وعوضا عن ذلك، ركزت المخابرات الأميركية جهودها على ملاحقة قادة تنظيم القاعدة ولاحقا تنظيم داعش، وفقا لما نقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين لم تكشف أسماءهم.
وجاء هذا الأمر، وفقا لهؤلاء المسؤولين غير المعروفين، نتيجة حسابات أميركية خلصت إلى أن حماس لن تهدد الولايات المتحدة، فضلا عن وجود أولويات استخبارية أخرى.
الرهان الأميركي
وعملت واشنطن على نقل مسؤولية تتبع أنشطة حماس إلى إسرائيل، وذلك لثقتها بأن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية قوية، وبوسعها اكتشاف أي تهديد وفقا للمسؤولين الأميركيين.
لكن في صباح 7 أكتوبر، اتضح أن هذا التقدير كان خاطئا للغاية، حيث لم يكن لدى هذه الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أدنى معلومات بأن الحركة تستعد لشن حرب عبر هجوم مباغت وغير مسبوق، ولم تلاحظ أيضا حركة آلاف المقاتلين على بعد أمتار من حدودها.
وقال أحد المسؤولين للصحيفة: “كان يجب أن يكون الأمر رهانا في محله”، في إشارة إلى اعتماد أميركا على إسرائيل.
“عواقب الاعتماد على إسرائيل”
ويقول مسؤولون أميركيون إن الولايات المتحدة أخطأت في تقدير التهديد الذي يواجه الأمن القومي الأميركي، خاصة أن هجوم حماس أسفر عن مقتل وفقدان عشرات الأميركيين، علاوة على اضطراها إلى تحريك قطع حربية ومعدات إلى الشرق الأوسط تقدر بمليارات الدولارات، فضلا عن احتمال اندلاع حرب إقليمية.
ويذكر مارك بوليمروبولوس، ضابط العمليات السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية” سي آي إيه: “فيما يتصل بالإخفاقات الاستخبارية، التي تقع في غالبيتها على إسرائيل، اعتقد أن علينا أن نعترف بتحملنا بعضا من المسؤولية في عدم المعرفة بهذا الحدث (هجوم حماس الضخم)”.
وخلص إلى أن “التنازل عن هذا الهدف (التجسس على حماس) لصالح إسرائيل كان له عواقب”.
وبحسب مسؤولين حاليا وسابقين في وكالات الاستخبارات، وخاصة “سي آي إيه”، فقد كان هناك عدد قليل من المحللين الذين يتابعون الأحداث في قطاع غزة المحاصر والفقير، قبل الهجوم.
وكانت تعتمد على مخابرات إسرائيل لاختراق حماس عبر مصادر بشرية ومجموعات تنصت إلكترونية.
قادة إسرائيليون اعترفوا بالفشل أمام حماس