“صور لي هذا القمر”.. أم تبكي توأمها الذي أنجبته بعد عقد من الانتظار

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 4 دقيقة للقراءة

10 سنوات من الأمل وأدها الاحتلال الإسرائيلي في طرفة عين. لم يتطلب الأمر غير صاروخ واحد يهد البيت بأركانه ويهد معه أركان أم عاشت في انتظار أن ترزق بمولود عقدا كاملا، وما إن تحقق أملها، اختفى.

لم يصمد أمل رانيا أبو عنزة سوى شهرين.. رزقت بتوأم بعد 10 سنوات من الزواج، وألجأها المخاض إلى وضع ابنيها تحت حمم القنابل التي تلقيها إسرائيل من أحشاء طائراتها، في أجواء من الرعب والألم.

بيد أن المأساة لا تتوقف عند هذا الحد، لأنها اكتشفت أنها فقدت مع توأمها زوجها، وهم الذين كانوا يمثلون كل شيء في دنياها الضيقة ضيق ضمير المسرح الأممي الذي يتفرج على المذابح التي يتعرض لها الفلسطينيون، بدعم من القوى العالمية التي منحت ضوءا أخضر لإسرائيل كي تعيث في غزة فسادا.

وتقول أبو عنزة والدموع تغمر وجهها “كنا نائمين، وشعرنا بوجود قصف عنيف، وفجأة لم أجد في أحضاني سوى الركام، في حين غاب أبنائي عني نتيجة القصف”.

وتضيف أبو عنزة وهي تغالب دموعها “أنجبتهما بعد 10 سنوات من الزواج، ولم أشبع منهما بعد، فالعمارة السكنية انهارت بالكامل، بينما كانت عائلة أختي قد نزحت إلى منزلنا جراء القصف الإسرائيلي”.

وأفادت مصادر طبية أمس الأحد بأن “12 شهيدا بينهم 6 أطفال، سقطوا بقصف إسرائيلي طال منزلا لعائلة أبو عنزة في حي السلام شرق محافظة رفح جنوب قطاع غزة”.

“راحوا أولادي وزوجي”

وعن زوجها الذي استشهد بالقصف نفسه، تقول أبو عنزة “هذا زوجي وقلبي وروحي وكل ما أملك، إذ كان يسعى لإدخال السعادة إلى قلبي، ولم ننجب هؤلاء الأطفال إلا بعد 10 سنوات من الزواج، واليوم يقتلهما الاحتلال الإسرائيلي”.

وتتساءل أبو عنزة “من سوف يعوضني عن زوجي وأطفالي؟ ماذا أقول؟ من سوف أحضن بعد اليوم؟ راحوا ولادي وزوجي”.

وكررت عبارة “من سيعوضني يا عرب”، في إشارة إلى حجم المعاناة الكبيرة التي لحقت بالعائلة نتيجة القصف الإسرائيلي.

ويظهر في مقطع فيديو عدد من الجثامين المتكدسة في أكياس، معظمهم أطفال، يحيط بهم حشد من الناس، وسط أصوات البكاء والصراخ.

وفي الفيديو ذاته، تظهر أبو عنزة وهي تشير إلى جثمان أحد أطفالها وهي تقول “أمانة صور لي القمر هذا، القمر هذا، ثم تقبل ابنتها الشهيدة وهي تردد “يسعد عينها وسام حبيبة أمها”.

ثم يظهر رجل ثان، وهو يحمل جثمان طفل رضيع آخر ويصرخ “4 أشهر.. عمره 4 أشهر”، وإلى جواره أشخاص آخرون يبكون ذويهم وأقاربهم الذين قضوا في القصف الإسرائيلي.

وتتصاعد التحذيرات الإقليمية والدولية بشأن القصف الإسرائيلي على مدينة رفح مع الاستعداد لاجتياحها بريا، وخطورة ذلك على مئات آلاف النازحين الذين لجؤوا إليها كآخر ملاذ أقصى جنوب القطاع.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت آلاف القتلى والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، بالإضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفق بيانات فلسطينية وأممية.

المصدر : الجزيرة + الأناضول + مواقع التواصل الاجتماعي

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *