سوليفان للحرة: حل الدولتين هو المفتاح الوحيد لضمان أمن الشرق الأوسط

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 8 دقيقة للقراءة

منذ هجوم الأحد الماضي على قاعدة البرج 22 شمالي الأردن الذي أسفر عن مقتل ثلاثة جنود أميركيين، تتواصل التصريحات الإيرانية التي تتحدث عن عدم رغبتها في الدخول بمواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة رغم العداء الكامن بينها وبين الغرب.

بعد الضربة التي نفذتها طائرة مسيرة في 28 يناير ضد “برج 22″، وهي قاعدة للدعم اللوجستي في الأردن على الحدود مع سوريا، ومقتل ثلاثة جنود أميركيين للمرة الأولى في المنطقة منذ بدء الحرب في قطاع غزة في السابع من أكتوبر، وجهت أجهزة الاستخبارات الأميركية أصابع الاتهام بالتحديد إلى “المقاومة الإسلامية في العراق”، وهي مجموعة فصائل عراقية ذات نفوذ واسع تربطها علاقات وثيقة مع طهران التي نفت علاقتها بالهجوم.

وألمح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي الى أن “كتائب حزب الله” التي تعتبر أبرز فصيل في “المقاومة الإسلامية في العراق” تتحمّل مسؤولية الهجوم.

يهدد الهجوم على “برج 22” بتوسع الصراع على اعتبار أنه تسبب بمقتل عسكريين أميركيين بنيران معادية في المنطقة للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس.

ومع ذلك تحاول إيران بشتى الوسائل تجنب الدخول في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة، لعدة أسباب من أهمها أن مشاكلها الداخلية أكبر من أن تجعلها قادرة على التعامل مع أي هجوم واسع النطاق، وفقا لصحيفة “نيويورك تايمز”.

تقول الصحيفة في تقرير، الخميس، إن المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني عقد اجتماعا طارئا هذا الأسبوع، معربا عن قلقه العميق من أن الولايات المتحدة سوف تنتقم لمقتل جنودها الثلاث.

وناقش المجلس، الذي يضم الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان وقادة القوات المسلحة واثنين من مساعدي المرشد الأعلى للبلاد، كيفية الرد على مجموعة من الاحتمالات.

ونقل التقرير عن ثلاثة إيرانيين مطلعين على مداولات المجلس وغير مخولين بالتحدث علنا، أن من بين الاحتمالات التي جرى مناقشتها هي شن هجوم أميركي مباشر على الأراضي الإيرانية إلى توجيه ضربات ضد ميليشيات موالية لطهران في المنطقة.

يقول التقرير إنه جرى نقل ما تمت مناقشته في الاجتماع والخطط التي تم تطويرها لمواجهة ذلك في اجتماع يوم الاثنين إلى المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، وفقا لمصادر مطلعة على المناقشات.

أكدت تلك المصادر، حسبما نقلت نيويورك تايمز، أن خامنئي رد بأوامر واضحة تتمثل في تجنب حرب مباشرة مع الولايات المتحدة وإبعاد إيران عن تصرفات وكلائها التي تسببت بمقتل جنود أميركيين، مع الاستعداد للرد إذا ضربت الولايات المتحدة إيران.

يشير التقرير إلى أنه بالنسبة “لحكومة قمعية مثل الحكومة الإيرانية لا تحظى بشعبية وتعاني من أزمة اقتصادية، فإن الصراع المباشر مع الولايات المتحدة لا يهدد بدمار إيران فحسب، بل يمكن أن يهدد قبضة النظام الاستبدادي على السلطة”.

ووفقا لشخص مقرب جدا من دائرة خامنئي واستراتيجي عسكري له علاقات بالحرس الثوري فقد أخبر المرشد الإيراني المقربين منه أنه “يعارض الحرب مع الولايات المتحدة لأن الحفاظ على قبضة النظام الإسلامي على السلطة هو الأولوية القصوى”.

وفي حين تؤكد طهران أنها لا تريد الحرب، إلا أنها مع ذلك استعدت لجميع الاحتمالات، وفقا للصحيفة.

وضعت إيران جميع قواتها المسلحة في حالة تأهب قصوى، ونشطت أنظمة الدفاع الجوية ونشرت صواريخ باليستية على طول الحدود مع العراق، وفقا لثلاثة إيرانيين مطلعين على الخطط، ومسؤول حالي ومسؤول سابق.

في المقابل تقول الصحيفة إن التحركات الإيرانية استمرت لتجنب الحرب المباشرة. 

تشير الصحيفة إلى أن قائد فيلق القدس الجنرال إسماعيل قاآني أجرى زيارة للعراق مؤخرا صدر بعدها بفترة وجيزة بيان من ميليشيا كتائب حزب الله قالت فيه إنها ستعلق الهجمات على القوات الأميركية، مضيفة أن “إيران لم تكن متورطة في قرار استهداف القوات الأميركية، بل أنها في الواقع كانت ترفض في بعض الأحيان الهجمات على الأميركيين”.

“العامل الحاسم” في تعليق الهجمات.. دوافع قرار “كتائب حزب الله” العراقية

أعلنت كتائب حزب الله في العراق “تعليق” العمليات العسكرية ضد الولايات المتحدة في البلاد بغية “عدم إحراج” الحكومة العراقية، وذلك بعد تعهد واشنطن بالرد على الهجوم الذي أسفر عن مقتل ثلاثة جنود أميركيين في الأردن.

الصحيفة أشارت أيضا إلى أن العديد من القادة العسكريين الإيرانيين غادروا قواعد في العراق وسوريا يمكن أن يتم استهدافها من قبل القوات الأميركية لتجنب سقوط ضحايا بارزين في صفوفهم قد تتطلب من طهران الرد في المستقبل.

يقول مدير شؤون إيران في مجموعة الأزمات الدولية علي فايز إن المعضلة التي تواجه إدارة الرئيس جو بايدن هي “محاولة كسر أنف إيران من دون لمسها”.

ويضيف أن “المشكلة هي أن كل جانب ينتقم من الآخر، وهذا يولد الحاجة إلى ضربة مضادة لتستمر هذه الحلقة المفرغة”، لكنه استدرك قائلا: “عند نقطة معينة سوف ينفجر” الوضع.

ومع ذلك بالنسبة لإيران، فإن الحسابات معقدة بنفس القدر على الأقل، فإذا حاولت كبح جماح القوات التي تدعمها في العراق واليمن وسوريا ولبنان، فإنها تخاطر بتشويه ادعاءاتها بأنها تقود ما يسمى بـ “محور المقاومة” المكون من الميليشيات وحلفاء في الشرق الأوسط، ضد الولايات المتحدة وإسرائيل. 

في عام 2020، كادت التوترات بين واشنطن وطهران أن تتحول إلى صراع مستمر بعد أن أمر الرئيس السابق، دونالد ترامب، آنذاك بشن غارة جوية أميركية في بغداد، أسفرت عن مقتل فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني.

ومع ذلك يرى مدير المركز العربي للدراسات الايرانية محمد صادقيان أن “هناك تقاربا في وجهات النظر بين إيران وواشنطن بعدم توسيع نطاق الحرب”.

ويضيف صادقيان لموقع “الحرة” أن “هذا لا يعني ان واشنطن لا تمتلك القوة، لكن ليس لديها نية لفتح مواجهة مع طهران باعتبار أن إيران ليست دولة ضعيفة ولديها خيارات متعددة”.

ويتابع صادقيان أنه “لا من مصلحة إيران ولا أميركا فتح هذه المواجهة، لأنها لن تخدم مصالح أي من الأطراف المعنية”.

صادقيان أشار إلى أن “استهداف برج 22 في الأردن أحرج الجميع، لكن إيران قالت إنها غير معنية بتصرفات فصائل المقاومة وهذا يؤكد عدم إصدارها أوامر لأي فصيل بأن يتخذ هذا السلوك أو ذاك”.

ويختتم صادقيان بالقول إن “إيران ومنذ السابع من أكتوبر تركت الباب مفتوحا لهذه الفصائل لاتخاذ القرار المناسب من خلال تقدير الموقف الذي تتبناه هذه الجهات لمواجهة إسرائيل ودعم مواطني غزة”.

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن حمل مسؤولية الهجوم لـ”جماعات مسلحة متطرفة مدعومة من إيران”.

وقال بايدن إنه حدد طبيعة الرد الأميركي على الهجوم، لكنه لم يعلن تفاصيل الخطط أو توقيت الرد، بينما شدد على أنه لا يسعى إلى حرب أوسع في الشرق الأوسط. وأشار البيت الأبيض إلى إمكان اتخاذ “إجراءات متعددة” ردا على الهجوم.

ما هي الأهداف المحتملة لأميركا في سوريا والعراق ردا على مقتل جنود أميركيين؟

بعد مقتل ثلاثة جنود أميركيين في الأردن على خلفية الحرب الدائرة في قطاع غزة بين حركة حماس وإسرائيل واستهداف مصالح أميركية في المنطقة، توعدت واشنطن بالردّ على الفصائل المسلحة الموالية لإيران التي تتهمها بالهجمات. فما هي الأهداف المحتملة لهذا الرد؟

ومنذ منتصف أكتوبر، تعرضت القوات الأميركية والتحالف الدولي المناهض لتنظيم داعش في العراق وسوريا، لأكثر من 165 هجوما، في انعكاس مباشر للحرب الدائرة في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *