دوي انفجارات في العاصمة الصومالية.. و”حركة الشباب” تتبنى هجوما على فندق

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 9 دقيقة للقراءة

في مشهد السياسة الروسية، المصير المحفوف بالمخاطر ينتظر الذين يجرؤون على معارضة الرئيس، فلاديمير بوتين، وهذا هو سر قدرته على الفوز السهل في الانتخابات الرئاسية التي بدأ الاقتراع فيها، الجمعة، ويستمر ثلاثة أيام. 

يحاول بوتين إقناع العالم أن الروس يقفون خلفه في نضاله من أجل “الاستقرار واستعادة مكانة روسيا على المسرح العالمي”، ليبرر فوزه الساحق في انتخابات ليست حرة أو نزيهة كما يراها العالم.

وتحت هذا السطح الذي يبنيه بوتين، هناك صراع مختلف يغلي ويتسم بالسعي وراء المثل الديمقراطية التي يناضل من أجلها صحفيون ناشطون ومنافسون سياسيون للرئيس المفترد بالسلطة. وأي شخص يجرؤ على التشكيك في سردية الكرملين، سيُعاقب بالسجن أو القتل.

حاول صحفيون من خلال تحقيقاتهم وتقاريرهم كشف فساد الكرملين، وإطلاع الجمهور الروسي والعالم على حقائق غير مريحة لبوتين.

وسط تشكيكهم بانتخابات الرئاسة.. الروس في الخارج بين مقاطِع ومبطل لصوته

رغم أنهم لايثقون في نزاهتها، إلا أن الانتخابات الرئاسية المقررة من 15 حتى 17 مارس تقسم الروس في الخارج حول ما يمكن فعله حيال الاستحقاق الذي يعد الرئيس، فلاديمير بوتين، الأوفر حظا للفوز به، في غياب أي معارضة. 

ولا تتوانى أجهزة الأمن الروسية عن مضايقة وترهيب هؤلاء الصحفيين، وفي الحالات المأساوية استخدم بوتين العنف المميت. 

وفي هذا الصدد، يتردد صدى أسماء، آنا بوليتكوفسكايا وألكسندر ليتفينينكو، كتذكير كئيب بالمخاطر التي يواجهها أولئك الذين يرفعون أصواتهم علنا في وجه بوتين.

على صعيد السياسة، فإن الخصوم سعوا إلى تحدي سلطة بوتين من دون عنف، من خلال صناديق الاقتراع أو المعارضة العامة، مثل أليكسي نافالني وبوريس نيمتسوف وميخائيل خودوركوفسكي، وكل منهم واجه مصيرا أقسى من الآخر بين المحاكمة والاعتقال والتسميم والقتل في السجن والنفي.

وعزز بوتين أدوات قمع المعارضة بحزم تشريعية تسهّل عليه تصفية من يشاء تحت غطاء قوانين ضد “العملاء الأجانب” و”المنظمات غير المرغوب فيها”، هي بمثابة قيود على المنظمات غير الحكومية والناشطين. 

وفي الشارع، تُقابَل الاحتجاجات بالقوة والاعتقالات والمعارك القانونية، مما يرسم صورة قاتمة لتسامح الدولة مع المعارضة.

بعد رحيله.. هل ينتهي إرث بوتين على يد خليفته؟

بعد انتهاء الانتخابات التي ستبدأ فصولها يوم الجمعة وتنتهي مع مساء الأحد القادم، فإن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، سوف يكون قادرا على بدء ولاية جديدة  تستمر لمدة 6 أعوام، وسط تساؤلات بشأن وضعه الصحي، وعن الذي سوف يخلفه في حكم أكبر دولة في العالم من حيث المساحة.

ورغم كل ما فعله بوتين، فإن المعارضة الروسية لا تزال قائمة. فالاحتجاجات، على الرغم من قمعها في كثير من الأحيان، لا تزال تندلع، مما يشير إلى أن الشعب لم يتم إخضاعه بالكامل.

وأصبح الإنترنت ساحة معركة في روسيا، حيث توفر وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية مساحة لسماع الأصوات، حتى عندما تحاول الدولة الروسية في عهد بوتين تقييد الحرية على الإنترنت.

بالأسماء

هذه قائمة أبرز معارضي بوتين، من الشخصيات التي تحدّت قبضة الرجل الواحد الدائمة على روسيا:

أليكسي نافالني

وهو أبرز معارضي ومنتقدي بوتين، واجه تحديات قانونية، وخضع للإقامة الجبرية والاعتداءات الجسدية، بما في ذلك عملية التسميم شبه المميت بمادة نوفيتشوك، في أغسطس عام 2020، الذي نسبه إلى الكرملين. 

نافالني توفي عن عمر ناهز 47 عاما في منشأة عقابية في القطب الشمالي

وعلى الرغم من هذه التحديات، بقي معارضا صريحا لبوتين حتى مات في سجنه القطبي سيء السمعة في ظروف غامضة، في 16 فبراير الماضي.

ليونيد فولكوف

هو معارض روسي في المنفى، كان مُقرَّبا من نافالني. نُقل إلى المستشفى بعدما تعرض لاعتداء، في 13 مارس، أمام منزله في فيلنيوس في ليتوانيا.

وفولكوف، 43 عاما، أحد الشخصيات البارزة في المعارضة الروسية، وكان الساعد الأيمن لنافالني.

وقالت المتحدثة السابقة باسم نافالني، كيرا يارميش، إن “أحدهم كسر زجاج نافذة السيارة ورش الغاز المسيل للدموع على عيني فولكوف، ثم انهال المهاجم عليه بالضرب مستخدما مطرقة”.

مساعد زعيم المعارضة الروسية أليكسي نافالني، ليونيد فولكوف يتحدث خلال مقابلة في البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ، شرق فرنسا في 14 ديسمبر 2021.

مساعد زعيم المعارضة الروسية أليكسي نافالني، ليونيد فولكوف يتحدث خلال مقابلة في البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ، شرق فرنسا في 14 ديسمبر 2021.

ونشر حلفاء نافالني لقطات تظهر الإصابات التي تعرض لها فولكوف بما في ذلك كدمة سوداء على عينه وأخرى حمراء على جبينه ونزيف في الساق بدا أثره واضحا من فوق سرواله.

وكان فولكوف، الذي تولى رئاسة منظّمة نافالني لمكافحة الفساد حتى عام 2023، قد حم*ل بوتين المسؤولية المباشرة عن وفاة حليفه المعارض.

اعتداء على ليونيد فولكوف حليف نافالني قرب منزله في المنفى  

نُقل ليونيد فولكوف، المعارض الروسي في المنفى والمقرّب من أليكسي نافالني، إلى المستشفى بعدما تعرّض لاعتداء الثلاثاء أمام منزله في فيلنيوس، وقف ما أفادت الشرطة المحلية وكالة فرانس برس.

آنا بوليتكوفسكايا

اغتيلت بوليتكوفسكايا، الصحفية الاستقصائية المعروفة بتغطيتها الانتقادية لحرب الشيشان وانتهاكات حقوق الإنسان، في مبنى شقتها في موسكو، في عام 2006.

متظاهرة روسية ترفع صورة آنا بوليتكوفسكايا

متظاهرة روسية ترفع صورة آنا بوليتكوفسكايا

ويُنظَر إلى اغتيال بوليتكوفسكايا على نطاق واسع على أنها عملية قتل مستهدفة مرتبطة بعملها يقف خلفها بوتين.

بوريس نيمتسوف

بعد أن كان نائبا لرئيس الوزراء في الحكومة الروسية، أصبح نيمتسوف منتقدا صريحا لبوتين.

مواطنون روس يضعون الزهور أسفل صورة للمعارض الروسي بوريس نيمتسوف الذي قتل بالرصاص في وسط موسكو أمام الكرملين مساء الجمعة

مواطنون روس يضعون الزهور أسفل صورة للمعارض الروسي بوريس نيمتسوف الذي قتل بالرصاص في وسط موسكو أمام الكرملين عام 2015

وقتل نيمتسوف بالرصاص بالقرب من الكرملين، في عام 2015، قبل أيام فقط من قيامه بقيادة مسيرة ضد الحكومة. واعتراضه على ضم موسكو شبه جزيرة القرم.

ميخائيل خودوركوفسكي

الرئيس السابق لشركة يوكوس للنفط، والذي كان أغنى رجل في روسيا، أصبح خودوركوفسكي، سجينا سياسيا بعد تحدي سلطة بوتين. 

ميخائيل خودوركوفسكي

ميخائيل خودوركوفسكي

وأمضى خودوركوفسكي أكثر من عشر سنوات في السجن بتهم التهرب الضريبي والاحتيال، والتي يدعي هو وأنصاره أن لها دوافع سياسية.

سيرغي ماغنيتسكي

المحامي الذي كشف مخطط احتيال ضريبي ضخم تورط فيه مسؤولون حكوميون روس.

قبضت أجهزة الأمن الروسية على ماغنيتسكي وتوفي في الاعتقال، عام 2009، في ظروف غامضة.

قبر المحامي الروسي القتيل سيرجي ماغنيتسكي الذي سمي قانون أميركي باسمه يستهدف فرض عقوبات على مسؤولين روس

قبر المحامي الروسي القتيل سيرغي ماغنيتسكي الذي سمي قانون أميركي باسمه يستهدف فرض عقوبات على مسؤولين روس

وأدت وفاة ماغنيتسكي إلى غضب دولي، وإقرار قانون ماغنيتسكي في الولايات المتحدة، الذي فرض عقوبات على المسؤولين الروس المتورطين في انتهاكات حقوق الإنسان.

فلاديمير كارا مورزا

ونجا كارا مورزا، وهو ناشط سياسي ومنتقد للكرملين، من حالتي تسمم، في عامي 2015 و2017، وهو ما يعزوه إلى أنشطته السياسية ومعارضته للحكومة.

المعارض الروسي فلاديمير كارا-مورزا محاطا بعناصر الأمن خلال محاكمته، الاثنين.

المعارض الروسي فلاديمير كارا-مورزا محاطا بعناصر الأمن خلال محاكمته، الاثنين.

ناديجدا تولوكونيكوفا وماريا اليوخينا 

قبض الأمن الروسي على أعضاء فرقة روك نسوية، تولوكونيكوفا وأليوخينا، وحكم عليهما بالسجن لمدة عامين بعد أداء “صلاة البانك” في كاتدرائية المسيح المخلص في موسكو، في عام 2012، منتقدين حكومة بوتين.

ماريا اليوخينا وناديجدا تولوكونيكوفا ويكاترينا ساموتسيفيتش في قفص الاتهام

ماريا اليوخينا وناديجدا تولوكونيكوفا ويكاترينا ساموتسيفيتش في قفص الاتهام

أوليغ سينتسوف

ألقي القبض على المخرج والناشط الأوكراني، سينتسوف، في شبه جزيرة القرم، وحكم عليه بالسجن لمدة 20 عاما بتهم الإرهاب في محاكمة أدانتها منظمات حقوق الإنسان والحكومات الدولية باعتبارها ذات دوافع سياسية. وأطلق سراحه، عام 2019، كجزء من تبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا.

خلال إحدى جلسات محاكمة المخرج الأوكراني أوليغ سينتسوف

خلال إحدى جلسات محاكمة المخرج الأوكراني أوليغ سينتسوف

سيرغي سكريبال

عام 2018، نفذ عملاء تابعون للمخابرات الروسية عملية تسميم استهدفت اغتيال المعارض الروسي، سيرغي سكريبال وابنته، حيث كانا يقيمان في مدينة سالزبيري في بريطانيا،. وبينت التحقيقات أن العملاء استخدموا مادة نوفيتشوك السامة.

عناصر من الشرطة البريطانية في مكان الهجوم سيرغي سكريبال (أ ف ب)

عناصر من الشرطة البريطانية في مكان الهجوم سيرغي سكريبال (أ ف ب)

أثار الهجوم غضبا دوليا، وقررت 20 دولة طرد عشرات الدبلوماسيين الروس، حيث تستخدم موسكو مقراتها الدبلوماسية في الدول الغربية لعمليات التجسس. 

ولا يمثل هؤلاء المعارضون سوى عدد قليل من الأصوات الكثيرة التي أسكتها أو استهدفها بوتين. 

تقدّر تقارير حقوقية أن 250 سجينا سياسيا يقبعون خلف القضبان في روسيا، إلى جانب آخرين نجحوا بالفرار من البلاد خشية بطش بوتين.

ففي عهد بوتين، الروس أمام خيارين، إما التأييد القسري للكرملين، أو المعارضة التي قد توصلهم إلى عواقب وخيمة. 

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *