نقل موقع أكسيوس الإخباري عن مصادر مطلعة أن المبعوث الأميركي بريت ماكغورك أبلغ الإسرائيليين بضرورة التوصل إلى اتفاق مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإرسال وفد إلى محادثات باريس، في حين أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن حكومة بنيامين نتنياهو ستمنح وفدها التفاوضي صلاحيات أوسع.
وأخبر ماكغورك -الذي يزور تل أبيب حاليا- الجانب الإسرائيلي بأن إدارة الرئيس جو بايدن ترى حاجة ملحة للتوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى بسبب ظروف المحتجزين الإسرائيليين واقتراب شهر رمضان، وفقا لما نقله موقع أكسيوس.
وحسب المصادر ذاتها، فقد حث المسؤول الأميركي إسرائيل على إرسال وفد إلى محادثات باريس المزمع عقدها غدا الجمعة بمشاركة رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز ومسؤولين قطريين ومصريين.
ونقل ماكغورك رسالة إلى الإسرائيليين بوجود تقدم في المفاوضات بين حماس والوسطاء القطريين والمصريين وبأن الحركة “مستعدة لإبداء مرونة”، وفقا لتقرير أكسيوس.
وتعد هذه ثاني جولة من نوعها في باريس بمشاركة رئيس الاستخبارات المركزية الأميركية للتوصل إلى تفاهمات بشأن وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى.
وعقدت المحادثات السابقة في العاصمة الفرنسية أواخر الشهر الماضي وأسفرت عن وضع إطار لاتفاق محتمل، ثم أعقبها اجتماع في القاهرة يوم 13 فبراير/شباط الجاري.
وانتهت مباحثات القاهرة بمغادرة الوفد الإسرائيلي بقيادة رئيس الموساد ديفيد برنيع دون تحقيق تقدم، وسط خلافات بين رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو والمسؤولين الأمنيين بشأن صلاحيات التفاوض وتفاصيل الصفقة المحتملة.
وفي حين تريد إسرائيل والولايات المتحدة اتفاقا مرحليا يشمل هدنة مؤقتة يتم خلالها الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين، تشدد حماس على أن أي اتفاق يجب أن يفضي لوقف نهائي لإطلاق النار، وانسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة، والإفراج عن عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين.
ماكغورك يلتقي غالانت
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية اليوم بأن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أبلغ ماكغورك خلال لقائهما بأن الحكومة ستمنح “الوفد المفاوض تفويضا أوسع من أجل إطلاق سراح المحتجزين، وفي الوقت نفسه سنعزز توسيع العملية البرية في غزة”.
ولم تذكر الهيئة تفاصيل بشأن الصلاحيات الجديدة للوفد الإسرائيلي المفاوض.
ووصل ماكغورك -وهو منسق البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا- إلى إسرائيل الخميس بعد زيارة إلى مصر لبحث سبل التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة لفترة ممتدة.
في تلك الأثناء، قال وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين لموقع “والا” الإخباري إن “من الواضح أنه يجب دفع أثمان باهظة ومؤلمة لإعادة المختطفين ولكن ليس بأي ثمن”.
ورأى كوهين أن أحد مطالب حماس “هو أن نخسر الحرب ولا يمكننا أن نوافق على ذلك”، كما ذكر أن هناك من يريد من إسرائيل “خفض أولويات أهداف الحرب، وليس من الصواب أن نفعل ذلك”.
وتقدم الولايات المتحدة دعما سياسيا واسعا لإسرائيل في حربها على غزة فضلا عن جسر جوي لتزويدها بآلاف الأطنان من الأسلحة، لكنها حثتها في الآونة الأخيرة على التوصل لهدنة ممتدة وإبرام صفقة لتبادل الأسرى في ظل استمرار الحرب لأكثر من 4 أشهر من دون إنجاز الأهداف الإسرائيلية المعلنة بالقضاء على حماس وإعادة المحتجزين.
انتقادات بالكونغرس الأميركي
وفي سياق متصل، دعا عضوان في مجلس الشيوخ الأميركي اليوم إلى وقف المساعدات لإسرائيل وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني.
وقالت السيناتورة إليزابيث وارن “أريد التأكيد على مدى فظاعة نتنياهو، ويجب على بايدن أن يكبح جماحه هو ورفاقه اليمينيين”.
ورأت وارن أن تجميد المساعدات العسكرية لأي دولة تنتهك الحماية الدولية للمدنيين سيكون “تغييرا جذريا”، وأكدت في الوقت نفسه أن الأمن في الشرق الأوسط يعتمد على إقامة دولة فلسطينية.
من جانبه، قال السيناتور بيرني ساندرز “لا يمكننا مواصلة منح نتنياهو وحكومته مليارات الدولارات لمواصلة حربهم ضد الفلسطينيين”.
ومنذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي تشن إسرائيل حربا مدمرة على غزة خلفت عشرات آلاف الشهداء والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، وفق بيانات فلسطينية، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة.
وكانت الوساطة القطرية المصرية قد أفضت إلى هدنة بين حماس وإسرائيل لمدة أسبوع في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي جرى خلالها تبادل أسرى وإدخال مساعدات محدودة إلى غزة.