حاصر جيش الاحتلال الإسرائيلي، مستشفى ناصر الطبي بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة اليوم الثلاثاء، وهدم سوره، وقصف محيطه، وطلب من النازحين داخله إخلاءه، مما ينذر بمجزرة جديدة هناك.
وأفاد مراسل الجزيرة باستشهاد طفل بنيران قناص إسرائيلي أمام بوابة مجمع ناصر الطبي ،وأظهرت صور جثمان الطفل ملقاة أمام بوابة المجمع، فيما لم يتمكن المسعفون من الوصول إليه ونقلِه إلى المجمع جراء أعمال القنص والقصف.
كما أفاد مراسل الجزيرة بأن آليات الاحتلال الإسرائيلي تتمركز على البوابة الشمالية لمستشفى ناصر في خان يونس وتطلب من النازحين الخروج من المستشفى.
وأوضح مراسل الجزيرة أن الجيش الإسرائيلي يواصل إطلاق القذائف الدخانية والحارقة في محيط المستشفى وداخله مما أدى لاندلاع حرائق في بعض مبانيه.
و اندلعت حرائق داخل مدارس محيطة بالمستشفى بعد إجلاء النازحين وإجبارهم على الخروج منها.كما استهدفت القوات بالقنابل الدخانية مباني مدارس تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا تُؤوي نازحين في محيط المجمع.
و أفاد شهود عيان بانقطاع التيار الكهربائي بشكل كامل عن مجمع ناصر الطبي، وقال مراسل الجزيرة إن الطفلة حلا مقداد التي تبلغ من العمر 10 أعوام استشهدت بغرفة العناية المركزة بالمستشفى، إثر توقف المولدات لعدة ساعات عن أجهزة العناية بسبب نقص الوقود.
وقال شهود عيان إن جيش الاحتلال الإسرائيلي أطلق مسيرات من طراز “كواد كابتر” تجاه النازحين تدعوهم لمغادرة المشفى على الفور. وأشار الشهود إلى وجود عدد من الشهداء والمصابين في محيط المستشفى، حيث يصعب على الطواقم الطبية نقلهم، بسبب إطلاق الجيش الإسرائيلي النار بشكل كثيف.
وفي وقت سابق الثلاثاء، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية بقطاع غزة، استشهاد وإصابة نازحين بإطلاق الجيش الإسرائيلي النار عليهم لدى خروجهم من مستشفى ناصر بمدينة خان يونس. ولم تعلن الوزارة أعداد القتلى والمصابين. وأكدت أن قوات الاحتلال تهدم السور الشمالي لمجمع ناصر الطبي.
جاء ذلك بعد طلب قوات الجيش الإسرائيلي من إدارة المستشفى إجلاء النازحين، والإبقاء على المرضى والكوادر الطبية، وفق بيان وزارة الصحة بالقطاع.
والوضع في المستشفى يزداد سوءا، ولفتت إلى أنه تم استهداف مدارس محيطة بمجمع ناصر الطبي، واشتعال النيران فيها، مما أدى إلى انتقال النيران إلى مخزن الأجهزة الطبية واحتراقه بالكامل، بالإضافة إلى مخزن المهمات الطبية الذي احترق بنسبة 80%.
وأشارت إلى أن إدارة مجمع ناصر الطبي لا تستطيع نقل الشهداء إلى ثلاجة الموتى بسبب الخطر الشديد وأن مياه الصرف الصحي تغمر قسم الطوارئ وتعيق عمل الطواقم الطبية، إضافة إلى تكدس النفايات مما ينذر بكارثة صحية.
بدورها، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن طلب الجيش الإسرائيلي المتمركز قرب مستشفى ناصر من النازحين مغادرة المستشفى، “يُنذر بعزمه ارتكاب جريمة بحقهم”.
وأمس الأحد، أعرب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، عن قلقه العميق إزاء الوضع داخل وحول مجمع ناصر الطبي الذي تحاصره القوات الإسرائيلية. وقال في منشور على”منصة إكس”: نشعر بقلق عميق بشأن سلامة المرضى والعاملين الصحيين بسبب تصاعد الأعمال العدائية في محيط المستشفى.
وجدد المسؤول الأممي التأكيد على ضرورة حماية الصحة في جميع الأوقات من ناحية، ووقف إطلاق النار من ناحية أخرى.
ومنذ 22 يناير/كانون الثاني الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات مكثفة جوية ومدفعية على خان يونس، وفي محيط المستشفيات فيها، وسط تقدم بري لآلياته بالمناطق الجنوبية والغربية من المدينة، مما دفع آلاف الفلسطينيين للنزوح عن المدينة.