كشف انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من بعض مناطق بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، دمارا هائلا في المنازل والبنى التحتية والمنشآت المدنية والخدمية، كما وجدت أعداد كبيرة من الجثث في الشوارع دهستها الدبابات.
ونقلا عن شهود عيان أفاد مراسل وكالة الأناضول بأن حالة من الهدوء الحذر تسود مناطق عدة في شمالي القطاع، بالتزامن مع عودة أعداد كبيرة من النازحين في مجمع الشفاء الطبي غربي مدينة غزة إلى شمالي القطاع، ولا سيما بلدات بيت لاهيا وجباليا وبيت حانون.
وأوضح أن الآليات العسكرية الإسرائيلية لا تزال في أطراف هذه البلدات، وهناك عدد كبير من جثث الشهداء في الشوارع دهستها الدبابات.
وتعرضت مناطق عدة في شمال القطاع لقصف إسرائيلي مكثف خلال الأيام الماضية خاصة منطقة مشروع بيت لاهيا والمناطق المحيطة به، مما أسفر عن سقوط أكثر من 50 شهيدا في قصف مربع سكني لعائلات خير الدين والكرد والمغربي وخليف، وفقا للمتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة.
شهادات
الدمار الواسع وغير المسبوق للمناطق السكنية في بيت لاهيا صدم سكان البلدة العائدين وأصابهم بالدهشة والذهول.
يقول الشاب محمد مسلم من سكان بيت لاهيا إن جيش الاحتلال دمر البلدة بشكل مهول أثناء توغله البري، وأضاف أن الدبابات جرفت شوارع البلدة ودمرت البنية التحتية من خطوط مياه وصرف صحي وشبكة إنارة واقتلعت الأشجار، إلى جانب تدمير المباني السكنية بالغارات الجوية والمدفعية.
وأكد أنهم يعيشون في حالة صدمة بعد رؤية منطقتهم السكنية مدمرة بالكامل ولا تصلح للعيش بشكل مطلق.
أما المسن عبد الكريم حماد فقد وقف مندهشا لبعض الوقت يتأمل الخراب والدمار الذي حلّ بمنطقة مشروع بيت لاهيا، وقال إن الطائرات دمرت المنازل والمناطق السكنية، ومن ثم توغلت الدبابات والجرافات وقامت بتجريف وتخريب أكبر في البلدة، وقال “لم تعد هذه المنطقة كما عرفناها سابقا”.
وفي الأسبوع الماضي، حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، في بيان لها، من الأوضاع الكارثية في غزة والشمال مع تصاعد حدة العمليات العسكرية الإسرائيلية فيها.
ومنذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى مساء السبت 21 ألفا و672 شهيدا، و56 ألفا و165 جريحا، معظمهم من الأطفال والنساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة.