دعا طاهر النونو المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، اليوم الخميس، العرب إلى التلويح بورقة النفط واستثمار علاقاتهم بواشنطن للضغط على الاحتلال الإسرائيلي.
وقال النونو في حديثه للجزيرة إنه “آن الأوان لاتخاذ موقف عربي واضح وتفعيل ما تم تشكيله من لجان في هذا الصدد”.
جاء حديث النونو على هامش تصاعد وتيرة تهجير سكان شمال قطاع غزة في ظل استمرار العملية العسكرية الإسرائيلية الأعنف منذ بداية الحرب الحالية.
وكانت الدول العربية قد اتخذت قرارا بحظر النفط العربي لمواجهة المد الإسرائيلي نحو الأراضي العربية، واستهدف الولايات المتحدة والدول الداعمة للاحتلال الإسرائيلي في حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973.
وبسبب هذا القرار تكبد الاقتصاد الأميركي خسائر كبيرة، وقد امتدت فترته من 17 أكتوبر/تشرين الأول 1973 حتى 18 مارس/آذار 1974.
كارثة تفوق التصور
ووصف القيادي في حماس ما يحدث في شمال القطاع بـ”كارثة عنوانها الصمت الدولي والعربي المطبق”، وعد الصمت إزاء جرائم الاحتلال “مشاركة فيها”.
وقال إن ما يجري في شمال القطاع يفوق كل تصور للمآسي الإنسانية، داعيا الشعوب والأمة إلى الاحتجاج غدا الجمعة دعما لصمود سكان غزة.
وشدد القيادي في حماس على ضرورة تعبير الشعوب عن رفضها لما يجري، مطالبا إياها أن “تثبت للاحتلال أن أمتنا لا تزال حية”.
وكان جيش الاحتلال أعلن في 6 أكتوبر/تشرين الأول الجاري بدء عملية عسكرية جديدة في جباليا بذريعة “منع حركة (حماس) من استعادة قوتها في المنطقة”.
ويقول خبراء عسكريون إن إسرائيل تمضي قدما في تطبيق “خطة الجنرالات” التي تنص على حصار السكان في شمال القطاع وتهجيرهم من أجل فرض “منطقة عسكرية مغلقة”.
وأكد النونو أن قصف المستشفيات في أي مكان بالعالم يعد “عملا إرهابيا بامتياز لكن قصفها في غزة لا يحرك أحدا”.
وفي هذا السياق، أفادت مصادر للجزيرة، أن قوات الاحتلال تحاصر مستشفى كمال عدوان شمالي القطاع، إضافة إلى حصار عشرات الآلاف من السكان في مشروع بيت لاهيا وبلدة بيت لاهيا ومخيم جباليا شمالا.
كما حرقت قوات الاحتلال عشرات المنازل في منطقة مشروع بيت لاهيا، في حين أفاد مصدر طبي للجزيرة بسقوط 820 شهيدا في العملية العسكرية الإسرائيلية المستمرة على مخيم جباليا وشمال قطاع غزة.
وأعلن جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة، فجر اليوم الخميس، توقف عمله كاملا في محافظة الشمال، عقب اعتقال جيش الاحتلال 5 من عناصره واستهداف 3 آخرين بشكل مباشر، وقصف مركبة الإطفاء الوحيدة شمال القطاع.
وحمل النونو إسرائيل مسؤولية إفشال التوصل لأي اتفاق ينهي الحرب ويفضي إلى صفقة تبادل أسرى، وقال “في كل محطة تفاوض يرتكب الاحتلال جرائم كبرى لعرقلة أي مسار للحل”.
وأمس الأربعاء، قال القيادي في حماس سامي أبو زهري إن حكومة الاحتلال والولايات المتحدة لا تريدان التوصل لأي اتفاق لوقف الحرب، وإنهما تريدان فقط استعادة الأسرى ومواصلة العدوان.
وأكد في مقابلة مع الجزيرة أن الحركة لم تتسلم أي مقترح جديد من الولايات المتحدة لوقف الحرب، وأن حماس مستعدة لأي اتفاق يفضي لوقف الحرب وسحب قوات الاحتلال من القطاع.