بوست الأميركية، عن رؤيتهم للهدنة التي تم الإعلان عنها بين إسرائيل وحماس، والتي توسطت فيها أميركا ومصر وقطر.
واندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس بعد هجوم مباغت شنته الحركة المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى، على مواقع عسكرية ومناطق سكنية محاذية لقطاع غزة، أدى إلى مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال. وتم خلاله أيضا اختطاف 239 شخصا، وفق السلطات الإسرائيلية.
ومنذ ذلك الحين، ترد إسرائيل بقصف جوي وبحري وبري مكثف على القطاع المحاصر، أتبعته بعملية برية متواصلة، وبلغت حصيلة القتلى في غزة أكثر من 14 ألف شخص، غالبيتهم من النساء والأطفال، بحسب ما أعلنت سلطات القطاع.
ونقلت “واشنطن بوست” عن أحد المواطنين في قطاع غزة، يدعى رائد لافي (48 عاما)، أن لديه ابنتين، موضحا أن منزلهم في مدينة غزة تعرض للقصف قبل 6 أسابيع، وأضاف: “بالطبع نحن سعداء لإيقاف حمام الدماء والدمار الهائل، حتى لو كان بشكل مؤقت”.
لكنه أشار إلى أن “الأربعة أيام فترة لا تكفي حتى لمعرفة حجم الدمار الذي لحق بمنزله، أو لإقناع الأطفال أنهم أصبحوا في أمان”.
وزراء عرب يدعون إلى تمديد الهدنة بين إسرائيل وحماس
رحب وزراء خارجية عرب باتفاق “الهدنة المؤقتة” بين إسرائيل وحركة حماس في غزة، الأربعاء، لكنهم قالوا إنه ينبغي تمديدها لتصبح خطوة أولى نحو وقف كامل للأعمال القتالية، وفق وكالة “رويترز”.
وصوتت الحكومة الإسرائيلية، الأربعاء، لصالح اتفاق مع حركة “حماس” الفلسطينية، يقضي بالإفراج عن المختطفين الذين تحتجزهم الحركة، مقابل إفراج إسرائيل عن معتقلين فلسطينيين.
كما أكدت قطر توصل إسرائيل وحماس لاتفاق على “هدنة إنسانية” مدتها أربعة أيام قابلة للتمديد، تفرج خلالها الحركة الفلسطينية عن 50 من النساء المدنيات والأطفال الذين تحتجزهم في قطاع غزة، مقابل إطلاق سراح “عدد من النساء والأطفال الفلسطينيين” المسجونين في إسرائيل.
فيما ذكرت الخارجية القطرية، الخميس، أن الإعلان عن موعد بدء تنفيذ الهدنة سيتم الكشف عنه في “الساعات المقبلة”، وذلك بعد تصريحات إسرائيلية بأنها لن تبدأ قبل الجمعة.
ونقلت “واشنطن بوست” عن المواطن في غزة، محمد الأطرش (40 عاما)، بعد نزوحه جنوبا، قوله: “ما الذي سيفعله وقف الأعمال العسكرية لأربعة أيام؟.. نريد وقفا كاملا لإطلاق النار”.
وأشار إلى مخاوفه بشأن عدم قدرته على تأمين الاحتياجات الأساسية لأسرته خلال تلك الفترة القصيرة، مضيفا أنه “لا يثق في أن عددا كافيا من شاحنات الإغاثة سيدخل قطاع غزة، من خلال منفذ واحد مع مصر”، في إشارة إلى معبر رفع.
تعليق من الخارجية القطرية على “تنفيذ” اتفاق الهدنة بين إسرائيل وحماس
أعلنت قطر، الخميس، أن موعد بدء سريان هدنة وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة “سيكون خلال ساعات”.
وسأل: “ما الفائدة من وجود هدنة لن تكون قادرة على إدخال الوقود والطعام والأغطية والملابس الشتوية، التي تمنحني وأسرتي الأمان؟”.
من جانبه، أوضح الأمين العام للمركز النرويجي للاجئين، إيان إيغلاند، في بيان، أن الهدنة “مرحب بها، لكنها ليست كافية”.
وتابع: “سنفعل كل ما يمكن القيام به لتأمين ما يحتاجه الموجودون في غزة خلال فترة الهدنة على مدار 4 أيام.. الشتاء يقترب، وسيكون من الكارثي استئناف القتال”.
وتواصل ابنة الأطرش، سؤال والدتها عن موعد انتهاء الحرب، وعلى مدار 6 أسابيع لم تكن تعلم ما تقوله لها، لكن بحلول الأربعاء، وجدت إجابة وهي: “غدا.. ولمدة 4 أيام”، إلا أن الإجابة لم تحمل أخبارا سعيدة للطفلة، كونها فهمت أن الحرب ستستمر بعد المهلة، لترد بالقول: “هل يعني ذلك أن القصف سيعود بعد 4 أيام؟”، وفق الصحيفة الأميركية.