ودفع هذا الواقع المرير معظم سكانه إلى الهجرة إلى مناطق أخرى، داخل سوريا أو خارجها.
وفي تقرير خاص لـ”سكاي نيوز عربية” من داخل المخيم، وصف موفدنا إلى دمشق فراس لطفي الوضع، قائلا: “كان هنا مخيم اسمه مخيم اليرموك، أصبح معظمه أثرا بعد عين. فكيفما وليت وجهك تجد دمارا وآثار قصف واشتباكات وحرائق. انعدمت الحياة في معظم المخيم تقريبا”.
ورغم ذلك، أشار إلى عودة أعداد قليلة من اللاجئين الفلسطينيين إلى المخيم، حيث فضل البعض البقاء في مساكنهم وسط هذه الظروف الصعبة.
وأضاف: “هذا المخيم كان يضم مئات آلاف اللاجئين الفلسطينيين، واعتبر من أكبر مخيمات اللجوء الفلسطيني، أما اليوم فلا يسكنه سوى 600 عائلة، أي ما يقارب 2500 نسمة”.
دعوات للعودة وإعادة الحياة
وفي ظل مشاهد الدمار المنتشرة، يبرز صوت السكان الذين بقوا أو عادوا إلى المخيم، داعين المهجرين إلى العودة لإعادة بناء ما تهدم، ونقل موفدنا عن أحد السكان قوله: “نطلب من كل من لديه بيت هنا، يرجع إليه”.
وأشار موفدنا إلى الجهود الشعبية المبذولة من أجل إعادة الحياة إلى المخيم، وقال: “اليوم الجميع هنا يتكاتف، فمنهم من يعمل على إصلاح المياه، ومنهم من بدأ بإزالة آثار الدمار”.
وأضاف أحد السكان في هذا السياق: “يوجد تهريبات مياه نحاول إصلاحها كي نخفف هدر المياه”.
ومن أبرز التطورات التي يشهدها المخيم، حملة جمع السلاح وإنهاء المظاهر المسلحة، التي لاقت ترحيبا واسعا من السكان، ويقول أحدهم في حديثه لموفدنا: “لا نريد السلاح. السلاح خرب المخيم والفصائل خربت الدنيا”.
وأكد لطفي أن المخيم شهد خلال سنوات الحرب تدميرا واسعا طال كل شيء، حيث قال: “يمكن أن نرى بأن كل شيء كان مستهدفا هنا، المساجد والمدارس والمستوصفات والمراكز الطبية كلها كانت عرضة للقصف والتدمير، حتى باتت الحياة هنا منعدمة تماما”.
بصيص أمل رغم المأساة
ورغم هذا الدمار الكبير، أشار إلى بعض الجهود التي تبعث الأمل في نفوس سكان المخيم، حيث قال: “نرى هنا ونتلمس بعض آثار من عودة الحياة إلى طبيعتها، على أمل أن تنمو وتتنامى هذه الجهود ليعود المخيم كما كان”.
وختم موفدنا جولته قائلا: “يبقى الأمل لدى الناس هنا بأن تعود الحياة إلى طبيعتها، وأن يندمج هؤلاء في الحياة بسوريا الجديدة”.