ضم أوكرانيا لـ”الناتو”.. لماذا فتر حماس بولندا للخطوة الآن؟

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 4 دقيقة للقراءة

يعلّق خبيران عسكريان، من روسيا وأوكرانيا، لموقع “سكاي نيوز عربية” على ما وراء “تذبذب” مواقف حلفاء أوكرانيا وتغيّرها في مسألة ضمها لـ”الناتو”، ودور تضارب المصالح بين أوروبا وواشنطن في ذلك.

فتور بولندي

الخميس، قال دودا، حسب وكالة الأنباء البولندية “بي إيه بي”، إن “الانضمام مسألة صعبة للغاية؛ لأن هناك حربا دائرة، وكنا جميعا خلال قمة “الناتو” التي عقدت يومي 11 و12 يوليو في فيلنيوس، ندرك جيدا، أنه في الوقت الحالي لا يمكن أن يكون هناك حديث حول قبول أوكرانيا بشكل مباشر كعضو كامل العضوية في الناتو”.

وأرجع دودا ذلك إلى أن المادة الخامسة من معاهدة “الناتو”، المتعلقة بواجب الدفاع الجماعي عن أي عضو يتعرض لعدوان، يعني أن قبول أوكرانيا الآن يوجب على “الناتو” دخول حرب مع روسيا، مضيفا: “لذلك كان من الواضح أن دول “الناتو” لن توافق، لكنها اتفقت أن يكون هذا الباب مفتوحا”.

هذا الفتور في تصريحات رئيس بولندا، يختلف عن تصريحات له قبل انعقاد قمة الناتو في 11 يوليو في فيلنيوس عاصمة ليتوانيا، دعا فيها إلى ضرورة قبول كييف في الحلف “في أقرب وقت ممكن، وكعضو كامل”.

واعتبر وقتها، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الليتواني جيتاناس نوسيدا، أن عضوية أوكرانيا “ستزيد القوة العسكرية للناتو”، وفق ما نقلته وكالة “نوفوستي”.

انضمام “ينتهي بحرب”

من جهته، حذّر الرئيس الفرنسي الأسبق، نيكولا ساركوزي، من انضمام أوكرانيا إلى “الناتو”، متوقعا أنه “لن يجلب السلام لسائر أوروبا”، واقترح على كييف اتباع “سياسة الحياد” بدلا من ذلك.

في حديثه لقناة BFMTV الفرنسية، الأربعاء، استند في تحذيره إلى:

  • ضم كييف استفزاز لروسيا.
  • ينبغي لأوكرانيا عقب انتهاء الصراع أن تتخذ سياسة الحياد، وأن تحصل على ضمانات أمنية من الأمم المتحدة أو المجتمع الدولي؛ “فوضع الحياد بديل يستحق النقاش الواسع”.
  • تساءل ساركوزي: “هل يمكننا التفكير في كيفية الخروج من هذا الصراع؟ هناك طريقتان لإنهاء الحرب: تدمير بعضنا البعض، لكنني أحذركم: لن نكون قادرين على تدمير القوة النووية الثانية في العالم (روسيا)، وسوف نغرق في حرب عالمية، أو نلجأ للحل الثاني وهو المفاوضات الدبلوماسية”.
  • الغرض من هذه الحرب “هو تغيير الحكومة في روسيا”.
  • روسيا وأوروبا يجب أن تعملا معا، نحن جيران، وهذا هو الفرق بيننا وبين الولايات المتحدة.

وسبق أن تحدّث الرئيس الفرنسي الحالي، إيمانويل ماكرون، عن ضرورة التفاوض بين أوكرانيا وروسيا وإنهاء الحرب، وذلك على عكس مواقف تشجّع استمرار الحرب في بريطانيا والولايات المتحدة.

أمل أوكراني

لكنّ الأوكرانيين ما زال أملهم واسعا في دخول “الناتو”، وفي ذلك يقول الخبير العسكري الأوكراني أوليكسي ستيبانوف، إن كييف حققت مكاسب في قمة الناتو الأخيرة “وهي خطوات تمهّد لضمّها فعليا”.

مِن تلك المكاسب حسب ستيبانوف، حصولها على ضمانات أمنية ومساعدات عسكرية، وإعلان تشكيل مجلس “الناتو-أوكرانيا”.

إلا أنه يعترف بأن المادة 5 في ميثاق الحلف “لا تزال هي العقبة حاليا”، وأن “الغرب لا يزال يحافظ على عدم إهانة روسيا”.

مسألة “خداع”

أما الخبير الاستراتيجي الروسي فلاديمير إيغور، فيستبعد ضم أوكرانيا للحلف، مرجعا ذلك إلى “تلاعب” حلفاء كييف بها، ويضيف موضحا:

الغرب (أوروبا) يخدع أوكرانيا، ويماطل في انضمامها للناتو.

الغرب يستخدم كييف كأداة لاستنزاف روسيا، وأميركا دائما تبقى في الظل، وتريد لأوكرانيا الانتصار حتى لا تتورّط واشنطن في صدام أكبر مع روسيا.

أوكرانيا ليست جاهزة، فهي في حالة حرب، كما أن جيشها يحتاج إلى إصلاحات، والأمر قد يستغرق سنوات، وضغوطها لن تجبر الحلف على تغيير قواعد الانضمام؛ وبالتالي ستظل معلقة.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *