خبراء ومحللون: نتنياهو يعيق الإستراتيجية الأميركية بالمنطقة

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 4 دقيقة للقراءة

شكك خبراء ومحللون سياسيون في قدرة الإدارة الأميركية على الضغط على رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو بشأن الحرب في قطاع غزة، رغم أن هذا الرجل بات يقف عائقا أمام الترتيبات والمصالح الأميركية في منطقة الشرق الأوسط.

ومن وجهة نظر أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية، الدكتور حسن أيوب، فقد ذهبت الإدارة الأميركية بعيدا في منح الشرعية والغطاء لنتنياهو وحكومته في شن العدوان على قطاع غزة، وأي تحرك يمكن أن تقوم به هذه الإدارة باتجاه لجم نتنياهو سيكون مهمة صعبة للغاية.

وأشار إلى وجود قاعدة واسعة تدعم نتنياهو في المؤسسة الرسمية الأميركية وفي الإعلام، فضلا عن اللوبي الإسرائيلي، وهي قاعدة تمارس الضغط على إدارة الرئيس جو بايدن، والتي لا تستطيع هي نفسها في الظرف الانتخابي أن تضغط على نتنياهو، وهو يعلم ذلك جيدا.

وقال “إن بايدن لن يستطيع اتخاذ إجراء واحد فعلي مثل وقف إمدادات الأسلحة والذخائر لإسرائيل”.

أما الخبير في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور مهند مصطفى، فيرى أن الإدارة الأميركية تجد صعوبة في التعامل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي رفض كل طلباتها، حيث امتنع عن مناقشة الأفق السياسي لقطاع غزة، وهو مطلب أميركي إستراتيجي ورفض الانتقال للمرحلة الثالثة من الحرب على غزة.

وقال إن الولايات المتحدة تملك الكثير من أدوات الضغط على إسرائيل، مثل وقف مدها بالأسلحة وإزالة الغطاء الدولي عنها، لكنها لا تستخدمها خاصة في فترة الانتخابات.

الرئيس الأميركي جو بايدن (يمين) ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)

خطة أميركية متكاملة

ويتفق المحللان على أن نتنياهو بات في نظر بعض الأميركيين عقبة أمام المصالح الأميركية في الشرق الأوسط، وهو ما ركز عليه أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية، حيث قال إن نتنياهو تحول إلى عقبة أمام الإستراتيجية الإقليمية التي تسعى الولايات المتحدة إلى فرضها، بما في ذلك إعادة إصلاح السلطة الوطنية الفلسطينية بما يؤهلها -وفق المشروع الأميركي- لتوحيد الضفة الغربية وقطاع غزة.

ونوّه أستاذ العلوم السياسية إلى أن الإدارة الأميركية تريد من جهة أن تجد تسوية ما للصراع الفلسطيني الإسرائيلي عبر بوابة التطبيع وإعطاء إسرائيل الفرصة الكاملة لتمتلك وضع طبيعي في المنطقة، ومن جهة أخرى تقدم لنتنياهو -الذي ترغب في تقويضه- فرصة على طبق من ذهب ليخرج إسرائيل من عزلتها وتصبح قوة إقليمية.

وأضاف أن الأميركيين قدموا خطة متكاملة، كما كشف عنها مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، وتتضمن “بيع الوهم مرة أخرى للفلسطينيين من خلال الحديث عن دولة لهم في إطار تطبيع عربي إسرائيلي والقضاء على أي تهديد من قطاع غزة وضمان أمن إسرائيل كما تريده هي”.

و”في الوقت الذي تقوم فيه الإدارة الأميركية بتقديم انتصار سياسي ودبلوماسي وإستراتيجي لإسرائيل على طبق من فضة، يرفض نتنياهو ذلك، وهو ما تعتبره الإدارة الأميركية وكأنه كارثة إستراتيجية”، كما أوضح أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية والذي أكد أن نتنياهو لا يريد دولة فلسطينية ولا سلطة فلسطينية، ويريد فقط أن يقضي على أمل الشعب الفلسطيني في دولة أو الاستقلال أو الخلاص من الاحتلال.

ويعتقد الخبير في الشؤون الإسرائيلية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي لا يهتم بالضغوط الأميركية، وأن السبيل لتنحيته هي الاحتجاجات الداخلية الكبيرة والتمرد على حكومته، وخروج الوزير في مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس من هذه الحكومة.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *