تشهد أوساط السلطة في إسرائيل جدلا داخليا جديدا بشأن تعيينات مرتقبة في الجيش، حيث يتمسك رئيس هيئة الأركان هرتسي هاليفي بالخطوة التي يعارضها وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش .
وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي قد أعلنت أن رئيس الأركان سيجري -اليوم الاثنين- حملة تعيينات في الجيش لضباط برتبة عقيد، تشمل تعيين 52 ضابطا جديدا، من بينهم اثنان في منصبين حساسين لعلاقتهما المباشرة بالحرب في غزة وإخفاق السابع من أكتوبر/تشرين الأول في عملية طوفان الأقصى التي شنتها المقاومة الفلسطينية بقيادة كتائب القسام.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن المنصبين هما ضابط مخابرات القيادة الجنوبية بالجيش، ورئيس إدارة التنسيق والارتباط، المسؤول عن إدخال المساعدات لغزة.
ويقول هاليفي إن وقف التعيينات سوف يمس بعمله، لكن سموتريتش وجه في المقابل اتهامات لقادة هيئة أركان الجيش الإسرائيلي بالفشل وطالب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالتدخل لمنع التعيينات العسكرية المرتقبة.
وقال سموتريتش في رسالة إلى نتنياهو، إن الانشغال بالتعيينات خلال الحرب خطير جدا، لأنه يعني تشكيل الجيش وفق رؤية قادة الأركان الحاليين الذين فشلوا في مهمتهم، مضيفا أن لدى القيادة الحالية للجيش تفويضا واحدا فقط، هو الانتصار في الحرب، على حد قوله.
بن غفير وغالانت
وبدوره، دخل وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير على الخط، وهاجم وزير الدفاع يوآف غالانت وفقا لصحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية التي قالت إنه هاجم سلوكه واعتبر أنه يعمل بشكل مستقل عن الحكومة، مذكرا نتنياهو بأنه رئيس غالانت وأنه “من غير المعقول أن يتركه يفعل ما يريد”، حسب ما ذكرت الصحيفة.
في الأثناء، قال نتنياهو إنه عازم على مواصلة الحرب على غزة وتوسيع العمليات العسكرية في رفح، وقال إن حكومته لن تخضع للضغوط الدولية في ذلك، لأن وقف الحرب يعني هزيمة إسرائيل، حسب تعبيره.
ووجه نتنياهو كلمة لمن وصفهم بأصدقاء إسرائيل في المجتمع الدولي، وتساءل عما إذا كانوا قد نسُوا أحداث السابع من أكتوبر، مضيفًا أن الضغوط يجب أن تمارس على حركة حماس وراعيتها إيران، حسب تعبيره.
كما قال نتنياهو إن هزيمة إسرائيل في حرب غزة ستكون بمثابة خسارة للولايات المتحدة أيضا، مشيرا خلال مقابلة مع شبكة سي إن إن الأميركية، إلى أن إسرائيل ستتعرض لما وصفه بالشلل إذا أُجريت الانتخابات قبل انتهاء الحرب.
وكانت صحيفة معاريف نقلت الأحد، عن مصادر أن وزير المالية سموتريتش تحدث عن احتمال كبير لسقوط حكومة نتنياهو بسبب قانون التجنيد أو ضم زعيم حزب “أمل جديد” غدعون ساعر إليها. كما نقلت الصحيفة عن وزير إسرائيلي أن تفاقم الأزمة داخل الائتلاف الحاكم قد يسقط الحكومة اليمينية بسبب أهواء ومصالح أعضائها.