رئيس الجزائر يثير الجدل بخطاب التهديد بـ “حجرة في يده”

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 4 دقيقة للقراءة

تحولت كلمات من خطاب للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى مصدر شذ وجذب على وسائل التواصل الاجتماعي في الجزائر كما في الخارج بعدما استعمل لغة شعبية للتعبير عن سياسة البلاد.

واختلف معلقون حول كلمات الرئيس، بين من يرى أنها كلمات عادية مصدرها الثقافة الشعبية المحلية التي دأب الرؤساء الجزائريون على استعمالها، ومن يرى أنها كلمات “شعبوية” لا يجب أن تصدر عن رئيس جمهورية.

وكان الرئيس الجزائري يتحدث عن جيش بلاده وكيف تمت عصرنته وأنه يبقى ركيزة من ركائز استقلال البلاد إضافة إلى الاقتصاد، قبل أن يقول أمام حضور من المسؤوليين السياسيين والعسكريين ” “تجيني بالكلام لحلو معليهش كلامك نحسبو عليك ، بصح أني شاد حجرة في يدي تخرج من صف نعطيك”.

وتعني الجملة “إن تحدتث معي بكلام جميل، جيد أحسبه عليك، لكني مع ذلك ممسك بالحجر في يدي إن ابتعدت عن الصف، أضربك به”.

ومن غير الواضح لمن كان تبون يوجه رسالته، هل هي للخارج أم للداخل، إلا أن استعمال كلمات من اللهجة الشعبية أثار المعلقين على وسائل التواصل الاجتماعي والسياسيين.

واعتبر البعض أن التهديد بالحجر بتلك الطريقة لا يليق برئيس دولة، فيما رأى آخرون أن الرئيس من حقه أن يتحدث بلغة يفهمها الشعب.

المحلل السياسي، حكيم بوغرارة، اعتبر أن هناك من يريد إثارة بعض التأويلات لتوجيه أو تفسير الخطاب وفقا لتوجهاته.

وقال بوغرارة في حديث لموقع “الحرة” إن الرئيس عبد المجيد تبون يستعمل الأمثال الشعبية لتبسيط الخطاب وشرحه وهذه ليست المرة الأولى في تاريخ خطابات رؤساء البلاد.

ويتابع المحلل أن “الموروث الشعبي دائما ما يسجل حضوره، ولو بالاقتباس لأن عدم تجانس المستوى الثقافي للشعوب يفرض استعمال، بعض الأمثال”.

و”الخطاب كان بمناسبة عيد العمال ولو تتمعن في الحضور كان هناك الكثير من العمال من مختلف القطاعات”، يقول بوغرارة.

لكن الناشط السياسي، وليد كبير، يرى أن مثل هذه الكلمات لا يجب أن تصدر عن رئيس جمهورية.

ويقول كبير في حديث لموقع “الحرة” إن رئيس الدولة عندما يخاطب عليه أن ينتقي كلماته ويبتعد عن “اللغة الشعبوية”، واعتبر أن ما صرح به تبون يظهر أنه لا يمتلك “ثقافة رجل الدولة” ويتحدث بأسلوب يسيء إلى منصب رئيس الجمهورية ويسيء إلى الجزائر، بحسب تعبيره.

ويتابع كبير أن تعبير “شاد حجرة بيدي” هي عبارة سوقية واحتراما لمنصبه كان عليه ألا يستعملها، وباستعمالها يعطي صورة على أن رئيس الجزائر لايتكلم برزانة ويعتمد خطابا شعبويا ظنا منه أنه سيكسب قلوب الجزائريين أو يقنعهم بكلامه.

وكان الرئيس الجزائري يتحدث بمناسبة عيد العمال، وكشف أن الجزائر اليوم تعتبر “ثالث اقتصاد في أفريقيا بعد كل من جنوب أفريقيا ومصر”.

وطمأن رئيس الجمهورية العمال الجزائريين بأن “الجزائر في مأمن”, وأن المؤسسات الاقتصادية الدولية تعترف بقوة الاقتصاد الوطني”.

يذكر أن الجزائر مقبلة على  انتخابات رئاسية “مسبقة” في 7 سبتمبر 2024، أي قبل ثلاثة أشهر من الموعد المقرر لها، وفق ما أكد تبون مارس الماضي، معللا ذلك “لأسباب تقنية محضة”، رافضا التصريح إن كان سيترشح لولاية ثانية.

كما تشهد علاقات الجزائر مع جارتها المغرب أزمة دبلوماسية متواصلة منذ قطع الجزائر علاقاتها مع الرباط صيف 2021، متهمة الأخيرة باقتراف “أعمال عدائية” ضدها، في سياق النزاع بين البلدين حول الصحراء الغربية، وتطبيع المغرب علاقاته مع إسرائيل في مقابل اعتراف الولايات المتحدة بسيادته على هذا الإقليم المتنازع عليه.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *