زعيمة حزب العمل السابقة: ماذا لو وقعت أحداث كوريا الجنوبية في إسرائيل؟

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 6 دقيقة للقراءة

ماذا لو وقعت أحداث كوريا الجنوبية في إسرائيل؟ بهذا السؤال افتتحت شيلي يحيموفيتش زعيمة حزب العمل الإسرائيلي السابقة، والكاتبة في صحيفة يديعوت أحرونوت، مقالها مستعرضة إحباط الجمهور والقوى السياسية في كوريا الجنوبية محاولة الرئيس يون سوك يول فرض الأحكام العرفية، لتجيب بأن إسرائيل لن تكون فيها ردة فعل قوية لإحباط مثل هذا التحرك إن حصل.

وتصف الكاتبة ما حدث في كوريا الجنوبية عندما حاول الرئيس الكوري يون سوك يول فرض دكتاتورية عسكرية من خلال إعلان حالة الطوارئ.

وتقول الكاتبة إن محاولة الرئيس فرض ديكتاتورية عسكرية أحبطت بسرعة الضوء من قبل معارضة سياسية شرسة وحازمة.

وتشير إلى أنه رغم أن القوات العسكرية كانت قد اجتاحت البرلمان في سول واحتلته، فإن معارضة سياسية وشعبية شرسة حالت دون تحقيق هذا الهدف، حيث قام أعضاء البرلمان من المعارضة والائتلاف، بالتصويت ضد القرار، مما أجبر القوات العسكرية على الانسحاب.

وقالت إنه “مع ذلك، فإن هذا الحدث القصير والمجنون هو شهادة مؤسفة على هشاشة الديمقراطيات والمخاطر الكامنة داخلها، فالديمقراطية ترتيب دقيق، حيث يوازن البرلمان والمحاكم العليا ووسائل الإعلام وحراس البوابة بين سلطة الزعيم، هناك من يركل هذا الترتيب. نحن نفعل ذلك أيضا”.

وتسلط الكاتبة الضوء على أوجه التشابه بين إسرائيل وكوريا الجنوبية، حيث ترى أن “كلتا الدولتين تعتبران ديمقراطيات شابة، وتتمتعان باقتصاد مزدهر، وباعتماد كبير على التحالف مع الولايات المتحدة، بالإضافة إلى التهديدات الأمنية الكبيرة من الخارج”.

ورغم هذه التشابهات، تشير الكاتبة إلى أن ردود الفعل في إسرائيل قد تكون مختلفة تماما لو حدث سيناريو مشابه لما وقع في كوريا الجنوبية.

السيناريو الإسرائيلي

ثم تنتقل إلى السيناريو الوهمي في إسرائيل، متسائلة ماذا سيحدث إذا أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي فجأة، عبر شاشة التلفزيون، حالة الطوارئ في منتصف الليل؟

وترى الكاتبة أنه سيعمد إلى مهاجمة المعارضة تماما مثل ما فعل الرئيس يون، ويعلن أنه من أجل حماية البلد من التهديدات الداخلية والخارجية، سيتم تعليق عمل الكنيست، وستخضع جميع المؤسسات الأخرى (وسائل الإعلام، المحاكم) لقوانين الطوارئ. وفي هذه الحالة “سيكون هذا إعلانا للدكتاتورية تحت شعار الدفاع عن الديمقراطية”.

كما ترى الكاتبة أن صور زعيم المعارضة في كوريا الجنوبية وهو يتسلق جدار البرلمان الذي استولى عليه الجيش ليشق طريقه إلى الداخل كانت مؤثرة ومثيرة، وتتساءل هل يمكن لأي شخص أن يتخيل رئيس المعارضة يائير لبيد، أو بيني غانتس، أن يقوما بمواجهة التحدي بالطريقة ذاتها التي قام بها زعيم المعارضة الكورية؟

وتؤكد أن ذلك لن يحدث في إسرائيل، معتبرة أيضا أن أعضاء الكنيست في الائتلاف لن يتحركوا لمنع حدوث هذا السيناريو، بل سيتبنون، بدلا من ذلك، مواقف تأييد لزعيمهم، حتى وإن كان يتخذ قرارات ضد الديمقراطية.

وتتساءل أيضا: هل تستطيع النقابات العمالية ومعها الشركات الكبرى -مثل تلك الموجودة هناك- إغلاق الاقتصاد بشكل كامل حتى استقالة رئيس الوزراء؟ وتجيب على ذلك بالقول “لا”.

الشرطة الكورية الجنوبية تطوق البرلمان بعد إعلان فرض الأحكام العرفية (الفرنسية)

واقع ديكتاتوري

وتواصل الكاتبة تساؤلاتها عما إذا كان المواطنون في إسرائيل سيخرجون إلى الشوارع للاحتجاج ضد هذا الانقلاب، كما فعلوا في كوريا الجنوبية.

وبينما تعتقد أن هناك احتمالا أن يشهد الشارع الإسرائيلي مظاهرات، فإنها تشير إلى أن الحكومة لن تتردد في استخدام القوة لقمع هذه الاحتجاجات، وهو ما يتوافق مع الواقع الحالي في إسرائيل حيث يواجه المعارضون القمع في بعض الأحيان.

وتقول إن “أعضاء الكنيست من الائتلاف سيشرحون بازدراء لماذا يعتبر أي شخص يعارض خطوة تهدف إلى الدفاع عن الدولة على الإطلاق خائنا للدولة”.

ثم تتساءل يحيموفيتش عن موقف الجيش الإسرائيلي إذا تم إصدار أمر بالاستيلاء على الكنيست. وتقول الكاتبة إنه إذا كانت القيادة العسكرية في إسرائيل متأثرة بمواقف معينة تجاه الديمقراطية الغربية، فقد يطيع الجيش هذا الأمر، لكن هذا لن يحدث بسرعة كبيرة. أما الشرطة الإسرائيلية، فيوجد شك في مدى قدرتها على التصدي لمثل هذا الموقف، خاصة بعد أن شهدت إسرائيل تغييرات في الهيكل القيادي للشرطة أحدثها وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير.

وتستدرك قائلة “هناك شيء واحد مؤكد: سيدعو الرئيس إسحاق هرتسوغ “كلا الجانبين” إلى ضبط النفس، وتعيين لجنة لدراسة الوضع المعقد واقتراح حل وسط بين مؤيدي الديكتاتورية ومؤيدي الديمقراطية.

وأخيرا، تشدد الكاتبة على أن هذا السيناريو في إسرائيل قد لا يحتاج إلى انقلاب عسكري حقيقي، في ظل تدهور الوضع السياسي والإعلامي في البلاد، حيث تتعرض المحاكم إلى الهجوم المستمر، وتتصاعد هجمات ضد وسائل الإعلام، مشيرة إلى أن البلاد قد تجد نفسها تتجه نحو واقع ديكتاتوري دون الحاجة إلى تدخل عسكري.

وتعتبر الكاتبة أن إسرائيل قد تكون بالفعل في طريقها إلى الاستسلام لهذا الوضع دون الحاجة إلى تغيير جذري، حيث أصبح المواطنون والحكومة معتادين على تهديدات وهجمات على الديمقراطية.

وتختم مقالها قائلة إنه إذا حدث ما حصل في كوريا الجنوبية فلن تعمل أجراس الإنذار بعد الآن، حيث سنكون معتادين وضعفاء بالفعل، “وقد يكون المثال المفاجئ والشجاع والقاطع لكوريا الجنوبية بالنسبة لنا قصة خيالية جميلة حدثت في أرض بعيدة”.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *