وحسب موقع “نيويورك تايمز” الأميركي فإنه ومباشرة بعد علمهم بالهجوم توقع مسؤول أمريكي وآخرون، أن الضربة الإسرائيلية قد تكون لها عواقب وخيمة.
وأعرب المسؤولون الأمريكيون علنا عن دعمهم لإسرائيل، لكنهم عبروا سرا عن غضبهم من أنها ستتخذ مثل هذا الإجراء العدواني ضد إيران دون استشارة واشنطن.
ووفقا للعديد من المسؤولين الأمريكيين فإن الإسرائيليون أخطأوا في حساباتهم، معتقدين أن إيران لن ترد.
دورة انتقامية
واعتبرت الصحيفة أن قواعد الاشتباك في الصراع المتواصل منذ فترة طويلة بين إسرائيل وإيران قد تغيرت في الأشهر الأخيرة، مما يجعل من الصعب أكثر من أي وقت مضى قياس نوايا الطرف الآخر وردود أفعاله.
وأضافت أنه ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وغيران في 7 أكتوبر، كان هناك تصعيد متواصل وسوء تقدير مستمر، مما أثار مخاوف من دورة انتقامية يمكن أن تتحول إلى حرب شاملة.
وقال علي فايز، مدير شؤون إيران في مجموعة الأزمات الدولية: “إذا دخلنا في جولة أخرى من الإجراءات الانتقامية، فمن الممكن أن تخرج الأمور عن نطاق السيطرة بسهولة، ليس فقط بالنسبة لإيران وإسرائيل، ولكن لبقية المنطقة والعالم بأسره”.
قرار مهم دون العودة لواشنطن
وقال مسؤولان إسرائيليان إن التخطيط للضربة الإسرائيلية في سوريا بدأ قبل شهرين، وكان الهدف هو محمد رضا زاهدي، قائد فيلق القدس الإيراني في سوريا ولبنان، وهو فرع من الحرس الثوري.
وقبل ذلك بأسبوع تقريبا، وافق مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي على العملية، وفقا لسجلات الدفاع الإسرائيلية الداخلية التي لخصت الاستعدادات للضرب.
كما أوضحت هذه السجلات نطاق ردود الفعل التي توقعتها الحكومة الإسرائيلية من إيران، ومن بينها هجمات صغيرة النطاق من قبل وكلاء وهجوم صغير الحجم من إيران.
ووجد المسؤولون الأميركيون أنفسهم في موقف غير واضح، حيث ظلوا في حالة من عدم اليقين بشأن إجراء مهم اتخذته حليف وثيق مثل إسرائيل، حتى عندما أبلغت إيران، الخصم القديم، عن نواياها مقدما.
الرد على الرد
وأطلقت إيران، مطلع الأسبوع، أزيد من 300 طائرة بدون طيار وصاروخ على إسرائيل، وهو رد فعل إيراني غير متوقع، بالرغم من أنه لم يحدث أضرارا كبيرة.
وقالالجيش الإسرائيلي إنه اعترض 99 في المئة من الصواريخ بمساعدة الولايات المتحدة وحلفاء آخرين وأن الهجوم لم يسبب سوى أضرار طفيفة طالت قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل.
ونقل موقع “أكسيوس” عن مسؤول أميركي ومصدر آخر مطلع، أن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أبلغ نظيره الأميركي لويد أوستن، الأحد، أن إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوق.
وأوضح المصدران أن غالانت قال لأوستن في مكالمة هاتفية، أن إسرائيل لا يمكنها السماح بإطلاق صواريخ بالستية على أراضيها دون رد.
وأضاف غالانت، أن إسرائيل لن تقبل معادلة ترد فيها إيران بهجوم مباشر في كل مرة تضرب فيها إسرائيل أهدافا في سوريا.