قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه يدير المفاوضات بنفسه لاستعادة كل “الرهائن” لا بعضهم، يأتي ذلك في ظل إلغاء جلسة لمجلس وزراء الحرب التي كان من المخطط أن تتناول صفقة تبادل الأسرى.
جاء ذلك في بيان صدر عن مكتب نتنياهو بعد لقاء الأخير عائلات الجنود المحتجزين في غزة دون تحديد مكان اللقاء، ويعتبر هذا اللقاء الأول له معهم منذ شنت إسرائيل حربها على القطاع المحاصر.
وقال نتنياهو -وفق البيان- “بما أننا أعدنا 123 من المحتجزين حتى الآن (خلال الهدنة المؤقتة)، فإنني مضطر إلى إعادة الباقين جميعهم”، وأضاف “لن أترك أحدا منهم، أنا أعمل لذلك ليلا ونهارا”.
كما قال، بحسب البيان، إنه يجب استخدام الأوراق بحكمة في المفاوضات، مشيرا إلى أن لديهم “أصولا إستراتيجية” لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، معتبرا أن هذا الأمر “مفتاح آخر لاستعادة الرهائن”.
وزعم نتنياهو أن “استمرار الضغط العسكري القوي الذي مارسناه وسنمارسه هو الذي أعاد المحتجزين، وسيعيد الجميع”.
كما قال إنهم سيطروا على شمال قطاع غزة و(محافظة) خان يونس (جنوب) ويستعدون لدخول رفح (جنوب)، وذلك رغم معارضة دولية وأممية من مغبة أي عملية عسكرية في رفح المكتظة بالنازحين.
يذكر أن وسائل إعلام إسرائيلية نقلت عن أهالي الجنود المحتجزين قبيل لقائهم نتنياهو قولهم إن الأجهزة الأمنية والدولة خوّفتهم ولم يتواصل معهم أي وزير، وقالوا “التزمنا الصمت منذ بدء الحرب بناء على طلب الأجهزة الأمنية”.
وقد تظاهر ذوو الجنود الإسرائيليين الأسرى في غزة، للمرة الأولى منذ بداية الحرب على قطاع غزة، بسبب الحظر الذي فرضته عليهم الإجراءات الأمنية والعسكرية، في حين تشهد تل أبيب ومدن أخرى مظاهرات يومية حاشدة تطالب الحكومة الإسرائيلية بالتعجيل في إبرام صفقة لتبادل الأسرى مع حماس.
خلافات داخل مجلس الحرب
على صعيد متصل، قالت القناة الـ13 الإسرائيلية إن جلسة مجلس وزراء الحرب التي كان من المخطط أن تتناول صفقة تبادل الأسرى، أُلغيت إثر الأزمة السياسية المحيطة بقانون التجنيد.
من جانبها، ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن نتنياهو نقل مناقشة الصفقة إلى الحكومة الموسعة حيث يوجد عدد أكبر من المعارضين لها.
وتتزايد الخلافات بين نتنياهو وأعضاء مجلس الحرب، حيث كشفت هيئة البث الإسرائيلية عن وجود مواجهة صعبة بين نتنياهو والوزيرين عضوي مجلس المحرب بيني غانتس وغادي آيزنكوت بشأن صفقة الأسرى.
ونقلت الهيئة عن الوزيرين قولهما إنه كان يمكن أن يكونوا في منتصف الصفقة لو بادروا فيها، لكن لم يحصل أي اختراق لأنهم لم يبدؤوا.
وتتواصل في الدوحة مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة، بهدف التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى وهدنة ثانية بين الطرفين.
ولم تحدد إسرائيل أو حماس عدد الجنود الإسرائيليين الأسرى في غزة، في حين تحتجز إسرائيل في سجونها أكثر من 9 آلاف فلسطيني، وتقدر وجود نحو 134 أسيرا إسرائيليا في غزة، بينما أعلنت حركة حماس مقتل 70 منهم في غارات إسرائيلية عشوائية أثناء العدوان المستمر على القطاع.