يقدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قمة بريكس التي تقام في قازان، ويشارك فيها نحو عشرين رئيس دولة، على أنها مؤشر على أن محاولات الغرب لعزل موسكو فشلت.
لكن مدير برنامج روسيا وأوروبا في معهد الولايات المتحدة للسلام دونالد جنسن يرى في مقابلة مع قناة “الحرة” أن بوتين يسعى لاستغلال ما أسماه بـ”تجمع بريكس بلس” لمواجهة العزلة الغربية.
ورفض جنسن تسمية بريكس بـ”التحالف”. وقال إنه “رغم أن هناك قوى صاعدة في الدول الأعضاء، فإن هناك اختلافات كبيرة بين هذه الدول، مثل الاختلاف في المواقف تجاه الحرب في أوكرانيا”.
وأضاف أن “الصورة الظاهرة لا تعكس بالضرورة الواقع، إذ تسعى روسيا لتكوين تحالفات تحتاجها في ظل الضغوط الغربية”.
وتروج موسكو لمجموعة بريكس على أنها بديل لمنظمات دولية تقودها دول غربية مثل مجموعة السبع.
وأشار جنسن إلى أهمية التعامل بحذر مع التكتلات الجديدة، وعدم الخلط بين الأهداف المشتركة للأعضاء “كما يجب ألا نجمع كل هذه الدول في سلة واحدة”.
وقال: “على سبيل المثال، الهند تسعى للحفاظ على استقلاليتها السياسية، مما يعني أن الانتماء إلى مثل هذه المجموعات لا يعني بالضرورة تحديا للغرب”.
وأضاف أن “البرازيل أيضا دولة ديمقراطية وهي موجودة في الاجتماع ولها نظرة عن الحرب مختلفة عن نظرة بوتين أو الصين”.
شُكلت مجموعة بريكس في 2009 مع أربع دول هي البرازيل وروسيا والهند والصين لكنها توسعت منذ ذلك الحين وانضمت اليها جنوب إفريقيا ومصر وإيران والإمارات وإثيوبيا.
ووفقا لتقرير نشره المعهد الأميركي لدراسات السلام، فقد تقدمت أكثرُ من 30 دولة بطلب رسمي أو أبدت اهتماما بالانضمام إلى مجموعة بريكس.
وأكد بوتين أن قمة بريكس ستناقش توسيع المجموعة خلال الاجتماع.
وكانت تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، طلبت في سبتمبر الماضي الانضمام إلى مجموعة بريكس.
بالتالي توجه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إلى قازان الأربعاء حيث اجتمع مع بوتين الذي أشاد بعلاقات “بناءة وحسن جوار” مع أنقرة.
وتعليقا على هذه القمة، قال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتيل إن واشنطن تدير العلاقة والمنافسة مع الصين بمسؤولية وستواصل صدّ ما وصفه بالعدوان الروسي، في إشارة للحرب التي شنتها موسكو على جارتها أوكرانيا.
وفي هذا الإطار، قال جنسن إن “الولايات المتحدة لديها كثير من العلاقات والتحالفات البناءة مع كثير من الدول لكن في نفس الوقت كثير من الدول تريد أن تكون مستقلة في علاقاتها الخارجية وهذا من حقها. هذا اجتماع جديد لتعدد القطبية”.
وأضاف أن “الولايات المتحدة تدرك مثل كثير من حلفائنا أنه يجب أن تكون مقاربة متطورة للعالم وأعتقد أننا ننجح”.
لكن جنسن يرى في الوقت ذاته أنه “يجب مراقبة الأمور عن كثب لأن أدوات النفوذ تختلف، وروسيا تحاول أن يكون لديها نفوذ في المنطقة وأحرزت تقدما لكن أمامها طريق طويل لأن تقطعه”، وشدد على أن “كثير من هذه الدول لن تكون حليفة لديكتاتور مثل بوتين ولن تتعاطف معه”.