يتزايد القلق اليوم السبت حيال وضع المرضى المُحاصرين في مستشفى ناصر بخان يونس في قطاع غزة، الذي اقتحمه جيش الاحتلال الإسرائيلي واعتقل عددا من طواقمه وشدد الحصار عليه.
وحذرت وزارة الصحة في قطاع غزة من أن قوات الاحتلال لا تزال تحتجز عددا كبيرا من الكوادر والمرضى والنازحين بمستشفى ناصر وتستجوبهم في ظروف قاسية وغير إنسانية.
كما قالت إن قوات الاحتلال اعتقلت عددا كبيرا من الطواقم من مجمع ناصر الطبي في خان يونس الذي حولته إلى ثكنة عسكرية.
وذكرت أن سلطات الاحتلال تُبقي 5 كوادر صحية و120 مريضا بمجمع ناصر القديم بلا كهرباء ولا ماء ولا طعام ولا أكسجين، كما أكدت الوزارة أن الاحتلال يمنع نقل المصابين الذين هم في حالة خطرة من المجمع إلى مستشفيات أخرى من أجل إنقاذ حياتهم.
وحذرت من أن الكهرباء ما زالت مقطوعة عن المجمع نتيجة توقف المولدات مما ينذر باستشهاد الحالات التي تحتاج إلى أكسجين.
وقالت الوزارة إن جيش الاحتلال يحتجز منذ 7 ساعات قافلة مساعدات لمنظمة الصحة العالمية على بعد 50 مترا من مجمع ناصر، وتضم القافلة شخصيات أممية رفيعة المستوى، إضافة إلى شاحنتين، واحدة محملة بالوقود والأخرى محملة بالماء والطعام.
وأشارت إلى أن الاحتلال الإسرائيلي أقام حفرا أمام وخلف قافلة المساعدات الأممية لمنع وصولها إلى مجمع ناصر الطبي.
من جانبها، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن جيش الاحتلال اعتقل نحو 100 شخص في المجمع الطبي ووصفهم بالمشتبه بهم.
وفي وقت سابق الجمعة، أعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع وفيات المرضى في مستشفى ناصر الطبي إلى 5 نتيجة انقطاع الكهرباء ونفاد الأكسجين إثر اقتحامه من الجيش الإسرائيلي.
وأعربت عن خشيتها وفاة مرضى آخرين في العناية المركزة، و3 في حضانة الأطفال في أي لحظة نتيجة توقف الأكسجين عنهم.
خطر وشيك
وحذرت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة من تدمير يتعرض له مستشفى ناصر الطبي على يد الجيش الإسرائيلي، في حين يواجه النازحون والمرضى والطاقم الطبي فيه “التصفية”، وناشدت المنظمات الدولية سرعة التدخل لحمايتهم.
والخميس، اقتحمت القوات الإسرائيلية مجمع ناصر الطبي، وهو الأكبر والأهم جنوب قطاع غزة، بعد أن أجبرت آلاف النازحين على الخروج منه، وفق شهود عيان ومصادر رسمية فلسطينية.
واعتبر المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، في بيان الخميس، أن المجمع تم تحويله إلى مقبرة وثكنة لقوات الاحتلال “مما يُعد جريمة حرب واضحة ومكتملة الأركان، وجريمة ضد كل المعاهدات الدولية”.
وكان الاحتلال أعلن أمس الخميس أن قواته دخلت المستشفى بناء على “معلومات استخباراتية موثوقة” تفيد بأن “رهائن” تم احتجازهم في الهجوم كانوا في المنشأة، وأن جثث بعضهم ربما لا تزال بالداخل، لكنه قال لاحقا إنه لم يجد بعد أدلة تثبت ذلك.
وفي الأيام الأخيرة، اندلع قتال عنيف قرب المستشفى، أحد المرافق الطبية الرئيسة التي لا تزال في الخدمة بالقطاع.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن مستشفى ناصر، وهو واحد من 11 مستشفى لا تزال مفتوحة من أصل 36 مستشفى في قطاع غزة قبل الحرب، بات بالكاد يعمل.
لا مأوى
ومن جانب آخر، نشر الصحفي الفلسطيني محمد الحلو مقطع فيديو مؤثرا أكد من خلاله عدم عثورهم على مأوى بعد خروجهم من مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة قسرا.
حيث وثق الفيديو استعمالهم للكراسي الأمامية من سيارة للنوم فيها بشكل مكتظ جدا، بينما ملئت الكراسي الخلفية بأغراض نزوحهم، وقال الصحفي إنهم ينامون بهذا الشكل لليوم الثالث على التوالي.
ويشن الجيش الإسرائيلي منذ 22 يناير/كانون الثاني الماضي، سلسلة غارات مكثفة جوية ومدفعية على خان يونس، وفي محيط مستشفيات المدينة، وسط تقدم بري لآلياته بالمناطق الجنوبية والغربية منها، مما دفع آلاف الفلسطينيين للنزوح.
ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية.