حريق الحمدانية.. بغداد تتعهد بالمحاسبة والأهالي يلومون الفساد السياسي

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 3 دقيقة للقراءة

اعتبر عدد من أهالي ضحايا حريق العرس العراقي أن الفساد السياسي والتراخي في تطبيق اللوائح يقفان خلف الكارثة التي خلفت أزيد من 100 قتيل ونحو 150 جريحا، في وقت تعهدت فيه الحكومة بمحاسبة المقصرين، ونقلت بعض المصابين للعلاج في تركيا.

وقال سكان الحمدانية الذين يعيدون ترتيب أمور حياتهم في القرية مسقط رأسهم، إن “المتشددين المهزومين” فشلوا في أن يقتلوهم، لكن الفساد نجح في ذلك.

وعلق القس بطرس شيتو “لم يقتلنا تنظيم الدولة الإسلامية، لكن هذه الكارثة قتلتنا”، متحدثا في قاعة بكنيسة محلية أثناء دفن المشيعين جثث أحبائهم.

وفقد شيتو والديه وأختين واثنين من أبناء إخوته في الحريق الذي ابتلع قاعة زفاف مكتظة في الحمدانية، المعروفة أيضا باسم قراقوش.

وذكر شيتو “في هذا البلد، ننتظر دوما وقوع الكارثة ثم نتعامل مع النتائج”. وأضاف “منزلنا أصبح خاليا الآن بسبب الطمع والفساد”.

اعتقالات وتعهدات

وقد أعلن مسؤولون بالحكومة اعتقال 14 شخصا على خلفية حريق الثلاثاء، من بينهم أصحاب قاعة المناسبات، ووعدوا بإجراء تحقيق سريع وإعلان النتائج خلال 72 ساعة.

وزار رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ضحايا الحريق في مستشفيين محليين أمس الخميس.

وقال إنه وجه “بإنزال أقصى العقوبات القانونية بحق المقصرين والمهملين المتسببين بحادثة الحريق الأليم”.

وقال شهود إن الحريق بدأ بعد ساعة من بداية الزفاف عندما تسببت الألعاب النارية في اشتعال الزينة المعلقة بالسقف.

وذكروا أن القاعة لم توجد بها أي طفايات حريق واضحة وكان بها مخارج طوارئ قليلة، وأن رجال الإطفاء وصلوا إلى هناك بعد نصف ساعة.

والحريق هو الأحدث في سلسلة حوادث مأساوية أودت بحياة المئات من الأشخاص في أنحاء العراق في الأعوام القليلة الماضية، بما في ذلك حريق في أحد مستشفيات بغداد في عام 2021 وغرق عبارة نهرية في الموصل في 2019.

ويُنحى باللائمة في جميع الحوادث على الإهمال والفساد والتراخي في تطبيق اللوائح التنظيمية.

نقص تدابير السلامة

ويقول مسؤولون حكوميون إن الحريق حدث بسبب نقص تدابير السلامة والأمان واستخدام مواد سريعة الاشتعال في المبنى.

وفي عظة تخللها نحيب نساء يرتدين السواد، قال قس في كنيسة الطاهرة في الحمدانية للمشيعين إن العراق مترابط في حزنه، لكنه انتقد المسؤولين بسبب “فسادكم ومحسوبيتكم”.

وأضاف “لا يوجد شيء مطابق للمواصفات” في هذا البلد.

وفي السياق، أعلنت السلطات العراقية نقل 4 أشخاص من المصابين جراء الحريق في قاعة أفراح بمحافظة نينوى إلى تركيا للعلاج.

وقال بيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئاسة الحكومة العراقية “بناء على تعليمات رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، تم نقل 4 مصابين في الحريق المأساوي بمنطقة الحمدانية إلى تركيا للعلاج مع مرافقيهم”.

وأشار البيان إلى أن المصابين يرافقهم فريق طبي من 10 أشخاص، مكون من طبيبين وممرضين ومختصين في الإسعافات الأولية.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *